بمجاديف تحركها سواعد قوية تستيقظ كل يوم أملا فى نسمة هواء تبدل حالها وتفتح أبواب الرزق أمامها تسير المراكب الشراعية التى تزين نيل أسوان فى مشهد طبيعى يجمع بين نقاء المياه وصفاء السماء، فإذا قررت قضاء إجازة الشتاء هناك فلابد أن تكون الرحلة النيلية بالقوارب الشراعية على أولويات أجندتك السياحية.
فصل الشتاء موسم واعد لرحلات القوارب بأسوان
قطع من الخشب تصنع فى ورش بقرى غرب أسوان تستخدم بها قطع من القماش معلقة على أعمدة معدنية تسمى "صوارى" تصنع المراكب الشراعية، وقوة الرياح هى الدافع الوحيد لتسير القوارب بسلام على المياه لذلك ينتظر سائقو القوارب فصل الشتاء بشغف لأنه موسم الرزق والعمل لهم بعد شهور من البطالة تمر عليهم فى فصل الصيف.
"مراكبى": قوة الرياح المتحكم الوحيد في رزقنا ونلزم بيوتنا بالصيف
" في شغلانتنا دى لو مفيش هوا نقعد فى البيت" بهذه الجملة يروى الحاج ياسر عبد الوهاب، 42 عاما، وضع المراكب الشراعية وكيف تأثر هذا المجال خلال الفترة الراهنة، قائلا: منذ 20 عاما وأنا أعمل "مراكبى" بالمراكب الشراعية، ورثت هذه المهنة من أبى وجدى، فأصبحت هوايتى الوحيدة ومتعتى العمل كبحار، وبرغم تأثر هذه المهنة بتراجع السياحة بالمحافظة لكننى لم أستطع التخلص من هذه المركب التى ورثتها من عائلتى.
المراكب الشراعية تزين كورنيش محافظة أسوان
واستطرد قائلا: الأزمة فى مهنة المراكب الشراعية هو اعتماد رزقنا على الهواء فانعدام الرياح أو شدتها يمنعنا من الإبحار بالزبائن لذلك فهناك أوقات فى العام لم نستطع جمع قوت يومنا، لذلك اضطررت للعمل بشركة كسائق حتى أستطيع الإنفاق على عائلتى فى ظل تراجع دخل هذه المهنة كثيرا منذ اندلاع الثورة".
"
مراكبى": 37 عاما أعمل بحار ولم استطع تغيير مهنتىومن جانبه، قال "إبراهيم رجب": "قضيت أكثر من 37 عاما كمراكبى فى النيل.. شغلانتى مبعرفش أشتغل غيرها وأعمل حاجة غير البحر.. المسئولين بالمحافظة لم يقدموا شيئا لتطوير المراكب الشراعية التى تجذب مختلف السائحين من كل الجنسيات الأوربية المختلفة، فالسائح يأتى خصيصا أسوان لقضاء رحلة نيلية بالقوارب، وبرغم ذلك لا توجد مراسى مخصصة لنا، يتمكن من خلالها السائح للعبور واستقلال الرحلة النيلية بسلام".
احد سائقى المراكب الشراعية يروى أزمة المهنة لليوم السابع
وتابع "إبراهيم": لابد أن يعلم المسئولون بأهمية تأهيل كورنيش أسوان بصورة تليق بأهمية المحافظة التاريخية، لكن لم يلتفت أحد إلينا لذا فأن العديد من المهن أصبحت مهددة بالضياع فى ظل سلبية المسئولين تجاه الترويج منتج السياحة".
بحار بالمراكب الشراعية: الزبون الأجنبى يهوى الإبحار بالمراكب الشراعية
وأشار مصطفى على، أنه يعمل منذ 17 عاما كبحار بالمراكب الشراعية، والقوارب تجذب زبائن معينة وغالبيتهم من الأجانب فالزبون المصرى يخشى من هذه الرحلات، مقارنة بالأجنبى الذى يرى أن قمة الاستمتاع أن تدفعه الرياح على المياه وأن يتمايل به القارب من حين لآخر، لذلك هناك رحلات نيلية بالقوارب تصل إلى محافظة الأقصر وتقضى 5 ليالى فى الإبحار".
أسباب تدهور وضع المراكب الشراعية في اسوان
وأضاف: الصيف هو أزمتنا فتنخفض الزبائن وإذا انعدمت الرياح لم نجد أمامنا سوى "المجاديف" للإبحار بالزبائن حتى نتغلب على الظروف ونكسب قوت يومنا".
ومن جانبه، أوضح وائل فوزى، أنه يعمل منذ 7 سنوات فى هذا المجال، وأبرز المشكلات التى تواجه الرحلات النيلية بالقوارب وأهمها استحواذ شركات السياحة والسيطرة على سوق الرحلات النيلية من خلال إجبار السائحين على استقلال قوارب معينة لمجرد تعاقد مبرم بين هذه الشركات وأصحاب القوارب بأسعار منخفضة، وذلك من أجل أن يستولى المرشد السياحى على جزء من تكلفة الرحلة لصالحه، وهذا أكثر الأزمات التى تواجهنا فلابد من محاربة هذه الشركات والسيطرة عليها".
واختتم وائل حديثه، قائلا: الرحلة النيلية بالقوارب من أهم عناصر الجذب فى المحافظة، فلابد من الالتفات لتطوير هذه المهنة التى يأتى من أجلها مختلف السائحين.
الرحلات النيلية بكورنيش أسوان
الحاج إبراهيم يروى أزمة تدهور وضع المراكب الشراعية
مراكبى بالقوارب يؤكد غياب دور المسئولين لإنقاذ الرحلات النيلية
القوارب الشراعية أهم الرحلات الجاذبة للسائحين
قوة الرياح هي المتحكم الوحيد في أحوال صحاب المراكب الشراعية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة