فى تحرك جديد ، دعا الرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح إلى "فتح صفحة جديدة" مع الدول العربية المجاورة لليمن، فى إشارة إلى دول التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن، فى وقت كشفت فيه مصادر إعلامية يمنية إن "صالح" رفض وساطة قطرية لإنقاذ مليشيات الحوثيين.
صالح خلال مراسم تسليم السلطة لـ منصور هادى قبل 5 سنوات
المبادرة الجديدة تأتى بعد احتدام القتال بين القوات الموالية للرئيس المخلوع، ومليشيات الحوثيين ـ جناحى الانقلاب على الشرعية فى اليمن ـ وبعدما سيطرت قوات صالح على مبان حيوية من بينها تلفيزيون صنعاء والبنك المركزى ووزارتى المالية والدفاع والمطار وغير ذلك بخلاف مبانى سفارات السعودية والإمارات والسودان، وطرد مليشيات الحوثي منها، فى اشتباكات خلفت ما يقرب من 100 قتيل و150 جريح على مدار الـ24 ساعة الأخيرة.
وفى كلمته التى بثتها وسائل إعلام يمنية ، قال صالح : "ندعو إلى الصفح والحوار ونمد أيدينا للخارج"، مطالباً بوقف إطلاق النيران تمهيدا لحوار مفتوح.
وبعد احتدام المواجهة بين جناحى الانقلاب داخل اليمن ، قال السفير اليمنى لدى القاهرة محمد على مارم إن ما يحدث من صراع بين طرفى الانقلاب داخل اليمن ـ الحوثيين وأنصار على عبدالله صالح ـ كان متوقعا، فتحالف الشيطان ضد الدولة ومؤسساتها من قبل الحوثى وصالح مبنى على المصالح الشخصية وأطماع لكل منهما دون الالتفات لمصلحة اليمن والشعب اليمنى، فكل طرف يتقدم به الأثر إلى كسر العظم وقتل من عائلة الطرف الآخر، لضمان السيطرة على النصيب الأكبر من الدولة.
مبنى وزارة المالية اليمنية بعد تفجيره خلال الاشتباكات
وفى أول تعليق من قوات التحالف على مبادرة صالح، قال بيان إن تحالف دعم الشرعية فى اليمن، يدعم استعادة حزب "المؤتمر" لزمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور المليشيات الطائفية الإرهابية.
ودعا التحالف فى بيان نشرته قناة العربية، إلى الوحدة للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد التنكيل، مؤكدًا وقوفه مع الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ضمن الأمن العربى.
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ، أضاف "مارم" أن صالح يحاول استمالة تعاطف المجتمع للوقوف معه مستغلا مشاعر الكره التى يكنها الشارع لمليشيا الحوثى جراء سوء تعاملها فى المرحلة التى تلت انقلابهم على الدولة، وبالمقابل الحوثى لديه الكثير من المتعصبين من القبائل والذين يتخوفون من المستقبل إذا ما كان لصالح تفوق عليهم، ولديهم تجربة ستة حروب منذ عام 2004.
وتابع السفير مارم : "لكن توجد أوراق عسكرية مليشياتية مع كلا الطرفين، سوف تتصارع وتؤثر على المدنيين ومؤسسات الدولة والتي تجنبت الشرعية اليمنية الدخول فيه حرصا على المدنيين ومقدرات الدولة، بينما كلا المليشيات لا تتبع إلا مصالحها في السيطرة على السلطة وثروة البلد.
وأكد السفير اليمنى، أن قوات الحوثيين سترحل قريبا من صنعاء بعد أن أثارت مشاعر كل يمنى باعتدائها السافر على مسجد صالح ، لذا لن يتم السماح لهم بالاستمرار.
وعلى الصعيد الميدانى ، اعتقلت قوات على عبد الله صالح، اليوم نجل شقيق زعيم الحوثيين، بعد أن سيطرت على مبنى التليفزيون فى صنعاء، وقالت وسائل إعلام يمنية إن قوات الرئيس المخلوع تسيطر حالياً على جميع الطرق المؤدية إلى صنعاء من جهة الجنوب، فى ظل اشتداد حدة المواجهات.
وفى خضم المواجهات، تمكنت قوات عبد الله صالح، من السيطرة على عدة محاور هامة واستراتيجية فى العاصمة، حيث سيطرت على وزارة المالية، والبنك المركزى، وعدة نقاط للتفتيش، هذا إلى جانب السيطرة الكاملة على مبنى التليفزيون، ومقر الرئاسة، ووزارة الدفاع، والأمن القومى فى صنعاء.
كما سيطرت قوات حزب المؤتمر الشعبى التابع للرئيس اليمنى المخلوع، على مطار صنعاء، إضافة إلى السيطرة الكاملة على مدن ذمار وايمه وإب والمحويت، إضافة إلى تمكنها من طرد ميليشيات الحوثى من "معسكر 48"، الذى يعد أحد أكبر معسكرات صنعاء، ومازالت قوات "صالح"، تواصل تقدمها فى المدينة، مما دفع ميلشيات الحوثى، إلى الانسحاب من عدة مواقع كانت خاضعة لها، وبذلك تكون قوات "صالح"، تمكنت من إخضاع أجزاء كبيرة ومؤسسات هامة فى المدينة لسيطرتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة