تتصاعد وتيرة الأزمات النووية حول العالم، التى تأتى الولايات المتحدة شريكًا فى معظم نزاعاتها، ولعل الملفين الأبرز فى هذا الإطار هما المتعلقين بكل من كوريا الشمالية، وإيران، إلا أن الأول منهما كان الأكثر تناميًا فى حدته المقلقة للعالم أجمع لما يحيط به من خطورة اشتعال فتيل الأزمة وتحولها إلى حرب فى أية لحظة، خاصة فى ظل الحرب الإعلامية الشعواء بين زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ومنذ تولى كيم جونج أون، مقاليد الحكم فى كوريا الشمالية، عام 2012، تصاعدت وتيرة الأنشطة النووية وعدد التجارب الصاروخية التى تقوم بها بيونج يانج، بشكل ملحوظ، لتقف فى وجه الولايات المتحدة فى تحدى كامل لقدرات أمريكا النووية، مما سبب إدانات عالمية لهذه التجارب، والتى تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وشارك الزعيم كيم جونج، 17 مرة فى الأنشطة العامة المعنية بالأسلحة النووية والصواريخ فى هذا العام، لتشكل حوالى 30% من إجمالى النشاط النووى العام فى البلاد، وذلك وفقًا للتقرير الصادر عن المعهد الكورى لدراسة الوحدة.
وتمثل نسبة الـ 30% سالفة الذكر، 10 أضعاف التجارب النووية بالمقارنة مع عام 2012، وهى السنة الأولى لتولى "كيم جونج أون" السلطة، حيث شارك خلال العام 2012 فى 5 مرات بالأنشطة العامة الخاصة بالأسلحة النووية والصواريخ، لتشكل 3.3% من إجمالى الأنشطة العامة البالغة 151 مرة، وسجلت هذه النسبة زيادة حادة لترتفع من 0.9% فى عام 2013 إلى 15.8% فى عام 2016.
كيم إيل سونج
وأشار التقرير، إلى أن الأنشطة العامة العسكرية، التى تشمل الأسلحة النووية والصواريخ والزيارات التفقدية للمناطق العسكرية، شهدت زيادة حادة مؤخرا، وزادت نسبة الأنشطة العامة العسكرية من 32.5% فى عام 2012 إلى 61.4% فى 2017.
من جهة أخرى، قدر التقرير، أن كوريا الشمالية، أجرت 119 مرة تجارب نووية واختبارات صاروخية، فى الفترة من عام 1984 إلى يوم 3 سبتمبر 2017، من بينها جرت 8 مرات فى عهد كيم إيل سونج، جد الزعيم الحالى ومؤسس الدولة، و28 مرة إبان حكم كيم جونج إيل، والد الزعيم الحالى، و83 مرة فى عهد الزعيم الحالى كيم جونج أون.
وتواصل كوريا الشمالية تجاربها النووية دون توقف تقريبا منذ عام 2006، وأخيرًا بعد إعلان كوريا الشمالية نجاح التجربة السادسة لتفجير قنبلة "هيدروجينية"، من على متن صاروخ باليستى بعيد المدى عابر للقارات، طورته بيونج يانج فى ألفترة الأخيرة.
وفى إطار التطور السيئ بين بيونج يانج، وواشنطن، لم يتوقف الأمر إلى حد التطور فى التسلح النووى والباليستى فقط، بل توازى معه مشاحنات إعلامية، حيث هاجمت وسائل الإعلام الكورية الشمالية، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، معتبرة أنه يستحق عقوبة الإعدام لإهانته الزعيم كيم جونج أون، ووصفته بأنه "جبان" بسبب إلغائه زيارة إلى الحدود بين الكوريتين.
كيم جونج إيل
ونددت صحيفة "رودونج سنمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم فى افتتاحيتها بغضب بزيارة ترامب إلى كوريا الجنوبية، حيث وصف فى خطابه أمام البرلمان كوريا الشمالية بأنها "ديكتاتورية قاسية".
وجاءت زيارة ترامب إلى كوريا الجنوبية فى إطار جولة ماراثونية، قام بها فى آسيا، وكان هدفها حشد الدعم فى المنطقة لمواجهة طموحات كوريا الشمالية النووية، وجاء فى افتتاحية الصحيفة "أسوأ جريمة لا يمكن مسامحته عليها، هى أنه تجرأ على المس بكرامة القيادة العليا بشكل مسئ"، وأضافت "عليه أن يعلم أنه مجرد مجرم بشع محكوم عليه بالإعدام من قبل الشعب الكورى".
ورفضت الصحيفة، انتقادات ترامب لنظام زعيمها كيم جونج أون وانتهاكاته لحقوق الإنسان، واصفا إياها بأنها "إعلان حرب"، وقالت الصحيفة، إن "ترامب فاجأ المجتمع الدولى من خلال تشويه صورة جمهوريتنا والتلاعب بها بشكل مثير للسخرية، بل وتوجيه كل أنواع السباب ضدنا لمدة 22 دقيقة فى خطابه الذى دام 35 دقيقة فى الجمعية الوطنية (فى سول).
الزعيم الحالى كيم جونج أون
وفيما يلى أهم التجارب النووية فى كوريا الشمالية:
أكتوبر 2006
، نجح أول اختبار نووى، وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 3.9 درجة.
2 سبتمبر 2007
، الموافقة على إعلان وتفكيك جميع منشآتها النووية بحلول نهاية العام.
26 أغسطس 2008
، تجميد عملية تعطيل منشآتها النووية احتجاجا على تأجيل إخراجها من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
25 مايو 2009
، تجربة نووية ثانية، إجراء تجربة بتفجير جهاز نووى تحت الأرض، و بلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 4.5 درجة.
12 نوفمبر 2010
، السماح لعالم نووى أمريكى برؤية المحطة المتقدمة لتخصيب اليورانيوم فى بيونج يانج.
30 نوفمبر 2011
، بناء مفاعل الماء الخفيف وإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب.
29 فبراير 2012
، الموافقة على تعليق تخصيب اليورانيوم.
12 فبراير 2013
، تجربة نووية ثالثة، حيث أجريت تجربة فى موقع اختبار بونجى – رى، وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 4.9 درجة.2016 تجربتان نوويتان.
6 يناير 2016
، إجراء اختبار قنبلة هيدروجينية، وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 4.8 درجة.
9 سبتمبر 2016
، إجراء تجربة نووية خامسة فى الذكرى الـ 68 لتأسيس نظامها، وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 5.04 درجة.
3 سبتمبر 2017
، تجربة القنبلة الهيدروجينية، وهى تجربة نووية سادسة أقوى بعشرة أضعاف من سابقتها، وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار5.7 درجة،وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار5.7 درجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة