"جئت يامصر/ وجاء معى تعب الهوى/ وسهاد موجع/ خلته هاربا منى/ ولا هرب/ صرت نجم الحب/ أحصى إذا أحصيت/ فى الظلمة الشهب/ قسما بالمبدع سببا يا حبيبى/ إنك السبب".. بهذه الكلمات للأخوان رحبانى، اختار أن يبدأ الكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى، مقدمة كتابه "حكايات من دفتر".
وأرخ صلاح عيسى فى كتاباته حكايات وقصص مهمة من تاريخ الوطن، وكان بمثابة مقريزى العصر الحديث، ولما لا، فقد صاحبه ذلك اللقب نفسه فى مقالاته التى نشرت فيما بعد فى كتاب بعنوان "هوامش المقريزى"، ولتبقى علاقته بكتاباته عن الوطن وحكايته بمثابة حالة العشق والغرام من حبيب إلى محبوبته.
يقول الكاتب الكبير فى مقدمة كتابه "حكايات من دفتر الوطن" تحت عنوان : "هذا الكتاب كما حلمت": "أقرب ما يكون إلى صورة للوطن، تغرى المحبين ، بالقراءة فى تاريخه، وبالتطرف فى عشقه، كما أغرتنى، وأكذب لو قلت أننى أضعت كل تلك السنوات دون أن أسعى إلى حلمى.. لكن الدروب تفرعت أما أقدامى المتعبة، فاندفعت إليها دون ترو، شأن المؤيدين الذين تقودهم قلوبهم، وبلاد من أركز على انهاء مشروع تلك الحكايات، أغرتنى طقوس أخرى للصلاة فى معبد المحبوب، فظللت بين يونيو 1972 ومارس 1975 اكتب يوميا على صفحات جريدة الجمهورية، بعنوان هوامش، كانت تنويعة أخرى من مشروع هذه الحكايات".
ويتابع الراحل "لكن هذه الحكايات، ظلت كالحب الأول، لا يستطيع المرء أن ينسى ذكرياته، أو يمنع نفسه من العودة إليه، إذ لم تغنينى الصلاة الخاطفة أو صلاة النسك، عن العودة إلى تلك الحكايات، بين حين وآخر".
وأتم "عيسى" كلامه ليؤكد "وليس لدى ما أضيفه سوى أن أؤكد فقط، أن هذه الحكايات ليس فيها سطر واحد من الخيال، أو عبارة واحدة لا تستند إلى مرجع أو مصدر سواء كان وثيقة، او صحيفة أو مذكرات أو دراسات وأبحاث".
جدير بالذكر أن الكاتب الصحفى الكبير صلاح عيسى توفي أمس عن عمر يناهز 78 عاما ،بعد صراع مع المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة