حنان شومان

الأدب وقلة الأدب من فاهيتا لشيما

الخميس، 21 ديسمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعريف الأخلاق وقلة الأخلاق، والأدب وقلة الأدب يتفاوت حسب من يُعرفها، فالفلاسفة عرفوا الأخلاق كأرسطو الذى قال، إن الفضيلة الأخلاقية تكمن فى تحاشى التطرُّف فى السلوك وإيجاد الحد الوسط بين طرفين، مثال ذلك أن فضيلة الشجاعة هى الحد الوسط بين رذيلة الجبن من طرف ورذيلة التهور من الطرف الآخر، وبالمثل فإن فضيلة الكرم هى الحد الوسط بين البخل والتبذير.
 
أما الأخلاق فى الدين أى دين فهى تنقسم لقسمين كتعريف، خلق حسن: وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلاً وشرعاً أى حسب ما شرعه ذلك الدين، وخلق سيئ: وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعا.
 
ولكن تعريف الأخلاق والأدب لا يرتبط فحسب بأقوال الفلاسفة ورجال الدين، ولكنه يختلف باختلاف الزمان والمكان، فما قد يعتبره المصرى المولود فى صعيد مصر عام 1920 عيبا وغير أخلاقى قد يعتبره مصرى آخر مولود فى ذات المكان ولكن فى زمن آخر ليس عيباً ولا غير أخلاقى، وما قد يعتبره الأمريكى قمة الأدب قد يراه اليابانى فى نفس زمانه قمة قلة الأدب.
 
الخلاصة أن تقييم الأدب وقلة الأدب أو الأخلاق من عدمها مسألة نسبية لها اعتبارات كثيرة متباينة ، وقد كثر الحديث هذه الأيام عن الأخلاق والأدب وقلة الأدب، خاصة فى الإعلام وعلى مواقع التواصل، وصارت هناك هيئة لإعلام تمارس دور الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أو بتعبير أدق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما تراه، وصارت تلك الهيئة تنشئ اللجان للنهى عن المنكر كلجنة الدراما التى لا أعرف كيف ستسير بها الأمور، خاصة فى تقييم ما هو أخلاقى وما هو غير ذلك.
 
وقد كثر فى مجتمعنا أهل النهى عن المنكر على اختلافهم، فالمحامى سمير صبرى ومن على شاكلته نموذج من الناهين عن المنكر! وكم من مذيعين أمام الشاشات أيضاً ناهون عن المنكر بطريقتهم، ويعتبرون أنفسهم ضابط شرطة «امسك قليل الأدب» ولكن على نهجهم أيضاً!
والنقيب هانى شاكر من أهل النهى عن المنكر فى ملابس المطربات، فعجباً أن شرطة الآداب لم تعد وحدها هى المسؤولة عن الضبط والربط والأدب وقلة الأدب، بل صار المسؤولون عن الأخلاق كُثرا.
 
ورغم هذا فالأخلاق على اختلاف تعريفاتها فى انحدار مذهل، ولكن للأسف نحن مجتمع إذا سرق فينا الشريف تركناه أما إن سرق الضعيف أقمنا عليه الحد، أو إذا كان الشهير قليل الأدب وهم كُثر فنحن نتركهم، أما إن كان ضعيفا ومهيض الجناح فنحن أسود عليه، لذا فشيما بطلة كليب عندى ظروف فى السجن وأبلة فاهيتا تمرح فى الدوبلكس، وكم من شيما فى السجن وكم من فاهيتا حرة طليقة توزع قلة أدبها على الجميع.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة