شهد محمد سيد بدر محافظ الأقصر، صباح اليوم الخميس، فعاليات تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس، وهى الظاهرة التى تحدث سنوياً للعام السابع على التوالي، بمرافقة المحافظ حفنى بركات وكيل وزارة الشباب والرياضة، وعدد من قيادات الآثار والمرشدين السياحيين.
وكانت الأقصر للعام السابع على موعد مع أضخم ظاهرة فلكية تتكرر كل عام وهى تعامد الشمس على معابد الكرنك الشهيرة من الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة صباحاً، وهو الاكتشاف الذى رصده وتوصل إليه مركز البحوث الأثرية فى جمعية المرشدين السياحيين فى الأقصر، وتم الاحتفال به فى احتفالية سياحية وفنية شارك فيها قيادات محافظة الأقصر، بجانب عدد من علماء المصريات وعدد من السياح الذين يزورون الأقصر فى هذه الفترة، وذلك ضمن مساعى سلطات محافظة الأقصر للخروج من أزمة التراجع السياحى التى تعانيها المحافظة .
ومن جانبه، أكد محافظ الأقصر على أهمية الاحتفال برصد الظاهرة وكيفية استغلالها كحدث أثرى سياحى عالمى يساهم فى الترويج السياحى للأقصر فى أسواق السياحة العالمية، حيث إن الاحتفال برصد الظاهرة الفريدة بالتواجد فى ساحة معابد الكرنك، وعقب ذلك التوجه داخل المعبد وتتبع أشعة الشمس على الأعمدة والحوائط، والدخول إلى قدس الأقداس لرصد الظاهرة وبعد ذلك التوجه إلى البوابة الشرقية فى نهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد.
وأضاف محافظ الأقصر لـ"اليوم السابع" ، أن رصد ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك تعد أحد أهم الأحداث التى تسعى المحافظة لاستغلالها فى تنشيــط السياحة والتعريف بالحضارة المصرية القديمة وزيادة المناسبات على أجندة السياحة المصرية، موضحا أن مثل ذلك الحدث دليل على ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك فى العالم أجمع، مطالبا بتكثيف الجهود لاستغلال تلك الظواهر التى عجز العلماء عن تفسير العديد من أسرارها حتى اليوم فى تحقيق مزيد من الجذب السياحى للمواقع الأثرية المصرية، وأن محافظة الأقصر حريصة على إبراز مثل تلك الأحداث والاحتفال بها ودعوة السياح لمشاهدتها أملا فى أن يتجاوز القطاع السياحى بالمحافظة أزمته الحالية.
ومن جانبه، يقول الطيب غريب كبير مفتشى معابد الكرنك، أن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة تم بناءً على مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة فى مصر الفرعونية، تؤكد أن بناء المصرى القديم لمعابده الدينية تم من وجهة نظر لاهوتية، حيث أقامها ودشنها كبرزخ سماوى يسلكه قرص الشمس مع معبوده ورفقته المقدسين فى ترحالهما ما بين العالم السفلى والعالم المرئى ، وعليها يتأكد لنا أن كل المعابد الدينية التى أقامها الفراعنة تتوجه قبلتها نحو مواطن شروق أو ظهيرة أو غروب قرص الشمس سواء بصورة فلكية مباشرة فى أيام أعياد بعينها أو بصورة رمزية طبقًا لما ورد فى النصوص الدينية، وعلى هذا يتبين صدق مقصد المصرى القديم فى تدشين ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معابده ومقاصيره المقدسة إبان شروق أيام بعينها وهو أمر تؤكده الدلالات اللاهوتية لأشعة الشمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة