ألاعيب إسرائيل من قبر الرسول لجامع عمرو.. حاخام يهودى يواصل إثارة الجدل بصوره فى مسجد عمرو بن العاص.. يكرس صفحته لاختراق المساجد ويتحايل باستخدام جواز سفر روسى.. وفلسطينيون: تجمعه علاقة وطيدة بـ"أفيخاى أدرعى"

لا تتوقف محاولات إسرائيل للتقارب مع المجتمعات العربية، ليس من بوابة النية المخلصة للتقارب وإعادة الحقوق، ولكن من باب الاختراق الثقافى وغسيل الأدمغة والتلاعب بالأجيال الجديدة عبر تقديم صورة براقة وخادعة عن المجتمع الإسرائيلى وثقافته، وربما كان "بن تزيون" أحدث حلقات هذا التلاعب وأخطرها.

استمرارا لسياسة الظهور بمئة وجه التى تتبناها إسرائيل، وعلى طريقة "جمعة مباركة" التى يدمن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى للمنطقة العربية، أفيخاى أدرعى، بانتظام أسبوعى ثابت لا يهتز، بينما يواصل جنود الاحتلال إهانة الفلسطينيين والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية ومنع المصلين من أداء هذه "الجمعة المباركة" التى يهنئ به متحدثهم، وعلى الطريقة نفسها يحاول المدون الإسرائيلى بن تزيون، غسيل الأدمغة والتوظيف الملون للصورة والكلمة لترسيخ فكرة مغلوطة وغير دقيقة عن قبول إسرائيل للآخر وانفتاحه عليه، وقبولها هى نفسها بين المسلمين وفى مزاراتهم.

فى وقت سابق نشر "بن تزيون" صورة له من داخل الحرم النبوى الشريف فى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، بعد عملية خداع وتدليس من جانبه، إذ سافر بجواز سفر لا يكشف هويته ودينه الحقيقيين، إذ يستخدم جواز سفر روسيًّا، وتمكن من التسلسل للحرم النبوى بعد ارتداء ملابس عربية وادعاء الهوية الإسلامية، وهى الصورة التى أثارت قدرا واسعا من الجدل، ولم تمر أسابيع حتى نشر الشخص نفسه، عبر حسابه على "فيس بوك"، صورة له أمام مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، مصحوبة بالتعليق: "مسجد عمرو بن العاص قد بُنى فى الأصل فى 641/ 642 ميلاديا، وكان أول مسجد بُنى فى مصر وكل أفريقيا، وبناه عمرو بن العاص بعد أن حرر مصر من الرومان فى 641 ميلاديا".

بن تزيون

بالمسجد النبوى

"بن تزيون" من معبد "بن عزرا" اليهودى إلى كورنيش النيل

قبل أن ينشر المدون الإسرائيلى بن تزيون صورته من أمام مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، نشر مقطع فيديو له بالملابس نفسها فى معبد بن عزرا، وهو أحد المعابد اليهودية المصرية فى منطقة مصر القديمة، ويعد واحدا من أكبر وأهم المعابد اليهودية فى مصر.

وخلال العقود الأخيرة، تعهدت الحكومة المصرية معبد "بن عزرا" بالرعاية والترميم، وحولته قبل سنوات إلى مزار سياحى، ويكتسب المعبد أهمية مضاعفة فى ضوء احتواء مكتبته على عدد من أهم الكتب والدوريات التى تؤرخ لوجود الطائفة اليهودية فى مصر، وبعد ذلك بساعات أشار "بن تزيون" إلى أنه فى القاهرة على نهر النيل.

تعتبر الصفحة الشخصية للمدون الإسرائيلى بن تزيون، مثال مصغر فى منشوراتها وموضوعاتها لما تفعله الصفحات الإسرائيلية المشبوهة، وهى صفحات رسمية يُشرف عليها ويديرها المتحدث الرسمى باسم الجيش الإسرائيلى باللغة العربية أفيخاى أدرعى.

يتخطى عدد متابعى "أدرعى" فى الوطن العربى 560 ألف مشترك عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأبرزها "فيس بوك" وتويتر، ويتشابه نشاط "أدرعى" مع نشاط صفحة أخرى شهيرة، تُنسب للسياسى والوزير الإسرائيلى السابق أوفر جندلمان، وتبث كثيرا من الأكاذيب والشائعات والأخبار الملونة وغير الصحيحة بشكل شبه يومى.

معلومات كثيرة متواترة فى أوساط فلسطينية وبين مواطنين من "عرب 48"، تشير إلى أن المدون الإسرائيلى "بن تزيون" أحد العاملين ضمن خطة إسرائيلية لاختراق شباب الوطن العربى ثقافيا، وفق الطريقة التى يعمل بها "أفيخاى أدرعى" وصفحات إسرائيل الناطقة باللغة العربية وصفحة إسرائيل فى مصر.

وقالت مصادر فلسطينية، رفضت التصريح بهوياتها، إن كثيرا من جولات "بن تزيون" وتحركاته وصوره تتم بالتنسيق مع إحدى إدارات الخارجية الإسرائيلية، مسؤولة عن نشاط الدعاية والعلاقات العامة وتحسين الصورة فى أوساط العرب والمسلمين، خصوصا فى الدول الكبرى ومجتمعات التماس و"دول الطوق" بحسب التعبير الإسرائيلى، ويُقصد بها مصر والأردن ولبنان وسوريا.

المدون الإسرائيلى فى مسجد السلطان أحمد

"بن تزيون".. حاخام أوروجواى العامل فى خدمة الليكود وجيش إسرائيل

يعمل المدون الإسرائيلى بن تزيون، بحسب تقارير صحفية أجنبية، حاخامًا فى أوروجواى بقارة أمريكا اللاتينية، وألّف ثلاثة كتب عن الكتاب المقدس فى اليهودية "التوراة"، وكتب ما يقرب من 600 مقالة أغلبها عن الكتاب المقدس.

وتُشير التقارير الصحفية، إلى أن "بن تزيون" وُلد فى روسيا، ويبلغ من العمر 32 سنة، وتخرج فى جامعة "يشيفا" وحصل على درجة الماجستير فى الهندسة الميكانيكية من جامعة كولومبيا، ويعمل بن تزيون مدوّنًا لدى صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" منذ 19 فبراير 2015، وركّز فى أغلب مقالاته على شؤون الشرق الأوسط والصراع العربى الإسرائيلى.

وكرس بن تزيون صفحته لنشر صور عن الأماكن الإسلامية، زاعما أن زيارته للأماكن والمزارات المقدسة للمسلمين، تأتى فى إطار احترامه للأديان، واصفًا زيارته للأماكن المقدسة فى الدول الإسلامية بالهواية، وبحسب تقارير صحفية فإن علاقة بن تزيون الوطيدة بالأوساط الإسرائيلية لا تتوقف على صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" المقربة من حكومة نتنياهو وحزب الليكود، وإنما تجمعه روابط ببعض إدارات الخارجية الأمريكية وإذاعة الجيش الإسرائيلى. 

بن تزيون أمام قبة الصخرة بساحة المسجد الأقصى

المدون الإسرائيلى داخل الحرم النبوى بالمدينة المنورة

من خلال تصفحك للصفحة الشخصية للمدون الإسرائيلى بن تزيون على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، فإن أول انطباع سيتبادر لك هو أنه شخص متدين، يلتزم بالتعاليم التوراتية، ويقترب على المستوى النفسى والعملى من الصيغة الحياتية لـ"الحريديم" أكثر من العلمانيين.

يحرص "بن تزيون" على التصوير مع الحاخامات اليهود فى أكثر من دولة، مستغلا جولاته الواسعة فى لقاء اليهود بكل الأماكن التى يزورها، إلى جانب بث فيديوهات وصور من داخل المعابد اليهودية فى كل الدول، كما بث أيضا فى 28 ديسمبر 2016 صورة له من ضريح السيدة فاطمة بإيران، معلقا تحت الصور بالقول: "ضريح فاطمة، أكثر الأماكن المقدسة لدى الشيعة فى إيران".

المدون الإسرائيلى فى مزار يهودى