قبل أيام من احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، وبعد يومين على الهجوم الإرهابى الذى استهدف مدينة ملبورن الاسترالية وخلف وراءه 7 قتلى وقرابة 20 مصابا، بعد تعرضهم للدهس، أقدمت الحكومة على إعلان انسحابها من التحالف الدولى الذى يحارب تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، فى خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رضوخ للتهديدات من جهة، ومحاولة استرالية لتعزيز قدراتها على تأمين جبهاتها الداخلية والاستعانة بخدمات قواتها المسلحة داخل الحدود.
وقالت وزيرة الدفاع الاسترالية ماريز باين، إن بلادها ستنهى الضربات الجوية ضد تنظيم داعش فى العراق وسوريا وتعيد طائراتها من طراز سوبر هورنيت، بعد مشاركتها لمدة ثلاث سنوات فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتى فى أعقاب إعلان العراق النصر الكامل على التنظيم الإرهابى.
وأضافت فى مؤتمر صحفى مساء أمس: "بعد مناقشات مع العراق ومع الدول أعضاء التحالف الدولى قررت الحكومة الاسترالية أننا سنعيد من الشرق الأوسط إلى الوطن طائراتنا الست من طراز سوبر هورنيت". وتابعت : "كانت المهمة طويلة وشاقة، وقدم كل أفرادنا مساهمة استثنائية".
قرار الحكومة الاسترالية الذى صدر مساء أمس الجمعة، فتح الباب أمام المزيد من التحذيرات التى أطلقها خبراء أمن واستخبارات أوروبيون من احتمالات إندلاع هجمات إرهابية فى العديد من دول القارة العجوز خاصة مع اقتراب فترة الأعياد والاحتفالات، والتى توعد تنظيم داعش قبل أسابيع بأن يجعلها "كريسماس دامى".
حادث ملبورن
وتستعد دول أوروبا لاحتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد وسط مخاوف من استهدافها بعمليات إرهابية منفردة فى ظل موجة العودة إلى القارة العجوز التى بدأها مقاتلو تنظيم داعش الإرهابى بعد هزيمتهم فى ميادين سوريا والعراق، وهو ما دفع دولاً إلى إعلان حالة الطوارئ، وقادت دولاً آخرى لتمديد تواجد الجيش لمساعدة الأجهزة الأمنية فى مهامها داخل الحدود، وسط تحذيرات من خبراء عسكريين دوليين من ضعف تلك الجيوش وإنهاكها لتواليها أعباء إضافية.
ومنتصف الشهر الجارى، أعلنت بلجيكا تمديد تواجد الجيش داخل الحدود شهراً إضافيا، وقالت الحكومة إن هذا الاجراء يأتى لاستمرار مساهمة الجيش الوطنى فى مهام التأمين ومكافحة الإرهاب وحفظ استقرار البلاد بجانب الشرطة. وتضمن القرار استمرار انتشار ألف جندى من القوات المسلحة داخل الحدود حتى نهاية يناير من العام المقبل بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام فى بروكسل.
وفى بلجيكا يشارك قرابة 40% من جنود الجيش مكلفين بخدمات أمنية داخل الدولة حتى وقت قريب، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مما يعنى، بالنسبة لقياديى الجيش، وقتا أقل لإجراء التدريبات العسكرية، وبالتالى نقصا فى القدرات القتالية الأساسية.
جانب من حادث ملبورن
ومن بروكسل إلى لندن، لم تختلف حالة الارتباك والترقب كثيراً، حيث رفعت الأجهزة الأمنية البريطانية حالة الطوارئ استعدادا لاحتفالات عيد الميلاد والكريسماس، خوفاً من استهداف الميادين والشوارع الحيوية بعمليات إرهابية منفردة، خاصة بعدما شهدت المملكة المتحدة العديد من عمليات الطعن والدهس والتفجير على مدار العام الحالى.
ويأتى ذلك فى وقت كشفت فيه تقارير إعلامية إحباط الأجهزة الأمنية مخطط سابق لاغتيال رئيسة الوزراء تيريزا ماى داخل مقر الحكومة فى داوننج ستريت، مشيرة إلى أنه تم القبض على رجلين كانا يخططان لتنفيذ الهجوم عبر قنبلة على شكل حقيبة لنسف بوابات داوننج ستريت، ثم مهاجمة الحرس بالسكاكين.
وضمن تقريرها، ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلاً عن أندرو باركر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية "MI5" إنه تم خلال الفترة القليلة الماضية احباط 9 هجمات إرهابية كان مخطط لها بهدف إثارة الفوضى والذعر بين المواطنين، ذلك بخلاف ما وقع بالفعل من علميات إرهابية.
وتشارك العديد من الجيوش الأوروبية فى مهام تأمين داخل الحدود منذ ظهور تنظيم داعش واكتواء عواصم القارة العجوز بنيران الإرهاب.
الشرطة فى مكان الحادث
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة