ردود أفعال واسعة أثارها معصوم مرزوق، القيادى بالتيار الشعبى، عبر التصريحات التى أطلقها بمصطلحات حاسمة، وبكلمات لا تحتاج أى تفاسير، وبجملة واضحة، دعا خلالها للمصالحة مع جماعة الإخوان، وذلك عندما وجه له سؤالا من وسيلة إعلام إخوانية، عن موقفهم من مشاركة جماعة الإخوان "الإرهابية" فى الجبهة المعارضة التى هم بصدد تشكيلها، فيما شنت قوى سياسية هجوما حادا على "مرزوق"، معتبرة حديثه طعنة فى قلب الوطن.
وبدوره شن الكاتب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، هجوما عنيفا على معصوم مرزوق، واصفا دعواته بالمصالحة مع الإخوان، يؤسفنى أن يكون هناك من يطالب بالمصالحة مع الإخوان فى وقت يعرف فيه أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ولكن تتزايد المصيبة أكثر عندما يكون المطالب بذلك منتمى إلى التيار الناصرى".
وأضاف "بكرى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "عبد الناصر تعرض للتآمر من قبل جماعة الإخوان، والزعيم عبد الناصر كان ضد جماعة الإخوان، والإخوان الآن يقتلون أبنائنا ويحرقون منشآت الدولة المصرية، فكيف نتصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء".
وأشار بكرى إلى أن من يدعو للمصالحة مع جماعة الإخوان من قبل التيار الناصرى وغيرهم يتبنون رؤية خاطئة، كما تبنوا سابقا الكثير من الرؤى الخاطئة، مضيفا: "كلام معصوم مرزوق لا قيمة له لأن الشعب المصرى موقفه من الإخوان واضح".
ووجه "بكرى" رسالة إلى معصوم مرزوق قائلا له: "أحرص على دماء الشهداء".
وشارك حزب حماة الوطن فى انتقاد تصريحات "مرزوق" حيث فسر اللواء محمد الغباشى، المتحدث الرسمى باسم حزب حماة الوطن دعوة "مرزوق" بأنها محاولة للظهور والبحث عن الأضواء، قائلا: "للأسف أن ما يحدث الآن أشخاص كثيرون عندما ينحصر الضوء عنهم يبحثون عن مصالح ومكاسب للظهور مرة أخرى".
وأضاف "الغباشى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "ما أثاره معصوم مرزوق عن مطالبته بالمصالحة مع الإخوان يمثل قمة التناقض، فكيف يكون شخص منتمى للتيار الناصرى ويدعو للمصالحة مع الإخوان، وهذا ثمة غير مفهومة وغير واضحة لأناس يجمعون التناقضات وعلى رأس هؤلاء الناس حمدين صباحى الذى تحالف مع الإخوان قبل ذلك.
ووجه "الغباشى" رسالة إلى معصوم مرزوق، قائلا له: "أحرص على الوطن والدولة المصرية لأن ما تقوله يسىء لأنفسكم ولدولة المصرية، وأدعوك أن تعود إلى رشدك، لأن الدعوة للمصالحة مع الإخوان تخدم أعداء الوطن" مضيفا: "قد ثبت أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية وتقوم بالقتل والتدمير وإسالة الدماء فمن يدعو للمصالحة معها إما أنه شخص متلون أو معتنق أفكارهم أو شخص لديه اضطراب فى اتخاذ القرار".
ومن جانبه انتقد نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، تكرار دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان، قائلا: "هذا الأمر قد حسم وانتهى، والحديث فيه إهدار للوقت، فمصر منذ عام 1928 تتلقى ضربات وإرهاب من هذه الجماعة الإرهابية، ثم يظهر لنا شخصيات تقول لنا ننسى اللى فات ونبدأ من جديد، فهذا الأمر لن نقبله ويجب علينا أن نتعلم من أخطائنا".
وأضاف "زكى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "جماعة الإخوان تتاجر بالدين وتمارس العنف، وتدعو لهدم الوحدة الوطنية وضد الديمقراطية وضد كل شىء يحمى حقوق الإنسان" مضيفا: "من يدعو للمصالحة مع هذه الجماعة فهذه ردة وطعنة للوطن".
وأشار إلى أن جماعة الإخوان: "هذه عصابة خاطئة عدوة لهذا الوطن وبالتالى وجودها فى هذا المجتمع استنزاف لطاقات البلاد ومعوق لتقدمه الثقافى والاقتصادى والاجتماعى".
وقال "مرزوق" نصا عن موقفهم من جماعة الإخوان: "الجبهة لم تحسم هذا الأمر بعد، إلا أننى شخصيا أرى أنه لا يجب أن تكون هناك أى تفرقة بين المواطنين فى مصر طالما ليس هناك ما يخالف الدستور والقانون، ولا أقتنع مطلقا بمحاكم التفتيش، ولا بد أن يتصالح المجتمع مع نفسه كى نخرج من حالة العنف والعنف المضاد، وتجارب الشعوب الأخرى أثبتت أن إقصاء أى مجموعة عرقية أو دينية أو سياسية تؤدى إلى نتائج وخيمة على المجتمع، ولهذا فالاشتباك بالحوار والنقاش أفضل بكثير جدا من الاشتباك بأشياء أخرى".
وأضاف "مرزوق": "وأرى أنه لا ينبغى اعتبار الإخوان جيشا منهزما، بل يجب أن يكون لدينا عقل منفتح على التفاوض والاندماج مع كل فصائل المجتمع، مع عدم إسقاط المحاكمات العادلة عن جميع الخارجين على القانون".
وعن تأخر إعلانهم عن الجبهة المعارضة التى هم بصدد تشكيلها، قال "مرزوق":"من الطبيعى فى عملية بناء الجبهات والتحالفات السياسية أنها تستغرق وقتا وتحتاج جهدا وتصادف عقبات عديدة، خاصة أن فكرة التحالفات السياسية فى مصر شديدة التعقيد، حيث أن محاولة البحث عن أرضية مشتركة تجمع الاتجاهات السياسية المختلفة تشهد غالبا سعى كل اتجاه كى يجذب باقى الاتجاهات إلى أرضيته، وتظل عملية الشد والجذب مستمرة حتى تستقر الجبهة فى النهاية فى منطقة ترضى كل أطرافها، وتحقق على الأقل الحد الأدنى المشترك لمتطلبات كل أطرافها سواء بالنسبة لكيفية التعاطى مع الواقع الراهن أو صياغة رؤى للمستقبل، ولذلك هى بحاجة لمجهود كبير وتحتاج لعقل وحكمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة