يواصل أبناء الشعب الفلسطينى مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلى، الذى يضيق الخناق على المواطنين، وينتهك حرمات المنازل، وذلك فى إطار مخططاته الخبيثة لتوسيع رقعة الاستيطان فى مدن الضفة الغربية خلال الشهور الأخيرة، وهو ما يدفع المواطن الفلسطينى بمقاومة ومواجهة تلك المخططات الصهيونية التى تسعى لابتلاع الأراضى والمنازل العربية لصالح المستوطنين.
واستمرارا للاستفزازات التى يمارسها جنود الاحتلال فى مدن الضفة الغربية، اقتحم جنديين إسرائيليين ساحة منزل عائلة التميمى فى قرية النبى صالح فى رام الله، ما دفع الفتاة الفلسطينية عهد التميمى البالغة من العمر 17 عاما بالتصدى للجنود الإسرائيليين المدججين بأحداث الأسلحة وطردهم من ساحة منزلها.
"كف فلسطينى واجه بندقية المحتل" هاشتاج دشنه نشطاء فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعى عقب تداول مقطع فيديو للفتاة الفلسطينية عهد التميمى التى اشتهرت بمواجهتها لقوات الاحتلال الإسرائيلى منذ نعومة أظافرها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى الفتاة "عهد التميمى" ووالدتها عقب اقتحام منزلها فى قرية النبى صالح بالضفة الغربية وتفتيشه ومصادرة الأجهزة الإلكترونية منه.
وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعى كيف ظلت الفتاة الفلسطينية عهد التميمى تطرد عنصرين من جنود الاحتلال وصفعتهما على وجهيهما، لعدم اكتراثهما بطلبها بالذهاب بعيدا عن منزلها، ودفعتهما للخروج من ساحة المنزل.
وبث مشهد مواجهة عهد التميمى لجنود إسرائيليين مدججين بالأسلحة الرعب فى قلوب الصهاينة، وتصدر هذا المشهد بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، ففى مقابلة مع الوزير الإسرائيلى نفتالى بينيت قال إن عليها أن تقضى حياتها فى السجن، فيما قال وزير الحرب الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان أن مهاجمى الجنود سوف يعتقلون، وفى الفيديو المتداول تظهر عهد التميمى وهى تدفع الجندى ليخرج من ساحة بيتها، وقد لقى المشهد تفاعلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
وقال والد عهد باسم التميمى إنها طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة، وأضاف أن الجيش الإسرائيلى صادر كل الإلكترونيات فى البيت من كاميرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف، مردفا أن والدتها ناريمان ذهبت لتسأل عنها فاعتقلت.
وكانت المرة الأولى التى نُشرت فيها صور التميمى فى وسائل الإعلام عندما ظهرت وهى تهاجم أحد جنود الاحتلال الإسرائيلى أثناء اعتدائه على أخيها الطفل محمد التميمى، البالغ من العمر 12 عامًا، فى قرية "النبى صالح" غربى رام الله.
ورغم قوة الجندى الإسرائيلى والسلاح المدجج به، لم يستطع الصمود فى وجه الطفلة عهد التميمى، فاضطر إلى الانسحاب تاركًا الطفل فى حال سبيله.
نشأت الفتاة الفلسطينية عهد التميمى فى كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين الاحتلال الإسرائيلى، ما أدى إلى اعتقال والدها 9 مرات، أما والدتها فاعتقلتها سلطات الاحتلال 5 مرات، واعتقلت أخاها مرتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال على يد الاحتلال الإسرائيلى.
وقال ناجى التميمى، منسق حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية فى قرية النبى صالح غربى رام الله، إن الظروف التى عاشتها عهد التميمى كوّنت شخصيتها القوية، فقد شاهدت والدها وهو يتعرض للضرب والعنف والاعتقال أمام عينيها، فضلًا عن أنها من أسرة تتعرض لعمليات اعتقال وتفتيش واقتحامات مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلى.
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلى كاتز، للإذاعة العامة الإسرائيلية أنه "شعر بالغليان" بعد رؤية شريط الفيديو، ولكنه أثنى على تصرف الجنود الإسرائيليين قائلا، إنهما "فعلا الشىء الصحيح"، بينما أكد وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت، أن عهد التميمى قد تمضى سبع سنوات فى السجون الإسرائيليين نتيجة ضربها لجنود الإحتلال.
ودشن عدد من النشطاء عريضة عبر منظمة "آفاز" للمطالبة بإطلاق سراح الفتاة الفلسطينية عهد التميمى وكافة الأطفال الفلسطينيين الأسرى فى سجون الاحتلال، مؤكدين وقوفهم ودعمهم للفتاة عهد التميمى داعين قادة العالم لمحاسبة جنود الاحتلال الإسرائيلى ووضع حد لاعتقال وتعذيب الأطفال الفلسطينيين.