فى أول انتصار تشريعى له وللجمهوريين منذ انتخابات 2016، احتفل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتمرير الإصلاح الضريبى الهائل الذى طالما وعد به فى الكونجرس، ووصفه بأنه هدية للأمريكيين فى عيد الميلاد.
لكن برغم هذا الاحتفاء، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الكثير من العمال سيضطرون للانتظار حتى عام 2019 ليكتشفوا ما إذا كانوا سيدفعون ضرائب أقل أم أكثر للحكومة بموجب الإصلاحات الجديدة، ولفتت الصحيفة إلى أن التشريع أثارا ارتباكا بين المحامين والمحاسبين العاملين فى مجال الضرائب لضبط التعديلات التى لن تكون رسمية حتى يوقع الرئيس القانون فى يناير المقبل.
من جانبها، قالت مجلة "نيوزويك" إن ترامب وصف خطة الضرائب بهدية عيد الميلاد للأمريكيين، لكن النسخة الأخيرة من مشروع القانون لا تحقق وعود ترامب التى قطعها خلال الحمل الانتخابية وخلال العام الأول له فى المنصب.
وقال مركز سياسة الضرائب الأمريكى إن خطة الضرائب التى تمت الموافقة عليها من قبل مجلسى الشيوخ والنواب، يمثل ربع ما وعد به الرئيس فى الأساس، فالخفض فى الضرائب هزيلة ومؤقتة، وسيكون هناك خفض كبير فى الضرائب لشديدى الثراء، ومعدل دخل الفرد لن يتم تبسيطه، وسيصبح أعلى مما وعد به.
ويبدو أن ترامب سيكون أكبر مستفيد من هذا القانون، فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس ترامب الذى وصل إلى البيت الأبيض بموجة من الوعود الشعبوية، سيوفر على الأرجح ملايين الدولارات بعد موافقة الكونجرس على خطة الضرائب التى تعهد بتصميمها للطبقة لوسطى.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب الذى قال إنه سيكون فاشلا كبيرا لو لم يتم تمرير القانون، سيستفيد بشكل كبير من الإصلاح الضريبى الذى قدمه الجمهوريون، من خلال خفض معدل ضرائب الشركات والخصومات المربحة للأسر ذات الدخل المرتفع، وفقا لمحاميين وخبراء فى الضرائب الذين راجعوا مشروع القانون الأخير.
كما يمكن أن يستفيد ترامب من فوائد من شأنها ان ترفع قطاعات تجارية محددة، بما فى ذلك خصم فى الضرائب فى اللحظات الأخيرة سيساعد الكثير من ملاك العقارات التجارية عالية القيمة، وهى الصناعة التى جنى منها الرئيس الأمريكى ثروته.
وأكدت صحيفة واشنطن بوست أن تحويل خطة الضرائب قانون يوضح التناقض بين الخطاب الشعبوى لترامب والثروة الخاصة التى جناها من خلال تسويق الفنادق والشقق السكنية وملاعب الجولف للأثرياء.
وسيضمن الانتصار التشريعى الأول للجمهوريين فى عام 2017 مكاسب مالية للرئيس وعائلته بطريقة غير مسبوقة تقريبا فى تاريخ السياسة الأمريكية، حسبما يقول الخبراء.
ونقلت واشنطن بوست عن دانيال شافيرو، خبير الضرائب بكلية القانون بجامعة نيويورك، والذى عمل فى لجنة الكونجرس الخاصة بالضرائب خلال آخر إصلاح ضريبى شهدته الولايات المتحدة عام 1986، إنه لا يعرف أى بند فى مشروع القانون لا يستفيد منه ترامب وعائلته، سوى تغيير فى خصم الضرائب المحلية وضرائب الولايات. وأضاف أنه من الواضح للغاية أن ترامب سيصبح أفضل ماديا بكثير عما سبق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة