صور.. هدم مسجد عمره 319 عاما بالمنصورة.. الأوقاف: خوفا من انهياره.. أثرى بالدقهلية: الأهالى طمسوا معالمه واستبدلوها بسيراميك.. وجدرانه استخدمت كفاترينة لتعليق ملابس اللانجيرى.. والآثار: غير مسجل بالوزارة

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 06:21 م
صور.. هدم مسجد عمره 319 عاما بالمنصورة.. الأوقاف: خوفا من انهياره.. أثرى بالدقهلية: الأهالى طمسوا معالمه واستبدلوها بسيراميك.. وجدرانه استخدمت كفاترينة لتعليق  ملابس اللانجيرى.. والآثار: غير مسجل بالوزارة
الدقهلية - محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

لن ينطلق من هذا المكان نداء الله بعد الآن، ولن ينطق التاريخ من وسط هذا الركام بكلمة، فلم تسلم بيوت الله من يد الإهمال، فلا المسجد أصبح مسجدا، ولا التاريخ أصبح حاضرا، من بين جنبات هذا المكان، إنه مسجد النجار بقلب مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية الذى توقف، بعد أن كان أحد المعالم النابضة بالمدينة، طالته يد التشويه والإهمال، حتى قضت عليه بالموت تماما ليتوقف قلب المدينة النابض، هو الآخر، بعد هدم المسجد الذى يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1120 هجرية.


المسجد كان يقع بمدينة المنصورة، بسوق التجار، ومدينة المنصورة تم إنشاؤها فى عهد الملك الكامل أحد ملوك الدولة الأيوبية عام 1221 ميلادية، وعرفت باسم جزيرة الورد ثم سميت بالمنصورة، بعد النصر الذى حققه الشعب المصرى على الحملة الصليبية الأخيرة، التى حاولت احتلال مصر وانتصر المماليك فى هذه المعركة وردوا الحملة الصليبية وتم أسر قائد الحملة الصليبية فى ذاك الوقت لويس التاسع بدار ابن لقمان بالمنصورة والتى ما زلت موجودة كمتحف تاريخى.

 

تحوى المدينة العديد من المعالم الأثرية والتاريخية أبرزها المساجد التى تم إنشاؤها منذ مئات السنين، ولكن الإهمال لحق بها وسقطت من حسابات المسئولين، حتى بدأت تتهاوى شيئا فشيئا، مثل مسجد النجار أحد تلك المساجد التاريخية والذى كان يقع بسوق التجار والمتفرع من شارع بورسعيد والذى بنى عام 566 هجرية، وكان قبل هدمه محتفظًا ببنائه الرصين وسقفه الخشبى القديم ومئذنته المائلة مثل برج بيزا المائل والذى تجاهلتها وزارة الآثار، حيث إن المسجد تابع للأوقاف ولا تقوم هيئة الآثار بمتابعته رغم مرور مئات السنين على بنائه، فقد ظلت معالمه التاريخيه من الخارج كما هى، ولكن اختفت بسبب انتشار الباعة حوله ووضعهم البضائع عليه من الخارج فاختفت قبته وكذلك اختفت معالمه من الداخل. كما أدى إهمال الآثار إلى قيام الأهالى بتجديده من الداخل منذ 7 سنوات بالجهود الذاتية بدون أى إشراف من هيئة الآثار.


وكان المسجد يضم مقام العارف بالله محمد النجار والذى يعتقد العديد من الأهالى بالمنطقة أن هذا الشيخ جاء إلى تلك المنطقة وكان له كرامات كثيرة، لذلك سمى الشارع باسمه وسمى المسجد باسمه والذى كان يتم عمل مولد له بشكل سنوى، ولكن منذ أكثر من 56 عاما أهمل ولم يعد يأت أحد لزيارته أو إحياء ذكراه، حيث تحول ضريحه الموجود داخل المسجد إلى مخزن للأدوات القديمة فقط.


ويقول مهند فودة، أستاذ العمارة بجامعة المنصورة، مؤسس رابطة "أنقذوا المنصورة" المهتمة بالتاريخ والآثار: "إننا نستنكر بأشد العبارات جريمة هدم جامع سيدى محمد النجار بالمنصورة والتى ارتكبتها اوقاف الدقهلية، حيث لم تراع القيم التاريخية والمعمارية للجامع الذى بنى عام 1708م، ولم يتم اللجوء لحلول بديلة كالترميم والدعم والصلب بدلا من الهدم الكلى للجامع التراثى، وتم التعامل معه كما تتعامل الأوقاف مع الزوايا والمساجد حديثة الإنشاء".


وأضاف فودة: "سنتخذ شتى السبل القانونية لمحاسبة كل من شارك فى هذا الجرم وكل من ساعد على اصدار ترخيص بالواقعة، إذ لم يتبين لنا حتى الآن إصدار ترخيص بهدم الجامع من عدمه، حيث إنها ليست السابقة الأولى لأوقاف الدقهلية والتى تسببت فى ضياع مساجد كانت تشكل هوية مدينة المنصورة وجذورها التاريخية لما قبل إنشائها إبان العهد الأيوبى، حيث أزالت الأوقاف فى التسعينيات جامع الموافى الذى بنى قبل إنشاء المدينة قبل 800 عاما مضت، وواقعة منح حق ترميم جامع الصالح أيوب الكبير التاريخى لأهالى المنطقة لتولى ترميمه بعد حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية فى ديسمبر 2013، حيث تم طمس معالم الجامع الأيوبى وتكسيه حوائطه بسيراميك المراحيض"، ويناشد مؤسس المبادرة الأجهزة الرقابية للدولة وأعضاء مجلس النواب بفتح تحقيق فى الواقعة، حتى تتم محاسبة المسئولين عنها، ليتم الحفاظ على ما تبقى من أصولنا التاريخية والتى تواجه حملة داخلية شرسة لطمسها لا يقل جرما عما تفعله دول الاحتلال من طمس تاريخ ما تستعمره من أراضى.


وبالرغم من أن المسجد مر على بنائه أكثر من 319 سنة، والقانون يشترط مرور 100 عام على المبنى حتى تتم دراسة ضمه للآثار من عدمه، إلا أن المبنى لم يدخل فى حساب وزارة الآثار، ولم يقدر قيمته أحد بوزارة الأوقاف المصرية.

 

وقال أحمد سعد، مهتم بالشأن الأثرى: "أرسلنا الكثير من الخطابات لوزارة الأوقاف، لإيقاف الترميم العشوائى، على يد الأهالى والذى كانت تسمح به الوزارة، تخفيضا لأعباء النفقات، إلا أن أحدا لم يستجب لنا، وأصرت الوزارة على المضى قدما فى ذلك، ورمم المسجد التاريحى، ببلاط سيراميك حديث شوه منظره، وأرسلنا عدة شكاوى، ضد الباعة بالشارع حول المسجد، حيث كان يستغل المسجد كفاترينة عرض للملابس الداخلية، وملابس اللانجيرى، تخيل أن مسجد يقام عليه معرض للبجامات الحريمى، واللانجيرى، ولا سيما إن كان المسجد تاريخيا، وأثرا عظيما مثل هذا الأثر، ولم يتحرك أحد، لإزالة هذا العبث، وهذا الجنون الذى نشهده من هدم المسجد، هو نهاية متوقعة، لأثر تحول لمعرض للانجيرى".


وتقول الأثرية سماح صبرى: "أنشأ هذا الجامع محمد النجار سنة 1120 هجرية، 1708 ميلادية، وذكر على باشا مبارك أن هذا المسجد كان يوجد به 12 عمودا من الحجر وأرضه مبلطة وكان يوجد أيضا بهذا المسجد ساقية على عهده، ودفن المنشئ بالقبة الضريحية الملحقة بالمسجد، وكان يقام له مولد سنوى فى شهر جمادى الأولى"، وتؤكد أن حالته كانت جيدة لا تستدعى الهدم ويتميز بمئذنته الشهيرة البيضاء المائلة والتى تشبه برج بيزا المائل.


فيما قال مصدر بوزارة الآثار: "إن الأوقاف سمحت بترميم المسجد للأهالى، فدمروا المعالم الأثرية للمسجد، مما استحال ضمه للآثار، حيث أصبح من الداخل مجرد مسجد عادى، كأى مسجد أو زاوية بأى مدينة، أما من الخارج والتصميم، خاصة المئذنة، فكانت تحفة معمارية، كان يجدر ضمها، ولكن لم يتحرك أحد لإخطار الوزارة بذلك".


وأكد مصدر بمديرية الأوقاف بالدقهلية أن المسجد كان آيلا للسقوط، كما أن المئذنة كانت مهددة بالانهيار فى أى لحطة، مضيفا أن المديرية تلقت الكثير من الشكاوى من أهالى المنطقة، وأن أكثر من لجنة من أكثر من جهة أكدت عدم جدوى ترميمه.


وأضاف المصدر أنه تم ترميم المسجد أكثر من مرة عن طريق الأهالى منذ سنوات، ولكن التقارير أكدت ضرورة إزالته، مشيرا إلى أن أهالى المنطقة تقدموا بطلب بإحلاله وتجديده على نفقتهم الخاصه، وتمت الإزالة بعد العرض على الجهات المختصة والتى وافقت على الإزالة وإعادة البناء.


فيما أكد الدكتور محمد طمان، مدير عام آثار الدقهلية للآثار الاسلامية والقبطية، أن المسجد غير مسجل فى عداد الآثار الإسلامية، وأن حالته الإنشائية والمعمارية كانت سيئة جدا نتيجة للترميمات العشوائية من الأهالى، والتى أخرجته من المبانى الأثرية.


وأضاف طمان أنه لم يكن يصلح أن يسجل ضمن الآثار، حيث تم تشكيل أكثر من لجنة لفحصه وبحث إمكانية تسجيله، وتبين وقتها أن الحالة الإنشائية لا تصلح بسبب الترميمات العشوائية.

 

 مئذنة المسجد
مئذنة المسجد

 

مدخل المسجد
مدخل المسجد

 

نوافذ بالمسجد
نوافذ بالمسجد

 

 سوء ترميم المسجد من الداخل
سوء ترميم المسجد من الداخل

 

ملابس داخلية معلقة على بابه
ملابس داخلية معلقة على بابه

 

 المسجد والإهمال قبل هدمه
المسجد والإهمال قبل هدمه

 

 الباعة يستغلون الجدران التاريخية لعرض اللانجيري
الباعة يستغلون الجدران التاريخية لعرض اللانجيري

 

 مقام الشيخ النجار
مقام الشيخ النجار

 

 جانب من المقام
جانب من المقام

 

صورة تاريخية للمسجد
صورة تاريخية للمسجد

 

 اختفاء المسجد
اختفاء المسجد

 

 المقام التاريخى الذى تم خدمه
المقام التاريخى الذى تم خدمه

 

 هدم المسجد
هدم المسجد

 

 الجدران الأثرية تحولت لتراب
الجدران الأثرية تحولت لتراب

 

 ما تبقى من الأثر التاريخى
ما تبقى من الأثر التاريخى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة