فى ابتزاز صريح أمام المجتمع الدولى ذهب الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لتهديد الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، ممن قد يصوتون لصالح مشروع قرار ضد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هناك.
وهدد ترامب، أمس، الأربعاء، بوقف المساعدات المالية عن الدول التى ستصوت لصالح مشروع القرار بالأمم المتحدة، اليوم الخميس.
وقال للصحفيين فى البيت الأبيض "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا حسنا، سنراقب هذا التصويت، دعوهم يصوتوا ضدنا، سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك".
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، قائلة: "إنه من الصعب أن نرى كيف يمكن لترامب أن يستفيد من هذا التهديد لأنه قد ينطوى على قطع المساعدة المالية لأكبر حلفاء البلاد الإستراتيجيين فى الشرق الأوسط.
وأضافت أن بعض هذه البرامج، مثل برنامج المساعدات الخاص بمصر، هى من اختصاص الكونجرس. وبينما يمكن للرئيس أن يجمد المساعدات من جانب واحد، فإن إلغاءها سيتطلب تشريع جديد.
وأضافت الصحيفة، إن المواجهة المريرة داخل الأمم المتحدة تدل على أن تداعيات قرار ترامب بشأن القدس ممتدة، وهو القرار الذى يمثل تحديا للرأى العام العالمى ويقلب عقود طويلة من السياسة الأمريكية تجاه وضع القدس، وأوضحت، إن القرار ترك الولايات المتحدة معزولة دبلوماسيا.
وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة طارئة نادرة، أمس الخميس، بناء على طلب دول عربية وإسلامية بشأن القرار الأمريكى المثير للجدل، المتعلق بالقدس.
وصوتت 128 دولة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يعتبر اعتراف ترامب باطل، ورفض 9 مع امتناع 35 بلدا عن التصويت.
ويعرب المشروع عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس، ويؤكد أن أى قرارات أو إجراءات "يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو وضعها أو تكوينها الديمغرافى ليس لها أثر قانونى وتعد لاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة."
ويهيب مشروع القرار، فى هذا الصدد، بجميع الدول "أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية فى مدينة القدس الشريف عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980
غير أن تهديد ترامب بقطع المساعدات ربما لا يكون مجرد رد فعل على التحرك الدولى ضد قراره، فليس سرا أن الرئيس الأمريكى لا يؤيد المساعدات الأجنبية، ففى وقت مبكر من حملته الإنتخابية، قال إن الولايات المتحدة عليها وقف المساعدات للدول التى تكرهها.
وبحسب شبكة إيه بى سى نيوز، فإن الولايات المتحدة هى أكبر مانح منفرد للمساعدات الأجنبية فى العالم. وتظهر وئائق المساعدات الإقتصادية الأمنية، هذا العام، أن الولايات المتحدة أنفقت 18.25 مليار دولار مساعدات إقتصادية لـ92 متلقى، و18.23 مليار دولار مساعدات أمنية لـ143 متلقى، والمتلقون بينهم دول ومنظمات دولية وجماعات داخل بلدان.
وعلى الرغم من أن المساعدات الخارجية تبدو ضخمة إلا أنها تشكل 1% فقط من إجمالى ميزانية الولايات المتحدة، وتتلقى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الجزء الأكبر من المساعدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة