أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

السلاح السرى للصهيونية فى البيت الأبيض وراء الاعتراف بإسرائيل

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسيات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وطبقا للموسوعة السياسية العالمية التى رصدت العلاقات بين دولة الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الإسرائيلى والتى رصدت تاريخ العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والتى مرت بعدة مراحل، لعب فيها اللوبى الصهيونى دورًا بالغًا ومؤثرًا فى توجهات السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربى ـ الإسرائيلى فى الشرق الأوسط بدءًا من قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948 وحتى الآن . تقول الموسوعة: آثر ترومان إرضاء الأقلية اليهودية الأمريكية، وذلك بالإصرار على إدخال الـ100 ألف يهودى من بعض دول أوروبا إلى فلسطين فى أقرب وقت دون أىّ حسبان لمخاوف بريطانيا من نتائج اتخاذ هذه الخطوة. واستمر رأى بريطانيا على أساس إنشاء دولة اتحادية ذات استقلال ذاتى إدارى مع الاحتفاظ بحق بريطانيا فى وضع قواتها بفلسطين، ولكن الحكومة الأمريكية تمسكت بالتقسيم لكونه أسهل الحلول من حيث التنفيذ وأقلّها ضررًا، وإن كان وزير الخارجية «دين أتشيسون» أوضح أن حكومته على استعداد لمساندة إنشاء دولة «ثنائية» للتقسيم، إذا ما فشلت بريطانيا فى الحصول على موافقة كلّ من العرب واليهود، ورفض كلّ من العرب والصهيونيون تلك الحلول.
 
وفى 2 أبريل 1947، ومع تصاعد الاضطرابات الدموية بين العرب واليهود فى فلسطين، طلبت بريطانيا عقد دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة وإدراج قضية فلسطين فى جدول أعمالها، وعينت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة خاصة لبحث مشكلة فلسطين، التى قدمت تقريرها فى 31 أغسطس 1947، واشتمل التقرير على مشروعَين، أحدهما يوصى بنشوء دولتَين عربية ويهودية والآخر يوصى بنشوء دولة اتحادية مستقلة، وتبنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروع التقسيم فى جلستها المنعقدة فى 29 نوفمبر 1947، ولعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورًا سياسيًا مهمًا لتحقيق الأغلبية لمشروع قرار التقسيم.
 
وفى 12 فبراير 1948، عرضت المسألة على مجلس الأمن القومى الأمريكى، الذى دلل فيه «جيمس فورستال» وزير الدفاع الأمريكى على أن أى محاولة تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية لفرض التقسيم لا بدّ أن تستتبع تعبئة جزئية للقوات المسلحة فى الوقت الذى وجد فيه اتفاق عام على وجوب عدم إرسال القوات الأمريكية لفرض التقسيم.
 
وفى 24 فبراير 1948 خاطب وارين أوستن ـ رئيس الوفد الأمريكى فى الأمم المتحدة ـ مجلس الأمن الدولى، وبين أن ميثاق المنظمة الدولية لا يمنح المجلس صلاحية فرض قرار الجمعية العامة الخاص بالتقسيم، واقترح أن يتفق ممثلو الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، على ما يجب عمله بعد ذلك، ورغم أن أوستن لم يعترض حينئذ على التقسيم بوجه خاص، فقد جرى تفسير ملحوظاته على أنها إشارة إلى تفكير الولايات المتحدة الأمريكية في شيء جديد، لهذا امتنع السكرتير العام للمنظمة الدولية – تريجفى لى – ومساعده  رالف بانش عن أن يقدما لمجلس الأمن خطة كانا قد وضعاها بصدد تشكيل قوة دولية مهمتها تنفيذ قرار التقسيم، وصوت مجلس الأمن بالموافقة على اقتراح أوستن، إلا أن ممثلى الدول الخمس الكبرى لم يتوصلوا إلى اتفاق جماعى رغم تقدم ممثلى الولايات المتحدة الأمريكية والصين الوطنية وفرنسا للمجلس بمذكرة جاء فيها أنه لا يمكن تنفيذ التقسيم سلميًا، ومن ثم كان الاقتراح بالتوصل إلى هدنة مؤقتة بوضع فلسطين تحت الوصاية المؤقتة، ولكن هذا التصور الأمريكى لحل مشكلة فلسطين كان متأخرًا، وأصبح قرار التقسيم حقيقة واقعة، وحينما جاءت اللحظة الحاسمة، التى تمكن فيها «حاييم وايزمان» من أن ينال موافقة الرئيس ترومان على تأييده قرار التقسيم أثناء لقاء بينهم فى مارس 1948، حتى كان يوم 14 مايو عام 1948 الذى أعلن فيه «دافيد بن جوريون» نشوء الدولة الصهيونية فى فلسطين تحت اسم «إسرائيل» ولم تكد تمضى دقائق معدودة حتى بادر ترومان للاعتراف بها، وهكذا حققت جهود الصهيونية أهدافها التى استمرت نصف قرن. وأعلنت إنجلترا تصميمها على الانسحاب من فلسطين يوم 15 مايو 1948.
 
ونتيجة لهذا المشروع ساد الاضطراب وحدث المزيد من أعمال العنف، ولكن الأمور كانت تسير لمصلحة الصهيونية على النحو التالى:
 
- وجود تعاطف من الرئيس هارى ترومان مع قضية اليهود المشردين.
 
- وجود بعض الشخصيات التى كانت السلاح السرى للصهيونية فى البيت الأبيض، مثل «نايلز» المساعد السابق للرئيس الأمريكى«روزفلت»، فلم يكن الرئيس الأمريكى ينشر شيئًا أو يلقى خطابًا دون استشارته فى كلّ ما يخص اليهود أو قضية فلسطين، بل إنه أبعد العسكريين المعارضين للصهيونية عن وزارة الخارجية.
- محاولة التأثير فى أصدقاء الرئيس الأمريكى «ترومان» المعارضين للصهيونية فى اللجنة الأمريكية الصهيونية وكذا مستشاريه المقربين ومنهم وزير الخارجية، حتى اكتسب تأييده للصهيونية.
 
وظل الموقف الأمريكى الغامض والذى يؤيد الكيان الصهيونى على طول الخط، وأصبحت إسرائيل الابن الشرعى للأمريكان وهو ما أثر فى العلاقات العربية – الأمريكية حتى اليوم.. يتبع .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohamed Emara

السلاح السرى واحد ومستمر

السلاح السرى للصهيونية فى امريكا واوروبا واى مكان هو العرب انفسهم ،، الغرب لايعرف الا لغة المصالح الاقتصادية والقوة العسكرية ،، والعرب لديهم مقومات القوة الاقتصادية والعسكرية واكتر ،، ولكن السلاح السرى الصهيونى هو قدرة عملاء بنى صهيون على ابقاء العرب متفرقين وغير مجتمعين على موقف موحد امام اى مشكلة ،، وافتكروا فكرة القوة العربية المشتركة اللى اقترحها السيسى لعلمه بالتحديات العسكرية القادمة ،، منع عملاء بنى صهيون تحويلها الى واقع وظلت حبر على ورق ، السر فى العرب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة