دخلت أزمة توقف حركة الملاحة النهرية بين الأقصر وأسوان، إلى نفق مظلم نظرا لانخفاض منسوب مياه نهر النيل بالتزامن مع زيادة عدد البواخر السياحية التى تعمل بين المدينتين السياحيتين جنوبى مصر، نتيجة "السدة الشتوية"، التى يلجأ إليها مسئولو وزارة الرى بغلق بوابات السد العالى لمدة تصل إلى نحو شهر ونصف بداية من الأول من شهر ديسمبر وحتى منتصف شهر يناير المقبل، بسبب قلة استخدام المياه فى فصل الشتاء.
تعويم مراكب الأقصر بعد شحوطها
وأدى انخفاض منسوب المياه فى نهر النيل إلى شحوط عدد من البواخر وصلت إلى 35 باخرة سياحية بمحافظة أسوان، و8 بواخر بالأقصر، بعد أن علقت بالرمال والطمى فى الجزر النيلية التى برزت وسط النيل، مما استدعى وزير السياحة يحيى راشد، التوجه إلى محافظة أسوان وزيارة موقع توقف البواخر بمدينة كوم أمبو.
وأكد وزير السياحة، أن هناك 15 باخرة ترسو أمام معبد كوم أمبو، وتم استكمال برنامجهم السياحى الذى بدء من الأقصر إلى كوم أمبو ثم التحرك من مدينة كوم أمبو عبر أتوبيسات برية إلى مدينة أسوان، موضحا بأن هناك كراكة عملاقة فى طريقها إلى محافظة أسوان لإنجاز أعمال تطهير وتكريك النيل فى وقت قصير، تمهيداً لاستئناف حركة البواخر مرة أخرى.
مراكب الأقصر
والتقى "راشد" بعدد من السائحين الأجانب بمعبد كوم أمبو، وقدم اعتذاره للسائحين عن هذا الموقف الطارئ الذى تعرضوا له، والتقط معهم الصور التذكارية، مشدداً خلال كلامه مع العاملين بالسياحة فى كوم أمبو، على ضرورة احترام السائح الأجنبى الزائر للمعالم السياحة والأثرية بمصر ومحاولة إرضاءه وإيجاد حلول بديلة إذا ما تعرض لمشكلة، وأيضاً مراعاته باعتباره سفيرا لمصر عندما يعود لبلاده وينقل صورة عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وعقد وزير السياحة، اجتماعا بأصحاب البواخر السياحية المتوقفة أمام معبد كوم أمبو، بحضور عدد من التنفيذيين، وامتد لنحو 5 ساعات.
موقع شحوط المراكب
واستمع الوزير من أصحاب المراكب السياحية، عن مشكلة الشحوط، التى ظهرت أمام معبد كوم أمبو، وأدت إلى توقف حركة الملاحة النهرية بين أسوان والأقصر فى هذه المنطقة، والحلول التى قدموها للسائحين حتى يتم نقلهم من الفنادق العائمة وسط النيل إلى البر.
كما استمع لشرح من التنفيذيين للمشكلة والحلول التى تقوم بها الجهات المختصة المختلفة من خلال أعمال التطهير والتكريك الجارية فى نهر النيل، والتى تشارك فيها 5 حفارات وصنادل لتطهير المواقع التى توجد بها ترسيبات رملية وتعوق حركة البواخر السياحية.
أعمال تكريك النيل
وتواصل هيئة النقل النهرى تحت إشراف وزارة الرى، أعمال التطهير والتكريك الجارية بنهر النيل أمام معبد كوم أمبو، لليوم الثانى على التوالى، بعد أزمة توقف حركة البواخر النيلية بين أسوان والأقصر، منذ يوم الجمعة الماضية، نتيجة الشحوط الناتج عن انخفاض منسوب المياه، تزامنا مع "السدة الشتوية" للسد العالى.
وأكد المهندس محمد طه الشربينى، مدير هيئة النقل النهرى، أنهم يواصلون أعمال التطهير والتكريك الجارية بالمجرى الملاحى لنهر النيل، لليوم الثانى على التوالى، 5 حفارات وصنادل، موضحاً أن هناك كراكة عملاقة تم الاستعانة بها للإسراع فى أعمال التطهير والتكريك، وهى فى طريقها لمحافظة أسوان.
محافظ أسوان يتابع جهود التطهير
وأضاف مدير هيئة النقل النهرى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المشكلة التى تواجه الأعمال هى استمرار انخفاض منسوب المياه فى نهر النيل بسبب السدة الشتوية والتى ستمتد لمنتصف شهر يناير 2018، مشيراً إلى أن أعمال التكريك قد تستغرق وقتاً أطول فى حالة استمرار نقص المياه، مناشداً المسئولين فى وزارة الرى، بفتح جزء بسيط من بوابات السد العالى لمرور المياه فى النيل وإنهاء الأزمة.
وأشار اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، إلى أن هناك حلول عاجلة يقومون بها بالتعاون مع الجهات المختصة، فيما يتعلق بسرعة إنهاء أعمال التكريك، والتى تشارك فيها 5 حفارات وصنادل، لافتاً إلى أنه من ضمن الحلول الآجلة تركيب علامات إرشادية وشمندورات مع التنبية على قائدى البواخر بالتناوب فى عملية الدخول والخروج لضمان سير البواخر السياحية فى الخط الملاحى المحدد لها.
جانب من أعمال تطهير وكريك النيل
وأشار اللواء حجازى، إلى أنه سيتم التنسيق للإسراع فى تنفيذ أعمال التكريك من خلال إحدى الشركات المختصة لتطهير المواقع التى توجد بها ترسيبات رملية وتعوق حركة البواخر السياحية بحيث يتم ذلك قبل بداية شهر نوفمبر من كل عام للقضاء نهائياً على ظاهرة شحوط البواخر السياحية لتكون هذه الأعمال بمثابة الخطة الثابتة التى تتم سنوياً قبيل تنفيذ خطة وزارة الرى للسدة الشتوية.
من جانبها، تتابع غرفة العمليات التى شكلها محافظ أسوان، حركة الملاحة للبواخر السياحية أولاً بأول من أجل التدخل السريع فى حالة حدوث شحوط لأى باخرة.
توقف البواخر
وفى محافظة الأقصر، نجح رجال شرطة المسطحات المائية، بالاشتراك مع رجال الإنقاذ النهرى والبيئة والرى، فى السيطرة على شحوط 8 مراكب وفنادق عائمة كانت متوجهة لمدينة أسوان والعكس، وذلك أمام مدينة أرمنت جنوبى المحافظة ودخولها فى الرمال دون أية خسائر على السياح، وتم تعويمها فى نهر النيل بعد فترة زمنية قليلة، وتواصلت الرحلات تباعاً بصورة طبيعية تماما.
وبدأ شحوط الفنادق العائمة أمام مدينة أرمنت واحدة تلو الأخرى أمس الاثنين، لدى خروجها من مراسى الأقصر وأسوان المختلفة، وجاءت قائمة المراكب التى تم تعويمها دون أية خسائر ما يلى 6 مراكب قادمة من أسوان وهى (رويال برنسيس – ميس إيجبت – الجيزيل – فريدة – تمر حنة – كوين أوف هانزا) والمتوجهة إلى أسوان من الأقصر (بريميوم – توسكا)، حيث دخلت فى رمال تلك المنطقة وتوقفت فيها لحين تعويمها، وذلك حسبما أكد مصدر أمنى بالمحافظة.
الكراكات النيلية
فى سياق متصل، قال أشرف فرج، الخبير السياحى، وصاحب أحد الفنادق العائمة، إن توقف البواخر السياحية أمام منطقة معبد كوم أمبو منذ يوم الجمعة ومحاولات تسييرها باتت بالفشل بعد أن علقت فى الجزر النيلية الموجودة بالمكان، سببها انخفاض منسوب المياه فى تلك المنطقة، ومناطق أخرى منها "كوبرى أسوان المعلق، ومعبد كوم أمبو، ومريس، وأرمنت".
وأضاف "فرج"، لـ"اليوم السابع"، أن زيادة بروز هذه الجزر النيلية يأتى بالتزامن مع عدم الاهتمام بتطهير النيل من قبل وزارة الرى منذ عام 2011، مما أدى إلى زيادة منسوب الطمى والرمال بهذه الجزر التى تؤدى إلى شحوط البواخر بالجزر النيلية البارزة، موضحاً أن أصحاب الفنادق العائمة تقدموا بشكاوى إلى المختصين لحل الأزمة التى تشل حركة النقل النهرى بين أسوان والأقصر.
بدء تحرك البواخر
وأشار إلى أن هناك ما يقرب 35 فندقا عائما علقوا فى منطقة كوم أمبو بسبب انخفاض منسوب النيل، بواقع 3500 سائحاً، منذ يوم الجمعة وحتى اليوم، وتم إجلاء هؤلاء السائحين والمصريين بدون خسائر أو إصابات عبر لنشات نهرية تنقلهم من البواخر إلى البر ثم الدفع بأتوبيسات سياحية لنقل السائحين إلى فنادق ثابتة لاستكمال رحلاتهم السياحية فى الأقصر وأسوان.
وتابع ضياء صابر، صاحب أحد الفنادق العائمة، أن مركبه كانت قادمة من الأقصر فى طريقها إلى أسوان وعلى متنها 122 سائحاً، وتوقفت فى كوم أمبو لنحو 4 ساعات إضافية، لافتاً إلى أنه اضطر إلى الاستعانة بأتوبيسات لنقل السائحين إلى مدينة أسوان لاستكمال رحلتهم، ومن المقرر أن تعود الباخرة مرة أخرى إلى الأقصر بعد انتهاء أزمة انخفاض منسوب النيل، مشيراً إلى أن أصحاب الفنادق العائمة يسددون رسوم 180 جنيهاً يومياً لإدارة حماية النيل نظير أن الباخرة موجودة فى النيل حتى لو متوقفة عن العمل، وتسائل: لماذا ندفع هذه الأموال بشكل يومى ولا يتم تطهير النيل أمام حركة البواخر.
وزير السياحة بأسوان
شريف محمد، صاحب أحد البواخر السياحية، أوضح بأن حوادث الشحوط النيلية تكبد أصحاب الفنادق العائمة مبالغ مادية ضخمة، لأنها تؤدى إلى خسائر فى كسر الدفة أو إتلاف ماكينات السحب ومحركات الباخرة، مضيفاً أن سعر تغيير الريشة الواحدة يصل إلى 70 ألف جنيه، وسعر الدفة 20 ألفا، وصيانة المحرك تصل إلى 150 ألف جنيه.
وطالب عدد من مسئولى المراكب السياحية بسحب الجزر الرملية المتواجدة بالنهر وفتح ممرات آمنة للبواخر السياحية أو زيادة منسوب مياه النيل لتفادى شحوطها والحفاظ على سمعة مصر السياحية، خاصة وأن السدة الشتوية المعروفة، التى تتسبب فى انخفاض مستوى المياه كل عام لم تبدأ رسميا بعد وهو ما يؤكد احتمالية وقوع أعمال شحوط أخرى.
وزير السياحة يتابع حل الأزمة من أمام معبد كوم أمبو
وفى هذا الصدد، طالب محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، من وزارات السياحة والرى والمسطحات بالتدخل الفورى كما حدث فى الأقصر بتعوين 8 مراكب فى وقت قياسى، مؤكداً أن السدة الشتوية ونقص منسوب المياه أمر يحدث بصورة سنوية وكان لزاماً على وزارة الرى التدخل السريع لحل أزمة المراكب السياحية بمحافظة أسوان، التى تعرضت إلى الشحوط فى نهر النيل بمدينة كوم أمبو، ما أدى إلى توقفها وعدم استكمال رحلاتها السياحية، مؤكداً أن وزارة الرى ترفض تزويد مستوى المياه فى هذه المنطقة بالنيل، وتتجاهل طلبات جميع العاملين فى أسوان والأقصر لحل هذه الأزمة المتكررة والتى تؤثر على الحركة السياحية بشكل كبير.
وأضاف الخبير السياحى محمد عثمان لـ"اليوم السابع"، أن حركة السياحة تسير بصورة طبيعية حالياً فى نهر النيل بالأقصر، حيث أن المراكب السياحية بلغت حوالى 85 مركب تخرج فى رحلات أسبوعية، كما تشهد المعابد إقبال كبير تؤكد على إنتعاش القطاع الموسم السياحى الحالى.
أما رمضان حجاجى رئيس غرفة شركات السياحة فى الأقصر، فقد صرح بأن تلك الظاهرة ترجع لانخفاض منسوب المياه وضغط الموسم الشتوي، وتقابل المراكب بكثرة فى طريقها إلى معبد كوم أمبو، وكذلك المناطق الضيقة بنيل الأقصر جنوباً بمناطق أرمنت وبداية إسنا، مؤكدًا أنها السدة الشتوية تظهر كل عام وتؤدى لمعاناة كبيرة بين العاملين بالقطاع السياحى.
وأضاف رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر لـ"اليوم السابع"، أن الأزمة حدثت فى أسوان بأن بعض المراكب القادمة إلى معبد كوم أمبو اصطدمت فى شمندورة عبارة عن مجموعة براميل واقية للصدمات، ما يؤدى لإتلاف بعضها، وكذلك مراقبة حركة سير المراكب بجنوب الأقصر، مشدداً على أن الغرفة أرسلت 4 قائدين مراكب إلى كوم أمبو، للمعاينة والإصلاح، مطالباً وزارة الرى بضرورة زيادة منسوب المياه وضبط المجرى المائى بين الأقصر وأسوان، حيث أن انخفاض منسوب المياه فى هذه المنطقة يؤدى إلى تزاحم المراكب وشحوطها، مشيرًا إلى تصادم عدد من المراكب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة