سعدت للغاية بالخبر المنشور أمس الأول عن عقد لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التى يرؤسها المخرج المبدع محمد فاضل لاجتماعها الأول، لمناقشة المشاكل التى تعترض الارتقاء بالمحتوى الدرامى للأعمال الفنية.
ومما لا شك فيه أن انتباه الدولة أخيراً لأهمية تكوين وبدء عمل هذه اللجنة التى مازالت فى طور التكوين هى خطوة محمودة بشدة، حتى لو كانت قد تأخرت كثيرا، فمنذ أن تخلت الدولة عن دورها فى إنتاج الأعمال الدرامية الهادفة والراقية نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى مرت بها البلاد فى السنوات الأخيرة، والأعمال الدرامية تسير من سيئ إلى أسوأ، حتى بات هذا الأمر يشكل خطورة داهمة من حيث تأثيره السلبى على منظومة القيم والأخلاق فى المجتمع، خاصة مع التراجع التام لدور هيئة الرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة، حتى بتنا نرى على شاشات التلفاز فى السنوات الأخيرة مزيجاً مكثفاً من الإسفاف والعنف بصورة لا مثيل لها فى تاريخنا المعاصر.. أرجو من الله جل وعلا أن يوفق القائمين على هذا العمل المهم لكى تعود الدراما لدورها الذى نفتقده الآن فى النهوض بالمجتمع، فلقد إشتقنا للإبداع الحقيقى الذى طالما أثرى عقولنا وشكل وجداننا لسنوات طوال.