قلنا مراراً إن كل الشرور التى يعانى منها العالم سببها الاستعمار الأمريكى والبلطجة الأمريكية والإرهاب الأمريكى، فالمجمع الصناعى العسكرى الحاكم فى واشنطن دى سى، بتعبير آيزنهاور يبنى عقيدته واستراتيجية حكمه على خلق الأعداء وصناعة الحروب والتوسع عن طريق سلب الآخرين حقوقهم، وهذه الاستراتيجية العدوانية التدميرية هى الكفيلة باستمرار وازدهار المجمع الصناعى العسكرى أياً كان توجه الرئيس أو اسم الحزب المسيطر على الكونجرس.
وفى هذا السياق وحده يمكن فهم تصريحات وتهديدات البلطجية نيكى هايلى مندوبة أمريكا بمجلس الأمن وحاملة حقيبة الفيتو، رمز الاستعمار القديم الذى يشير بوضوح إلى أن جميع العهود والمواثيق الدولية مجرد حبر مسكوب على ورق مهمل، وأن المؤسسات الدولية من عينة الأمم المتحدة إنما هى سياط وأدوات للسيطرة بأيدى الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية بمجلس الأمن.
نيكى هايلى مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن استخدمت سلطة بلادها الاستثنائية، وأعلنت الفيتو لإيقاف مشروع قرار مصرى يتبنى وقف أى قرارات أحادية بشأن القدس المدينة المحتلة من إسرائيل وصاحبة الوضع الخاص فى القانون الدولى، وكذا تجريم أى ممارسات إسرائيلية تغير من وضع السكان الفلسطينيين أو طبيعة المبانى التاريخية بالمدينة، وقد وافقت الدول الأعضاء بمجلس الأمن بالإجماع على مشروع القرار المصرى بما فى ذلك إنجلترا وفرنسا وبالطبع روسيا والصين، قبل أن ترفع المندوبة الأمريكية رخصة الاستعمار المعروفة بالفيتو فى وجه الجميع لتنزوى وحدها فى كورنر أداء الإنسانية.
لم تكتف المندوبة الأمريكية بالفيتو الظالم والاستعمار المقيت، بل أطلقت تهديداتها وتجاوزاتها وأكاذيبها فى كل اتجاه، واعتبرت أن مشروع القرار المصرى وتمريره وعقد جلسة للتصويت عليه إهانة لبلادها لا يمكن أن تنساها، تصوروا كيف وصلت الصفاقة والبلطجة بالقتلة الظلمة الأمريكان حماة الاستعمار الإسرائيلى لدرجة أن يلوموا الضحايا، لأنهم يشكون وينشدون العدالة هم يريدون ضحايا يرحبون بالظلم والعدوان ويختلفون التبريرات بابتلاعه وتمريره.
البلطجية نيكى هايلى فى كلمتها الغريبة والمرتبطة، قلبت الحقائق أباطيل، فرفض قرار ترامب بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل مجرد مخاوف مبالغ فيها، على اعتبار أن قرار ترامب سيدفع السلام إلى الأمام، كما اعتبرت تصويت 14 دولة من 15 عضوا بمجلس الأمن لصالح مشروع القرار المصرى مثالاً جديداً على تسبب الأمم المتحدة بالضرر أكثر، مما تتسبب بما هو مفيد فى التعامل مع النزاع الإسرائيلى الفلسطينى».
مندوبة أمريكا وصل بها الخبل والبلطجة أن تزعم علانية بمجلس الأمن أن القدس لطالما كانت أرضا للشعب اليهودى منذ آلاف السنين، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لأى دولة أن تقول لها أين ستنقل سفارتها بالقدس، ونحن نقول لها، ستكون سفارة بلادك أن تم نقلها للقدس فعلا على أنقاض بيت فلسطينى مازال أصحابه يحملون مفتاحه ويمتلكون حقا لا يمكن إسقاطه من أى سلطة أو استعمار غاشم، هو حق العودة إلى بلادهم وأرضهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة