وائل السمرى

ضد الافتتاح الجزئى للمتحف الكبير

الخميس، 28 ديسمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحسب ما أعلنت وزارة الآثار على لسان وزيرها الدكتور خالد العنانى فإن الافتتاح الجزئى للمتحف الكبير سيكون فى أبريل 2018، وقال العنانى إن مجلس الوزراء وافق على إجراءات نقل تمثال رمسيس الضخم من المتحف المصرى الكبير إلى المكان النهائى الذى سيعرض فيه، وسيتم ذلك من خلال شركة المقاولون العرب خلال الأشهر القليلة المقبلة، وأضاف أن مجلس الوزراء كان خصص مبلغ مليار 279 مليون جنيه لمشاريع وزارة الآثار، معظم المشاريع كانت متوقفة وسيبدأ العمل خلال الأسابيع المقبلة»، وإذا ما نظرنا إلى هذه التصريحات المنشورة على لسان أكبر رأس فى وزارة الآثار سنكتشف للوهلة الأولى حسن النوايا، والرغبة العارمة فى إنجاز المشروعات المتعطلة منذ سنوات، لكن هل تكفى النوايا الحسنة لصنع إنجاز كبير؟ هذا هو السؤال.
 
فى الحقيقية فإنى أرى أن مسألة الافتتاح الجزئى للمتحف المصرى الكبير مضيعة كبيرة للوقت والجهد، ففكرة أن يتم افتتاح كيان كبير بهذا الشكل افتتاحا جزئيا معناها أننا نحتفل بعمل «ناقص» فما الذى يجبرنا على هذا الأمر؟ وما الذى يجعلنا نهلل ونعلن ونقص الشريط لعمل يعلم الزائرون أنه غير مكتمل؟، وهو ما سينتقص كثيرا من الصورة الذهنية البراقة التى ترسخت عن المتحف المصرى الكبير باعتباره أكبر متحف فى العالم، وأهم المتاحف المتخصصة فى عرض الآثار الفرعونية.
 
تجدر هنا الإشارة إلى أن مصر افتتحت متحف الحضارة منذ أعوام افتتاحا جزئيا، وفى كل فترة يتم افتتاح قاعة أو قاعتين، وهو ما يحرم مصر من روعة مفاجأة الاكتشاف الكامل، كما أنه لا يجوز «بنيويا» أن نعامل المتاحف كما نعامل أى مشروع آخر، فالمتحف فى الأساس قاعة عرض، وهذه القاعة تستلزم وجود سيناريو عرض متحفى يبرز الآثار المعروضة بشكل جذاب مراعيا التسلسل التاريخى أو الفنى فى عرض القطع المختارة، فكيف نفتتح قاعة ونحرم الجمهور من بقية القاعة، ولماذا نصنع سيناريو «ناقص» أو «عشوائى» بينما فى إمكاننا أن نصنع سيناريو مكتمل، ثم لماذا نخطط للإعلان الآن افتتاح هذا المتحف الكبير ننفق أموالا للدعاية الداخلية والخارجية ونحن نعلم إنه سيفقد بريقه إذا تم افتتاحه جزئيا؟ وخلاف هذا لماذا أصبحنا نستكثر الإنجاز «الكامل» على أنفسنا، ونصبر أنفسنا بإنجاز «ناقص» يمنحنا شعورا زائفا بالنصر، فى حين أن النصر الكامل ليس بعيدا؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة