أكرم القصاص - علا الشافعي

د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: أزمة وفاء

الخميس، 28 ديسمبر 2017 08:00 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: أزمة وفاء داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُتهم الكثيرون بمرض عُبودية الأشياء. وهذا المرض يُطلق عادةً على الأشخاص الذين يحبون أشياءهم لدرجة تصل إلى حد "العبودية"، وقد أُطلق عليهم هذا "اللفظ"؛ لشعورهم أنهم أصبحوا عبيدًا لأشيائهم لدرجة أننا قد نلحظ أنهم لو فقدوا أحد هذه الأشياء. يكونوا على أتم الاستعداد لدفع أضعاف ثمنها؛ لكى يستردونها ثانية . ولكن السؤال : هل هذا الإحساس أو المرض أيًا كان اسمه إيجابيًا أم سلبيًا ؟ بالطبع أى عبودية لغير "الله" فهى مرفوضة تمامًا. ولكن هل مجرد التعلق بشيء بدرجة قوية يُعد مرضًا؟ أعتقد أنه يوجد أكثر مـن تحليل لهذه التصرفات النفسية.

وإذا أمعنا النظر، سنكتشف أن السبب ربما لا يكون ماديًا على الإطلاق؛ لأن هذا الشخص قد يكون كما قلت آنفًا مستعدًا لأن يبذل فيها ما يضاعف قيمتها المادية. إذن فالدافع ليس دائمًا ماديًا؛ لأن هذه الأشياء قد تكون قليلة القيمة المادية. ولكنها تحوز فى قلبه مكانة عالية؛ سببها يعود إلى الذكرى التى يحملها هذا الشيء لهذا الشخص . أو ربما لأنه حصل عليه بعد تعب وكدٍّ . وقد تكون وصلته من أحب الناس لقلبه. ولكن إذا كان هذا التصرف يحدث مع أغلب الأشياء التى يقتنيها هذا الشخص. فهنا يكون هذا طبعًا معتادًا. وليس تصرفًا فرديًا استثنائيًا. وهنا قد يقول البعض أن هذا مرض نفسى يستحق العلاج. ولكنى أظن أنه ليس دائمًا كذلك. فهناك بعض من الأشخاص يعيشون حالة حب مع كل ما يقتنونه. فهم يمنحون الإحساس للأشياء كما يمنحونها للأشخاص. فهم مؤمنون بأن الشيء رغم أنه جماد. إلا أنه يبادل صاحبه الإحساس. فهل ننكر أننا عندما نحافظ على شيء. قد يطول عمره ويفوق عمرنا. وهناك أشياء لو حافظنا عليها. تزداد قيمتها على مر الزمن. كالآثار والمجوهرات والعطور. وهناك أشياء يكون عمرها من عمرنا. فنظل نعشقها؛ لأنها عاشت معنا جميع ذكرياتنا. بأفراحها وآلامها. وأغلب الظن أن هؤلاء الأشخاص يؤمنون بأن الأشياء قد تكون أكثر إخلاصًا ووفاءً من البشر. فأظن أنه أصبحت هناك أزمة إخلاص يعيشها البشر فيما بينهم. فأصبح كل شخص كما يقول المثل الشعبى : "يشك فى أصابع يديه" ؛ لأن نسبة اللامبالاة بينهم كبيرة. وعدم الاكتراث بالأسرار زاد. والعلاقات السريعة التى تنتهى فور بدئها تزايدت بسرعة فائقة. فكل شيء أصبح يدعو الإنسان لأن يستبدل قرناءه بأشياء يقتنيها ويحافظ عليها لدرجة أنه يتعود عليها.، وقد يقع فى حبها لثقته أنها أشد إخلاصًا منه. وأنها لن تخونه مهما حدث.

 

لذا. نجد الكثيرين رغم امتلاكهم للثروة الطائلة. إلا أنهم يظلوا يستقلون سياراتهم القديمة رغم قدمها. ولو بحثنا فى أصل التصرفات سيُكْتشف لنا أنها تعود إلى افتقاد هؤلاء الأشخاص للوفاء من أقرب المقربين إليهم. فهم يحاولون تفريغ طاقة الحب والوفاء المدفونة داخل قلوبهم فى أشيائهم ؛ لافتقادهم للأشخاص الذين يستحقون هذه المشاعر. ولو عَوَّلنا على ذلك . سنكتشف أنهم فى الواقع ليسوا عبيدًا للأشياء . ولكنهم يملكون بداخلهم مرضًا من نوع آخر. أشد خطورة يسمى "أزمة وفاء" .

 

    

مرض العبودية الأشياء. وهذا المرض يُطلق عادةً على الأشخاص الذين يحبون أشياءهم لدرجة تصل إلى حد "العبودية"، وقد أُطلق عليهم هذا "اللفظ"؛ لشعورهم أنهم أصبحوا عبيدًا لأشيائهم لدرجة أننا قد نلحظ أنهم لو فقدوا أحد هذه الأشياء. يكونوا على أتم الاستعداد لدفع أضعاف ثمنها؛ لكى يستردونها ثانية . ولكن السؤال : هل هذا الإحساس أو المرض أيًا كان اسمه إيجابيًا أم سلبيًا ؟ بالطبع أى عبودية لغير "الله" فهى مرفوضة تمامًا. ولكن هل مجرد التعلق بشيء بدرجة قوية يُعد مرضًا؟ أعتقد أنه يوجد أكثر مـن تحليل لهذه التصرفات النفسية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة