ملايين المشاهدات حققها النجم أحمد مكى لكليبه الجديد «وقفة ناصية زمان»، والأغنية من كلماته وإخراجه، وألحان وتوزيع آدم الشريف، وهندسة صوتية طاهر صالح، وشاركت بالغناء فى الكُورُس المطربة هدى السنباطى.
«اليوم السابع» التقت مكى ليتحدث عن نجاح الكليب والمشاهدات، وعن عمله على ألبوم كامل، وخوضه تجربة سينمائية جديدة، إضافة إلى ابتعاده عن دراما 2018. كما تحدث مكى أيضًا عن عشقه للطيور والحمام الزاجل، واشتراكه فى جمعية كرداسة للحمام الزاجل، ومحاولاته عودة اتحاد الحمام الزاجل مرة أخرى، كما يكشف مكى الدروس المستفادة من الفترة التى قضاها فى المنزل بعد إصابته بفيروس تسبب له فى مشاكل فى الكبد والطحال، وكيفية عودته مرة أخرى بجسد ممشوق، وهى «الفورمة» التى ظهر بها فى الكليب.. وإلى نص الحوار..
فى البداية.. لماذا تأخر طرح كليب أغنية «وقفة ناصية زمان» رغم أنك طرحت منها «تيزر» على صفحتك الشخصية منذ أغسطس الماضى؟
- العمل على أغنية وكليب «وقفة ناصية زمان» استغرق وقتًا طويلًا، بسبب صعوبة الأغنية، التى كنت حريصًا على أن أقدم فيها مزجًا بين الموسيقى الشرقية والغربية، ويكون هذا المزج متناسقًا، وليس كأن هناك نوعين من الموسيقى تم لعبهما إلى جوار بعضهما فقط، خاصة أن المزيج الذى قُدم فى الأغنية هو غناء راب مع موسيقى الجاز والبلوز، فى شكل شعبى قريب من الناس، وهو ما تطلب ساعات طويلة من المكساج لطبقات الموسيقى، وهى العملية التى أعدناها مئات المرات ليصبح «تراك» الصوت كما سمعه الجمهور من خلال الأغنية، إضافة إلى أنه كانت لدى رغبة فى أن يغنى «الكُورُس» فى البداية مطرب، وبالفعل قمنا بالاستعانة بالمطرب زجزاج، لكنه أصيب فى الأحبال الصوتية وأجرى عملية، وبالتالى كان من الصعب مشاركته بالأغنية، ووقتها عرض علىّ الملحن والموزع خالد نبيل الاستعانة بمطربة، هى المطربة هدى السنباطى، وحقيقة عندما سمعت صوتها وجدته مناسبًا جدًا للأغنية، وبه العديد من المميزات، فهو صوت شعبى وقوى وبه سلطنة، ويحمل قدرًا كبيرًا من المعاناة، وهو بالفعل ما كنت أريده فى الأغنية التى قدمتها كنوع يشبه الحكاية الشعبية، وما كنا نراه من حكايات خيال الظل.
والحمد لله استطعت أن أصل إلى ما أريد، وقدمت كليبًا به قدر كبير من الواقعية، ويسجل أماكن حقيقية وجميلة، ومن أبرز التعليقات التى أسعدتنى هو أننى قدمت الكليب دون الحاجة إلى فتيات يرقصن من حولى، لأثبت أنه يمكن أن تقدم عملًا فنيًا دون الاستعانة بفتيات عاريات، ولذلك خرج الأمر بشكل صادق جدًا، وأكثر من 90 % من الشخصيات التى ظهرت فى الكليب هم أصدقائى وأشخاص أعرفهم من المراحل التعليمية الابتدائية والثانوية، ومن ظهروا بمشاهد جلسة الحمام بالكليب هم أصدقائى من جمعية كرداسة للحمام الزاجل، والسيدات اللائى جلست إلى جوارهن من أهل المنطقة، وصورنا معهن تحت بيتهن، فالجميع كانوا شخصيات حقيقية، وصورنا فى أماكن حقيقية فى الحسين والحطابة ومصر القديمة والهرم، ليشعر كل سكان تلك المناطق بمعنى الأغنية، ولننظر إلى الجانب الشعبى الجميل فى تلك الأماكن.
هل تعتبر الـ«يوتيوب» مقياس نجاح لكليب «وقفة ناصية زمان»، خاصة أنه حقق ملايين المشاهدات فور طرحه؟
- النجاح بالنسبة لى لا أقيسه بعدد المشاهدات من «يوتيوب»، إنما من الشارع، «الحاجة الكويسة تشوف رد فعلها من الناس فى الشارع»، والحمد لله تلقيت ردود أفعال جيدة على الكليب من خلال تعليقات الناس بالشارع، بأن الكليب يعبر عنهم، وأنه يلمس شيئًا ما داخلهم، وهو ما يجعلنى سعيدًا.
الأغنية بها الكثير من المعانى النبيلة التى نفتقدها فى هذا الوقت، فهل الدافع بالنسبة لك لتقديم الأغنية هو الحنين إلى الماضى؟
- هذا صحيح، ولكن قدمته بشكل بسيط دون وعظ، فحوارى مع أصدقائى دومًا أننا عشنا فترة فى حياتنا لا يوجد بها قوى يضرب ضعيفًا ولا «خناقة» بين رجل و16 رجلًا أمامه، وأن قمة الجُبن أن تضرب أحدًا من ظهره، وكانت تعتبر «عيبة»، وأشعر بألم عندما أجد ذلك يحدث حاليًا بشكل عادى، وأعتبر وقفتى على الناصية فى الماضى علمتنى الكثير، كنا نرى «ولد صايع» يدارى سيجارته أثناء مرور رجل كبير من جواره، رغم أنه بالفعل «صايع»، لكنه تعلم ذلك ممن سبقوه، بأن هناك احترامًا للكبير، وهذا «سلو بلدنا»، والدروس التى كنا نتعلمها دون قصد.
وهل تقديمك الأغنية بكل ما تحمله من معانٍ محاولة منك لتأريخ ما عشته فى منطقة الطالبية؟
- كل ما أقدمه من المؤكد أن له علاقة بشىء عشته من قبل، وأتذكر تعليقًا قرأته على مواقع التواصل الاجتماعى لشاب يتعجب من سر حبى للطالبية، ويصفها بأوصاف سيئة، وأستطيع اليوم أن أرد عليه وأقول له إن الطالبية هى منطقتى، ويجب ألا نعمم الأحكام، لأن ما أقدمه، والمخزون الذى بداخلى ويظهر فى أعمالى أدين فيه بالفضل إلى منطقتى الطالبية، التى يوجد بها أناس طيبون ومحترمون مثلما يوجد بها غير ذلك، حتى لغة «السغة لمون» التى كنا نتحدث بها على الناصية، عندما يكون بيننا غريب ولا نريده أن يعرف ماذا نقول، هى التى اخترت بها عنوان صفحتى على الفيس بوك، بعد أن اكتشفت أن كل الأسماء المرتبطة باسمى تم استخدامها فى صفحات لا تمت بصلة لى، ولا أعرف عنها شيئًا، وبعد أن أعلنت عن تلك الصفحة، وجدت أيضًا صفحات وهمية كثيرة أخذت نفس الاسم مع تحريفات بسيطة.
أشرت فى الكليب إلى سلبيات مواقع التواصل الاجتماعى، فهل تعانى منها بالفعل؟
- مشكلة كبيرة كيف تكون جالسًا مع 4 من أصدقائك، وكل واحد منهم يعيش حياته مع هاتفه المحمول، فلماذا نجلس معًا إذًا، وذلك حرصت على تناول ذلك الأمر من خلال الأغنية، لأن وقفة الناصية كان بالنسبة لنا مدرسة نتعلم فيها الحياة على أصولها، وبروفة حقيقية لما سنواجهه مستقبلًا.. خبرات تكتسبها لقراءة الناس من حولك، وتمرين يجعلك تستطيع من خلاله أن تعيش بشكل طبيعى، فلا أعتقد أن من يعيشون خلف الشاشات يعيشون بشكل طبيعى، فخبراتهم كلها من خلال شاشات، فتجده شخصًا «بلاستيك» أو إنسانًا آليًا يفتقد للإحساس والمشاعر، لأنه لا يتعامل مع بشر، فكل تعاملاته إلكترونية.
من الأشياء التى لفتت النظر وكانت محل تساؤل كبير هو لماذا استعنت بالكوافير شادى حسن فى الكليب؟
- شادى حسن معى فى كل أعمالى، وكل الشخصيات التى أضع فيها باروكة أحتاج له، لأنه يتعامل مع الباروكة كأنها شعر حقيقى، وبعد التصوير يقوم بتجهيزها لليوم التالى وهكذا، وأنا لدى مشكلة، وهى أن «شعر ذقنى يطول بسرعة كبيرة»، وبالتالى أحتاج إليه دومًا ليعيد شكل ذقنى بنفس الشكل الذى بدأت به التصوير، وإلا ستكون هناك مشكلة وفرق بين كل مشهد.
منذ شهور أعلنت عن إصابتك بفيروس تسبب لك فى مشاكل بالكبد والطحال، كيف حال صحتك اليوم، وكيف استطعت أن تستعيد بنيانك العضلى؟
- الحمد لله صحتى حاليًا أفضل، وحقيقة فترة مرضى كانت فترة قاسية جدًا، لأننى دخلت فى شبه غيبوبة، فكنت أنام من 18 إلى 20 ساعة فى اليوم، وذلك بسبب مشاكل فى الكبد تتسبب فى خمول، إضافة إلى مشاكل الطحال، التى كانت تجعلنى لا أستطيع شرب الماء، ووقتها انخفض وزنى 30 كيلو مرة واحدة، والمشكلة أن الفيروس ليست له علاقة، فهو يسبب لك مشاكل فى الكبد والطحال، ومع بعض الناس يمكن أن ينتهى فى شهور، ويمكن أن يستمر بشكل أطول من ذلك، كل شخص حسب قوة المناعة فى جسده، والحمد لله أعتبر أن فترة المرض كانت وقفة مهمة فى حياتى أحمد ربنا عليها جدًا، لأنها أثرت على اختياراتى الفنية، فمنذ بدايتى وأنا لدى حلم سينمائى معين، ولكن معطيات السوق سحبتنى مما كنت أحلم به، وعندما مرضت توصلت ألى يقين بأننى لا أريد أن أقدم أى شىء سوى ما أشعر به وأحبه.
أما عن عودتى لوزنى الطبيعى وشكل «الفورمة» لجسدى، فجاء من خلال التمرين، فأنا كنت أتمرن لمدة 8 سنوات، وكنت ملاكمًا فى وزن الـ 60 كيلو، وروح الملاكم هى التى أعيش بها حياتى، وساعدتنى كثيرًا فى أن أعود لما كنت عليه من قبل، فالملاكم يمكن أن يكون مصابًا بنزيف فى المخ لكنه لا يستسلم أبدًا، ويكمل معركته حتى النهاية.
ولا أخفى عليك، فالأمر لم يكن سهلًا أبدًا، فحملى لـ«البار» بدون أوزان كان صعبًا فى حد ذاته، لأن جسمى كان ضعيفًا بالكامل، لكن الحمد لله استعدت قوتى، وهذه نتيجة لإرادة ربنا ومساندة الناس لى من حولى، وقبل تصوير الكليب بشهرين ونصف كثفت التمرين، حيث كنت أتمرن 3 مرات فى اليوم.
وما خطواتك المقبلة سواء فى السينما أو الدراما ؟
- كل تركيزى فى الفترة المقبلة سيكون فى تقديم ألبوم غنائى، موضوعات أغانيه من داخلى، أما السينما فلدى النية لخوض تجربة سينمائية جديدة، وأغيب عن الدراما فى عام 2018.
ولكن ألا ترى أن سوق السينما تغيرت منذ آخر عمل سينمائى لك؟
- طبيعى أن يحدث تغيير فى السينما، وهناك نجوم اجتهدوا وظهروا ونجحوا، ولا يوجد نجاح بدون سبب، من المؤكد أن لديهم أسبابًا للنجاح، ووجودهم هو ما يجود صناعة السينما ويشجعنى على تقديم أعمال سينمائية جديدة، لأنه ستكون هناك منافسة.
وما حكايتك مع الحيوانات وسر اختيار طائر الحسون ليكون لوجو شركتك؟
- الحيوانات والطيور هى حياتى، وهناك مثل إنجليزى يقول «كلما أعرف ناس أكثر.. أحببت كلبى أكثر»، فالحيوان واضح «مفيش حيوان بيحور»، فالحياة مع الحيوانات كلها تأمل، وكل طير لديه رسائل يجب أن تفهمها وتتعلم منها، مثل الغراب الذى علمنا طريقة الدفن، أما الحمام الزاجل فهو عشقى منذ الصغر، وتجهيز «فرد» الحمام للمسابقات شىء محبب بالنسبة لى، وأحب الطيور المغردة عمومًا، الكنارى والحسون، فلا أستطيع أن أعيش بدون طائر الحسون، فلديه صوت رائع، وأنا أربى العديد من الحيوانات، وأعتبر بيتى «جنينة حيوانات»، ولذلك اخترت وجه طائر الحسون كشعار لشركتى، لأنه ملك النوتة البرية، وحاليًا أقوم على تهجين فصيلة كلاب جديدة أعمل عليها منذ فترة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة