مدير الدراسات الدوائية: نظام البوكسات وراء الأزمات
شهدت الصيدليات اختفاء عدد كبير من الأصناف الحيوية الخاصة بعلاج السرطان والشلل الرعاش والمغص والضرورية للعمليات الجراحية وصبغات الأشعة ليضطر الأطباء إلى تغيير البروتوكولات العلاجية واللجوء إلى أدوية بديلة أقل تأثيرا أو مستحضرات مستوردة باهظة التكاليف على المرضى.
وتتضمن قائمة الأدوية المختفية من الصيدليات كلا من الأندوكسان والهالوكزان الخاصين بعلاج الأورام السرطانية والسينامت والدوبا ليفوكار والشاتو المتعلقين بعلاج الشلل الرعاش والفايونيتال والهالوسان الخاصين بالتخدير قبل العمليات الجراحية وأمبولات الألترافست، وإسكان لوكس وأمى فاك الخاصين بأصباغ الأشعة، والبسكوبان الخاص بعلاج المغص.
وقال محمود إسماعيل، مريض بشلل الرعاش بمنطقة الهرم لـ«اليوم السابع»: «أعانى من مرض الشلل الرعاش منذ سنوات، وكنت أعتمد على دواء أجنبى «سينامت»، والآن اختفى هذا الدواء، وأصبحت لا أجد علاجا فعالا، وخيرنى الطبيب المعالج أن أستبدل بالعلاج أدوية مقاربة فى التأثير أو مخاطبة الشركة فى الخارج لاستيراد الدواء، وهذا فوق تحملى فكريا أو ماليا ومستمر فى البحث منذ 10 أيام عن العقار ولا أجده».
وأضافت لطيفة مسعد أبوالنجا، مريضة بالسرطان، أن علاج السرطان معظمه غير متوفر، خاصة أن أدويته عبارة عن تركيبات تتألف من مجموعة أدوية، ونقص دواء واحد يفشل بروتوكول العلاج، وتابعت: «فى معاهد الأورام الدواء قد يكون متوفرا أحيانا، والبعض الآخر غير موجود، أما فى الصيدليات الحرة، فهو غير متوفر لفترات طويلة، وكشفت أن هناك سوقا سوداء للأدوية حاليا، فسعر أمبول الهالوكزان 190 جنيها ويباع فى السوق السوداء بـ500 جنيه».
ومن جانبه، أكد الدكتور على عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية ومكافحة الإدمان، فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، أن الفترة الحالية رغم وجود نقص واختفاء لمستحضرات وأصناف دوائية، لكن بالنسبة لفترات ماضية هناك انفراجة كبيرة.
وتابع: «السياسات الدوائية التى تقوم بصياغتها وزارة الصحة مازالت قاصرة وتحتاج إلى مزيد من الإحكام والرقابة بمعنى أنه مطلوب أن يكون هناك حصر بالأرصدة المتعلقة بالأدوية فى السوق والمصانع للتنبؤ بالأزمات قبل حدوثها والاستعداد الجديد لها بدلا من ترك المريض فريسة للمرض».
وقال على عبدالله، إن هناك نقصا فى عدد كبير من الأدوية أهمها البنسلين وحقن أصباغ الأشعة «ألترافست، إسكان لوكس، أمى فاك»، وأدوية السرطان مثل «الأندوكسان والهالوكزان»، وأدوية التخدير مثل «هالوسان، فايونيتال»، ومستحضرات علاج الشلل الرعاش «الدوبا، ليفوكار، سينامت والشاتو».
وأوضح أنه وفقا للتعامل بنظام البوكسات فى تسجيل الدواء، فإنه يوجد 12 مثيلا للأصناف التى تعالج الشلل الرعاش، فى حين أن الموجود فى السوق فعليا 4 أصناف، و3 منها اختفت من سنوات وبقى صنف واحد يستحوذ على السوق بنسبة %95، وحاليا غير موجود بالسوق نهائيا، ما يعنى أن هناك ما يقرب من 8 شركات لا تقوم بإنتاج المستحضر وتعطل الراغبين فى الاستثمار فى مثل هذه الأصناف، وبالتالى يصبح نظام البوكسات الوهمى وراء أزمات كثيرة منها النواقص.
وفى ذات السياق، أكدت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة، لـ«اليوم السابع»، أن هناك نقصا محدودا فى أدوية المغص والشلل الرعاش وحاليا يتم التواصل مع الشركات لتوفير مستحضراتها فى السوق، مؤكدة أن عدد النواقص الدوائية بلغ 8 أصناف مؤخرا ليس لها بدائل أو مثائل.
وأشارت رشا زيادة، إلى أنه يتم حاليا عمل لجنة عليا للنواقص للتنبؤ بالأزمات والمشاكل الدوائية، لافتة إلى أنه يوجد تتبع لأكثر من 4500 صنف دوائى يوميا للتأكد من سلامتها، لافتة إلى أن التفتيش الصيدلى يقوم بمراقبة السوق بشكل مستمر.
وأضاف الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، حرص الوزارة على حماية المريض وضبط سوق الدواء من أى تجاوزات غرضها الإضرار بالمواطن والصالح العام، مشيرا إلى أن الوزارة ماضية فى تكثيف حملاتها التفتيشية والمرورية أينما وجدت الأدوية سواء بالصيدليات أو المخازن أو الشركات، حتى وإن كانت معروضة ويروج لها على مواقع التواصل الاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة