يبدأ العد التنازلى للانتخابات الرئاسية خلال أيام، وتفوز مصر إذا نجحت فى تقديم نموذج للعالم، فى انتخابات شفافة ونزيهة وعادلة، ووفقاً للمعايير الدولية، التى تحقق المساواة لجميع المرشحين فى عرض برامجهم الانتخابية، وتوفير الضمانات الكاملة للناخبين للادلاء بأصواتهم، وأن تعكس نتيجة الانتخابات الاختيار الحقيقى للمصريين.
المنصب الرئاسى رفيع المستوى، ورئيس مصر هو الذى يمثلها فى الداخل والخارج، ويجب احترام المنصب أياً كان شاغله، لأنه واجهة البلاد والمتحدث بلسانها، ومنحه الدستور سلطات وصلاحيات كبيرة، تكرس هيبة الدولة ومكانتها وقامتها، ولا يأتى الاحترام لأن شخصاً بعينه يشغل المنصب، ولكن لأنه رئيس مصر، فهى الدولة الكبيرة، مهما واجهتها تحديات وأزمات.
كل الأنظار تتجه إلى مصر، خصوصاً دول وشعوب المنطقة التى تحلم بالأمن والسلام والحرية والديمقراطية، بعد أن جاءوا لها بديمقراطيات دموية، غلفوها بتعبير كاذب هو «الربيع العربى»، فأدركت الشعوب أنه لم يكن ربيعاً بل جحيماً، ولم يكن عربياً وإنما أجنبياً جاء بالغزاة والجيوش إلى المنطقة.. وينبغى أن يهب من مصر ربيع ديمقراطى يكون منارة لدول وشعوب المنطقة، التى تفككت وانهارت.
وتكسب مصر إذا قدمت انتخابات وفقاً للمعايير الدولية، وأهمها توفير الضمانات العادلة للمرشحين والناخبين، وتيسير إجراءات الرقابة المحلية والدولية على الانتخابات، للتأكد من حيادية السلطات العامة، وقدرتها على توفير أجواء آمنة وإجراءات نظيفة.
تأمين الانتخابات هو معيار نجاحها، وكل الثقة والطمأنينة فى القوات المسلحة والشرطة على القيام بهذه المهمة الوطنية، والضرب على أيدى الإرهابيين والعابثين، الذين يريدون إفساد العُرس الديمقراطى الكبير، فنجاح مصر فى إجراء انتخابات نزيهة، خسارة كبيرة لهم ويسحب من تحت أقدامهم سجادة الادعاءات الكاذبة، ويستبدلها بسجادة من نار، تحرق أكاذيبهم وأطماعهم، وتؤكد أن مصر هى بقعة النور التى لم تنطفئ فى المنطقة، وجيشنا العظيم قادر- بإذن الله- على الخروج بالبلاد إلى بر الأمان.
المهم أن يخرج المصريون بالملايين فى يوم عُرس الديمقراطية، ويحتشدوا أمام اللجان فى صورة حضارية، ليختاروا رئيسهم بحرية كاملة دون تدخلات أو ضغوط، وأن نرى المشهد الجميل الذى تكرر مرات فى سنوات الأزمة حين خرج المصريون بالملايين لاسترداد بلادهم من الجماعة الإرهابية، النساء والشيوخ والأطفال والشباب، ليوجدوا بكثافة أمام اللجان، لاختيار الرئيس الذى يحكم مصر فى السنوات المقبلة.
إنها السنوات الأصعب للتحديات والخروج من عنق الزجاجة التى طالت كثيراً.. وندعو الله أن يكتب لمصر وشعبها النصر والعزة والكرامة.