بهجة ودموع فى احتفال العراقيين بأول عيد للميلاد منذ العودة للديار

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 01:53 م
بهجة ودموع فى احتفال العراقيين بأول عيد للميلاد منذ العودة للديار العراق
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقود حياة شمعون داود أطفالا يرتدون زى بابا نويل لأداء أغنية (جينجل بيلز) باللغة الآرامية داخل كنيسة مار جرجس ببلدة تل أسقف فى شمال العراق بعد تجديد المبنى وترميمه مؤخرا.

ومثل باقى سكان تل أسقف، فإن هذا أول عيد ميلاد تقضيه حياة فى بلدتها التى عادت إليها بعد ثلاث سنوات من اجتياح متشددى تنظيم داعش تل أسقف مما تسبب فى تشريد الأقلية المسيحية الكلدانية فيها والتى يبلغ عدد أفرادها 12 ألفا.

وقالت حياة، وتعمل مديرة مدرسة، والدموع تترقرق فى عينيها "العودة لكنيستى أمر خاص جدا الكنيسة التى تزوجت فيها الكنيسة التى ربيت أطفالى فيها".

واختارت حياة، مثل الكثير من المسيحيين الآخرين فى سهول نينوى، الفرار بعد أن خيرت بين التخلى عن عقيدتها ودفع الجزية والموت. ولجأ أغلب من فروا إلى بلدات ومدن مجاورة فيما سعى كثيرون لطلب اللجوء فى الخارج، وعلى الرغم من أن المتشددين لم يبقوا فى تل أسقف إلا لبضعة أيام فإن السكان لم يشرعوا فى العودة لمنازلهم إلا هذا العام.

واحتفل العائدون أمس الأحد بأول عيد للميلاد يقضونه معا مجددا فى كنيسة مار جرجس، الكنيسة الرئيسية فى البلدة، التى اكتظت بالوافدين. وتدفق مئات من المصلين، الذين ارتدوا أجمل ملابسهم، للصلاة وتلقى البركات والمناولة من يد الأب سالار بوداغ الذى أشعل نيرانا فى تقليد بباحة الكنيسة قال إنه يرمز للتجدد.

وعلى الرغم من البهجة الواضحة لتمكن المسيحيين مجددا من الاحتفال علنا فإن عيد الميلاد كان بطعم تمتزج فيه المرارة بالفرح بالنسبة للأغلبية فى أنحاء سهول نينوى، وسهول نينوى هى مركز للمجتمعات المسيحية القديمة فى العراق والتى ربما يعود تاريخها فى البلاد إلى ألفى عام.

وعلى الرغم من أن العراق أعلن النصر الكامل على تنظيم داعش قبل أسبوعين فحسب وبعد ثلاث سنوات من الحرب الضروس فإن ضررا بالغا لحق بالجيوب المسيحية ودفع الكثيرين للتساؤل عما إذا كانوا سيتمكنون من تخطى ما حدث فى الماضى القريب.

وألحقت داعش ضررا بالغا بمناطق مسيحية ونهبت وأحرقت منازل وكنائس وجردتها من كل المقتنيات القيمة كما حطمت رفات كنسية.

ولحق بمدينة قرة قوش، الواقعة على بعد 15 كيلومترا غربى الموصل والتى تعرف أيضا بالحمدانية، ضرر بالغ خاصة بالكنائس الأثرية فيها.

وفى كنيسة الطاهر للسريان الكاثوليك اجتمع المصلون لحضور قداس منتصف الليل أمس الأحد وهم محاطون بجدران متفحمة ومحترقة ما زالت تحمل كتابات لداعش.

وجلس المصلون على مقاعد بلاستيكية جلبها متبرعون إذ لم تتمكن الكنيسة بعد من تجديد مقاعدها الخشبية التى استخدمها المتشددون وقودا لنيران ضخمة اجتاحت الكنيسة.

وتحتاج أغلب الأسر لعشرات الآلاف من الدولارات لإصلاح منازلها وتعويض متعلقاتها المنهوبة لكن الكثير منها يقول إن من الممكن تخطى الأضرار المادية لكن تفريق شمل الأسر هو ما يصعب بالفعل تخطيه.

وقبل انقضاض متشددى داعش على قرة قوش كانت البلدة هى أكبر تجمع مسيحى فى العراق إذ كان يصل عدد المسيحيين فيها إلى 50 ألف نسمة. لكن اليوم لم يعد إليها إلا بضع مئات من الأسر. وانتقلت تجمعات بأكملها للخارج مثل المنتمين لكنيسة مارت شمونى من السريان الأرثوذكس.

وبعد ظهر يوم السبت حاول الأب بطرس قابو رئيس كنيسة الطاهر فى قرة قوش بصعوبة إحياء أى شعور بالأمل فى نفوس الحضور فى قداس عيد الميلاد.

وقال الأب قابو "سنقيم قداسا لعيد الميلاد مثل السنوات السابقة، لكن هذا العام، ستكون فرحة غارقة بالدموع لأن كل شعبنا راح خارج العراق".

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة