بدأ الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، اليوم السبت، حملة اتصالات عربية ودولية فى محاولة لمنع الولايات المتحدة من الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".
وأجرى أبو مازن، مساء اليوم السبت، اتصالا هاتفيا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أوضح خلاله صورة أوضاع مدينة القدس، والأهمية الملحة من أجل حمايتها وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، فى ظل المخاطر التى تحدق بها. وأعرب الرئيس محمود عباس، عن تقدير بلاده لجهود مصر ودورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، مشيداً فى هذا الصدد بالجهود المصرية التى ساهمت فى المضى قدماً نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية، بما يساعد فى تمكين الشعب الفلسطينى من مواجهة التحديات المختلفة التى تواجه القضية الفلسطينية.
وقالت الرئاسة الفلسطينية فى بيان: إن الاتصالات، شملت كلاً من الملك الأردنى عبدالله الثانى، وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسى ماكرون، محذرة وبشكل قاطع من أن اتخاذ مثل هذه الخطوة، سيؤدى إلى تدمير عملية السلام، وستدخل المنطقة فى وضع لا يمكن السيطرة عليه".
وفى وقت سابق قال مسئول أمريكى كبير، إن من المرجح أن يعترف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل فى خطوة قد تغير السياسة الأمريكية القائمة منذ عقود وتؤجج التوتر فى الشرق الأوسط. وقد يقوم ترامب بالإعلان المثير للجدل فى خطاب يوم الأربعاء المقبل الموافق 6 ديسمبر، برغم أنه من المتوقع أن يؤجل مجددا الوعد الذى قطعه على نفسه أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن أبو مازن "طلب خلال الاتصال بولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، تدخل المملكة العربية السعودية العاجل لحل الأزمة، خاصة مع الأنباء التى تتناقلها وسائل الإعلام حول الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية إليها". واتفق الرئيس الفلسطينى وأمير دولة الكويت وملك الأردن والرئيس التونسى والرئيس الفرنسى، على استمرار التواصل خلال الأيام المقبلة، للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بمدينة القدس ومقدساتها.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أن عباس "أوضح للزعماء والقادة سواء من خلال الاتصالات أو الرسائل التى بعثت إلى الدول العربية وللأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى وكذلك للاتحاد الأوروبى ضرورة العمل الفورى من أجل منع إمكانية حدوث مثل هذا الإجراء"؛ وحذر أبو ردينة من أن "الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل يدمر عملية السلام". وتابع أن "الاعتراف أو نقل السفارة الأمريكية للقدس ينطوى على نفس الدرجة من الخطورة على مستقبل عملية السلام ويدفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار".
ومن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم السبت، أن اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يغذى التطرف والعنف فى الشرق الأوسط. وأضاف أبو الغيط فى بيان نشر على الموقع الإلكترونى للجامعة: "اليوم نقول بكل وضوح أن الإقدام على مثل هذا التصرف ليس له ما يبرره، ولن يخدم السلام أو الاستقرار بل سيغذى التطرف واللجوء للعنف، وهو يفيد طرفاً واحداً فقط هو الحكومة الإسرائيلية المعادية للسلام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة