"الإيموبيليا" أقدم عمارات حى وسط البلد والتى تعرف باسم "عمارة الإيموبيليا"، أسسها عبود باشا عام 1938 وهى أضخم مبان القاهرة آنذاك، وشارك فى بنائها أكثر من 4 آلاف عامل.
وتعد شركة "الشمس"، المالك الحالى للعمارة بعد تأميمها عقب ثورة يوليو وتتميز موقعها الفريد الذي يطل على اثنين من أهم شوارع وسط القاهرة "الخديوية" هما شارع شريف باشا وشارع قصر النيل.
كانت المفوضية الفرنسية هى التى تشغل أرض العمارة فى ذلك الوقت، وتم تصميمها بناء على مسابقة معمارية نظمتها الشركة العمومية المصرية، وتقدم لهذا المشروع أكثر من 13 متسابقاً، وتمت دراسة المشاريع لأكثر من شهر كامل، ومنحت الجائزة الأولى لماكس أدرعى وجاستون روسيو بلغت قيمتها 600 جنيه، أما الجائزة الثانية فكانت للمهندس أنطوان نحاس، الذى بنى العديد من المبانى والهيئات فى مصر.
بدأ العمل فى إنشاء العمارة فى 30 أبريل عام 1938 وتكلف بناؤها مليونا ومائتى ألف جنيه مصرى، وتطل على حديقة بنافورة من الرخام، وتحتوى على 370 شقة، كما انها أول عمارة بها جراج تحت الأرض يسع نحو 100 سيارة.
وقد كان للبناية نظام تدفئة خاص، حيث كان يتم وضع نفايات الشقق فى مواسير ضخمة تصل إلى "بدروم" العمارة، حيث تحرق وتمد كل الشقق بوسائل تدفئة عبر مجموعة مواسير ضخمة موجودة حتى الآن، لكن النظام نفسه توقف، احتوت العمارة على عدد كبير من المصاعد يقدر بنحو 27 مصعدا تخدم مختلف الفئات والمتطلبات، وبينها مصاعد مخصصة للزوار وأخرى مخصصة للأثاث.
وفى أعوامها الأولى، شهدت عمارة الإيموبيليا إقبالا كبيرا من صفوة المجتمع المصرى للسكن بها، فسكنها المشاهير من السياسيين والأدباء وكبار الصحفيين والفنانين اللامعين ورجال المجتمع، ليطلق عليها المصريون عمارة الزمن الجميل حيث اجتذبت عددا كبيرا من الفنانين عاشوا بها أو كانت مكاتبهم بين جدارنها أمثال نجيب الريحانى، ومحمد فوزى، وأنور وجدى وزوجته ليلى مراد، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والفنانة ماجدة الصباحى، والكاتب فكرى أباظة، والفنانة الراحلة كاميليا، والمخرج هنرى بركات، والمطربة أسمهان شقيقة الفنان فريد الأطرش، والمخرج أحمد سالم، والكاتب توفيق الحكيم.
كان "عبود باشا" مشهورًا بحب الأهلى، وتولى رئاسته فى عام 1946، ولذلك قام بتخصيص شقتين بـ "الإيموبيليا" للمغتربين من لاعبى الأهلى، كما وظف بعضهم بشركة البوستة الخديوية، والتى كان مقرها فى العمارة أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة