- سلمى"حرمت من الإنجاب خوفا من فض غشاء البكارة و عدم وعى "علا" فى رحلتها مع علاج السرطان دمر بويضاتها
ـ حالات تجميد البويضات تعد على الأصابع ونسب نجاح الحمل %25
- تكلفة التجميد تتراوح من 10 لـ20 ألف جنيه ومعظم السيدات التى تلجأن لها بسبب "العنوسة"
- أطباء : أول حالة حمل فى العالم من بويضة مجمدة منذ 30 عام ومازالت مصر تتعرف على تقنية التخزين
ذهبت علا «اسم مستعار» إلى طبيب النساء تسأله عن وضعها الطبى وفرصها فى الحصول على طفل، وكانت صدمتها عند معرفتها أن العلاج الإشعاعى لم يترك مجالا للمحاولة، وأخبرها الطبيب أنها كان من الممكن أن تنعم بطفل قبل تلقى العلاج أو أثناءه طالما كان كيماويا فقط لكن مع التعرض لكورس الإشعاع، فقد فات الآوان وضاع حلم الأمومة للأبد.
ليست علا فقط من واجهت هذه الأزمة ولكن الكثير من بنات جيله، بسبب عدم الوعى بتقنية تجميد «البويضات» قبل التعرض لمضاعفات أحد الأمراض أو طريقة علاج تضر بمخزون المبيض والقدرة الإنجابية، وحتى من علمن بها أثارهن الرعب المجتمعى من فكرة فض غشاء البكارة خلال سحب البويضات فضحين بفرصتهن الوحيدة فى الحصول على طفل أو خاف بعضهن من جهلن بمشروعية هذه التقنية قانونيا ودينيا فالتزمن الصمت ولم يتحركن خطوة تجاه صحتهن الإنجابية.
حقنة سحب البويضة
أما سلمى–اسم مستعار- فعانت من مشكلة صحية ليس لها علاج تسمى بسن اليأس المبكر أو نقص مخزون المبيض، كما ذكر لها الطبيب وأكد لها أن بويضاتها قاربت على الانتهاء وهى لاتزال 22 عاما فقط، وعندها تساءلت عن ضرر ذلك فأجابها أن الله خلق كل فتاة بعدد محدد من البويضات، يتناقص مع تقدمها فى العمر عاما بعد الآخر حتى الوصول لسن اليأس أو ما يسمى علميا بـ«انقطاع الطمث».
عندها قاطعت الطبيب سريعا مؤكدة له أن ذلك يحدث للسيدات الكبيرات اللاتى تجاوزن عمرهن الـ50 حتى إن والدتها تعدت هذا السن ومازالت تأتى لها الدورة الشهرية، فكيف يحدث هذا لها، إلا أن رد الطبيب كان أكثر قسوة من تساؤلاتها، فقد أوضح لها ولادتها بعدد قليل جدا من البويضات، والذى تفقد عددا منه فى كل وقت يمر عليها حتى إنها قد تصاب بالعقم تماما ولا تجد بويضة واحدة لإنجاب طفل إذا لم يتم التدخل سريعا بتجميد البويضات المتبقية لديها لحين الزواج.
وافقت سريعا وبدأت فى معرفة الإجراءات حول هذه التقنية التى ستنقذ آخر فرصها فى الإنجاب عند الزواج، ولكن عندما علمت أن طريقة سحب البويضات ستكون من خلال سونار مهبلى يدخل من المهبل ويعرضها لخطر فض غشاء البكارة، أحجمت عن الفكرة تماما ورفضتها رغم محاولات الطبيب بإقناعها وتحرير شهادة طبية لها فى حال حدثت مضاعفات أدت إلى فض الغشاء.
سلمى سألت عن البدائل، ولكن الطبيب أكد أنه لا يوجد بديل عن تجميد البويضات، ولا يمكن إجراؤه إلا من المهبل لأن الطريقتين بخلاف هذه الطريقة: عن طريق البطن أو الشرج لن تؤدى إلى النتيجة المرجوة مع قلة عدد بويضاتها، وبعد الكثير من الجدل لم تقتنع سلمى قائلة «لم أكن أريد سوى حقى فى الإنجاب، ولكن ليس معنى ذلك أن أضحى بغشاء بكارتى فلن يتفهم أحد موقفى ولن يرتضى بى أى شخص وأكون بذلك خسرت الزواج والإنجاب معا»، ففضلت التضحية بحلم الأمومة بدلا من العيش موصومة من المجتمع ومرفوضة تماما من الرجال.
تجميد البويضات.. بين الإلزام والضرورة
ويقول الدكتور مدحت عامر، رئيس الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية، إن الرجال فقط هم من يلجأون لتجميد حيواناتهم المنوية ولكن قليل من النساء يخترن التجميد، رغم أن مميزاته مهمة جدا لإمكانية الولادة فى المستقبل عبر تقنية بسيطة هى وضع البويضات فى درجة حرارة أقل من الصفر لتوقيف كل العمليات الحيوية والاحتفاظ بها للاستخدام فى وقت آخر.
د مدحت عامر رئيس الجمعية المصرية لرعاية الصحة الإنجابية
وحدد عامر، حالات تحتاج فيها المرأة إلى هذه التقنية تتنوع ما بين كونها حلا نهائيا وما بين كونها ضرورة، مؤكدا أنها تكون ضرورية عندما تعانى الفتاة من نقص مخزون المبيض أو إذا كانت إحدى مريضات السرطان لأن العلاج الكيماوى والإشعاعى يدمران بويضاتها، ويكون ضرورة فى حالة كانت سيدة متزوجة من رجل يعانى من العقم فمع الوقت سيتم علاجه وتحتاج وقتها لبويضاتها التى جمدتها وهى أصغر سنا، حيث إن البويضات تصبح أقل نضجا وجودة مع زيادة العمر، بالإضافة إلى حالة تأخر الفتاة عن الزواج كثيرا وخوفها من عدم إمكانيتها للإنجاب.
زواج مع إيقاف التنفيذ يجعل سمر تلجأ للتجميد
ولعل من بين المتزوجات اللاتى واجهتهن مشكلة خلال زواجهن تمنعهن من الحمل لسنوات، لذلك لجأن لتجميد البويضات، كانت قصة سمر- اسم مستعار–التى تزوجت ثم سافر زوجها بعد أسابيع قليلة إلى العمل بإحدى الدول العربية ولم يعد لها لسنوات رغم دعواتها الكثيرة له بالعودة لأن عمرها يمر وتحتاج لوجوده من أجل إنشاء أسرة.
تقول سمر «واجهت بعده عنى لسنوات وتواجدى فى بيت أهله كثيرا خاصة وأنه تزوجنى وأنا فى عامى الـ38 بعد أن عانيت الحياة تحت بند العنوسة، ولكن ما لم أتقبله هو حرمانى من الأمومة لحين عودته، فقد علمت أن فرصى تتراجع فى الحمل ولفت نظرى الطبيب المتابع لإجراء تجميد للبويضات لحين الحاجة لها، فأقبلت على تجميد بويضات إلى أن ينهى زوجى عمله بالخارج ويعود ليتسنى لنا فرصة الإنجاب».
سمر استسلمت لوضعها الحالى مع زوج طال بعاده وارتضت بعلاقة زواج ناقصة تنقذها من العنوسة ولكن الكثيرات غيرها مازلن يبحثن عن الشخص المناسب واتجهن لنفس التقنية التى تتمثل فى تجميد البويضات لحين الزواج، للمحافظة على خصوبتهن ولكن بطريقة مختلفة لا تعتمد على الدخول من المهبل حفاظا على غشاء البكارة، خاصة وأن لديهن ما يكفى من البويضات فى ذلك الوقت لسحبه بنسب نجاح أقل من خلال البطن أو الشرج.
تحديات يواجهها الأطباء فى طريقة سحب البويضات
الدكتور عمرو حسن، استشارى أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى، الذى اعتبر أن تجميد البويضات مازال لدينا فى طور التجربة رغم العمل به لعامين وذلك يعود لعدة أسباب.
أوضح الدكتور عمرو حسن، أن تجميد البويضات والحيوانات المنوية معمول به فى مصر منذ سنوات عديدة وأثبت نسب نجاح عالية، ولكن التحديات الحقيقية فى التعامل مع تقنية تجميد البويضات هى طريقة سحب البويضات بالسونار المهبلى الذى لا يناسب الفتيات ولكنه لا يجد صعوبة بالخارج بسبب عدم اهتمامهم بغشاء البكارة، لذلك لجأ الأطباء لبدائل غير عملية وهى السحب من البطن وفتحة الشرج.
وأكد استشارى النساء والتوليد، أن مشكلة السحب من فتحة الشرج، تتمثل فى أنها من الأماكن الأكثر عدوى على الإطلاق وبالتالى تلوث العينات، وفى حالة التعامل من خلال البطن يتم فقد الكثير من البويضات فى طريق سحبها، فنجاح سحب البويضات ليس مثل الحيوانات المنوية التى يخرجها الرجل دون معاناة السحب وتفاصيل أماكن السحب التى تقع فيها السيدات.
ومن جانب آخر، قال الدكتور هشام العنانى، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى، إن طريقة سحب البويضات من الشرج تغلبت على عدة تحديات تواجهها من انتقال العدوى من خلال تحضير جيد للأمعاء خاصة الغليظة حتى يضمن الطبيب عدم نقل أى عدوى بكتيرية ويتم سحب البويضات من المبيض من خلال الموجات الصوتية.
وأضاف العنانى، أن السحب من البطن أيضا ليس به أى مشكلات إلا النتائج الضعيفة التى تتمثل فى استخراج 3 بويضات فقط من أصل 10 إذا كان التنشيط أدى لهذا العدد كمتوسط بين السيدات، ولكن من خلال فتحة الشرج قد يتمكن الطبيب من سحبها كلها.
لم تسجل أى حالة حمل فى مصر من بويضة مجمدة
من خلال البحث فى دفاتر مراكز الإخصاب المساعد التى تقدم هذه الخدمة الطبية، لم يتم تلقيح أى بويضة من التى تجميدها إلى الآن وبالتالى ليس هناك أى حالة حمل من بويضة مجمدة فى مصر، ولعل السبب فى حداثة التقنية.
مرحلة سحب البويضة وتنظيفها فى المعمل
5 سنوات حداً أقصى لتجميد البويضات
5 سنوات فقط هو شرط مراكز الإخصاب للتجميد، بعدها يتم إعدام البويضة إن لم تستخدم، وشدد العنانى على أن ذلك إلزام على الطبيب حتى لا يدخل فى مشكلات قانونية ومهنية لأن السيدة قد تكون وصلت لسن اليأس فى هذا الوقت خاصة مع كون %90 ممن يجمدن فى مصر فوق 37 عاما، وبالتالى حملها تزيد فيه المخاطر الصحية للحمل بعد انقطاع الطمث والسن الطبيعى للإنجاب، وكذلك تزيد نسب ولادة طفل بتشوهات عديدة.
أقرت الجمعية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد، أن البويضات المجمدة لا تضمن إعطاء الفرصة بنسب عالية فى السن المتقدم للسيدة، ولكن تكون نسب النجاح فى الحصول على حمل تتراوح فى نسبة بين %36 و%61، وذلك بحسب مدى صحة المرأة ونشاط مبايضها فى السن الذى ستحقن فيه.
تكلفة تجميد البويضات.. من 10 إلى 20 ألف جنيه
تختلف تكلفة تجميد البويضات فى مصر من مركز إخصاب لآخر، وأعداد المقبلات على تجميد بويضاتهن تعد على أصابع اليد كل عام، فقد كشف العنانى عن استقبال 12 حالة فى عام 2017 و4 حالات فقط فى 2016، مؤكدا أن التكلفة من 15 إلى 20ألف خلال 5 خمس سنوات، ومن الممكن دفع هذا المبلغ على أجزاء من خلال دفع عشرة آلاف ثم قسط سنوى ألف جنيه.
البويضة تحت الميكروسكوب
فيما أكد دكتور محمد جبريل، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، أن تجميد البويضات ينقسم تكلفته لعملية السحب 7 آلاف جنيه شاملة مصاريف المركز وأجرة الطبيب، وكل شهر يتم دفع أربعين جنيها من المريضة للتجميد، وهو ما لا يزيد إجماليا عن 10 آلاف جنيه.
الدكتور تامر النحاس، مدرس أمراض النساء والتوليد بالمركز القومى للبحوث، لفت إلى أن تكلفة تجميد البويضات حسب كل معمل وتكون أقل من الحقن المجهرى لأنها لا تشمل عملية تخصيب البويضة ولا ترجيع الأجنة، وبالتالى تتكلف من 12 إلى 14 ألف جنيه شامل التجميد مع دفع اشتراك سنوى 300 جنيه لكل عام.
دكتور تامر النحاس
%25 فقط نسبة نجاح الحمل من بويضات مجمدة
من جانبه، قال الدكتور تامر النحاس، إن نسب نجاح الحمل من بويضات مجمدة تصل إلى 25، وهذا شىء جيد بدلا من فقدان فرصة الإنجاب للأبد، خاصة مع تغير الطبيعة الفكرية للمرأة تجاه الزواج وعزوفها عن الإسراع بالارتباط وهو ما جعل الكثيرات يلجأن فى بدايات الثلاثينات لتجميد بويضاتهن كخطوة تمهيدية لعدم فقد القدرة الإنجابية بينما هى تبنى مستقبلها المهنى وتؤخر زواجها.
التحضير لسحب البويضات
تفاصيل إقرار المريضة عند تجميد البويضات
الإقرار هو الورقة التى تحتوى على كل الشروط التى توافق عليها المريضة وتلتزم بها عند إجراء تجميد البويضات وتوقع عليها، والتى تشتمل على بنود محددة وموحدة لدى كل مراكز الإخصاب، والتى كشف عن تفاصيلها الدكتور تامر النحاس حيث تشتمل على نسب النجاح وأنه لا يجوز استخدام العينة، إلا لصاحبة التجميد ولا يمكن التخلص من العينة إلا بالموافقة ولا يمكن التبرع بالبويضة إطلاقا، وكذلك توصيف الإجراء الطبى المتخذ فى عملية تجميد البويضات والمضاعفات المحتملة.
تقنية ناجحة أم فشل متوقع؟!
تقنية تجميد البويضات، هل هى تجربة متوقع فشلها ولا يمكن أن تتخطى مرحلة التجميد إلى الزرع فى مصر، سؤال يفجر مخاوف جديدة أثاره الدكتور مجدى علما، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، الذى تحدث عن عائق جديد فى طريق هذه التقنية عند محاولة فك البويضة من حالة التجمد للزرع، مؤكدا أن التجميد موجود لكن نسبة نجاح الاسترجاع صعبة والحمل منها صعب.
وأضاف علما، أن نجاح التقنية بالخارج جاء من التقدم الذى وصل إلى درجة إنقاذ جنين عند خروجه بعد 4 شهور فقط من الحمل للحياة ليعيش ولا يموت رغم كونه يزن ربع كيلوجرام، وكل ذلك من خلال التكنولوجيا، ولكن فى مصر هناك مشكلة فى التكنولوجيا وتطبيقها، مشيرا إلى مشكلة خاصة بجزئية الـ«thawing» الاسترداد بعد تجميد البويضة ثم استخدامها فى الحقن المجهرى دون موتها.
صحفية اليوم السابع مع أخصائيي معمل الإخصاب
سلامة العينة بعد التجميد زادت على 70%
فى مواجهة لما أثاره دكتور «مجدى علما»، أكد الدكتور «محمد جبريل»، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر وجود بدائل لرفع نسب نجاح سلامة العينة، مضيفا أن نسب سلامة العينة عند الزرع وصلت لأكثر من %70 بعد أن كانت أقل من %40، بسبب استخدام تقنية التجميد البطىء «vitrification» والتى تحدث بطريقة معينة لا تؤثر على البويضات وهذا التطور حدث فى الخارج وتم نقله لحماية البويضات من التلف.
أمل جديد .. تقنية حديثة أكثر دقة وسهولة بتجميد المبيض
ولم تقتصر حلول وبدائل مشكلات تجميد البويضات فى مصر على ذلك كما أوضح الدكتور محمد جبريل، ولكن أيضا تم طرح تقنية أحدث وأكثر دقة من خلال تجميد جزء من المبيض بعد سحبه بالمنظار ثم إعادته مرة أخرى، والذى قد يعود ليس لمكانه بل للذراع فى حالات أخرى ليس فقط للحمل ولكن أيضا لضبط إفراز الهرمونات النسوية بعد سن اليأس بدل الهرمونات التعويضية التى تسبب مشكلات أكثر.
ومن جانبه، أكد الدكتور تامر النحاس، أن تقنية تجميد جزء من المبيض أو كله بعد سحبه من خلال المنظار أو عملية جراحية بوسائل تكنولوجية دقيقة ثم يعود بعد تمام الشفاء فى حالات السرطانات أو استخراج البويضات منه فى حالات أخرى واسترجاعه سواء كان مبيض واحد أو اثنين حسب الحالة هو أمر حديث وأسهل على المريضة ويعطى نتائج جيدة، مضيفا أنه تم العمل بها فعليا فى مصر خلال هذا العام.
عوائق أول حمل من بويضة مجمدة فى العالم
يكشف الدكتور عمر عبدالعزيز، استشارى أمراض النساء بقصر العينى، كواليس أول حمل من بويضة مجمدة انتهى بولادة طفل، وفقا لما تحدث عنه أشهر أطباء النساء والتوليد فى مصر والخارج وهما الدكتور أبو بكر النشار أستاذ النساء والتوليد بجامعة بنها، والدكتور جون بانسفون أستاذ أمراض النساء والتوليد بمركز نيويورك للخصوبة بمنهاتن الولايات المتحدة الأمريكية، أول حالة ولدت من أكثر من 30 سنة بعد تجميد البويضات واستخدمها، وكانت فى أستراليا سنة 1986، حيث تم رصد هذه العوائق والتغلب عليها بالتقنيات الحديثة:
1 - العائق الأول هو كون مساحة البويضة أقل من حجمها فيكون لديها قابلية أكبر لتكوين جليد.
2 - البويضة بها خلايا دقيقة جدا فالتجميد يكون له تأثير سيئ وأحيانا يدمر الكروموسومات.
3 - سماكة القشرة الخارجية للبويضة وبالتالى تكون غير صالحة للإخصاب.
4 - البويضة هى أكبر خلية فى جسم السيدة وفيها جزء كبير من الماء مما يجعلها صعبة التجمد.
ولادة طفلة من بويضة مجمدة منذ 24 عاما
فى سابقة من نوعها، تمت ولادة طفلة من بويضة تم تجميدها منذ 24 عامًا ونصف العام، ونشرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية عن ولادة الطفلة يوم 25 نوفمبر الماضى، وأنها فى حالة جيدة ومستقرة، وفى مطلع فبراير الماضى وضعت امرأة صينية تبلغ 46 عامًا طفلًا سليمًا، بعد أن حملت أيضا من بويضة مجمدة منذ 17 عاما.
لا يوجد تشريع للتجميد فى مصر
إنجازات الغرب فى هذه التقنية تنقلنا لطبيعة الوضع فى مصر التى مازال لا يوجد فيها تشريع فى القانون لتجميد البويضات، ومن جانبه طالب الدكتور هشام العنانى، بضرورة تطوير القوانين القديمة التى لم تتجدد منذ عام 73 بشأن مهنة الطب، وخاصة أن العصر يتغير بسرعة جدا، وكذلك التقنيات التكنولوجية الطبية، مؤكدا أنه لا يوجد أى تشريع قانونى لتجميد الأجنة والحيوانات المنوية والبويضات فى مصر، رغم أن عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهرى تجرى يوميا.
وأضاف العنانى أنه من الممكن أن يغلق أى مركز إخصاب به تجميد لأنه يعمل بلا تشريع، كما أنه لا يوجد أى قانون بشأن التجميد ينظم العمل، مشيرا إلى أن الوزارة تطرح حاليا مشروعا لمراكز أطفال الأنابيب وتشريعاتها وتتلقى اقتراحات من مراكز الإخصاب لكى تضعها فى الاعتبار قبل أن يتم العمل بها، وسيكون على رأس الاقتراحات فكرة التشريع الجديد.
موقف وزارة الصحة من تقنين العمل فى تجميد البويضات
قال الدكتور شريف الشرقاوى، رئيس اللجنة الوزارية لمراجعة تراخيص مراكز أطفال الأنابيب بالإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، أن اللجنة تم تشكيلها فى يناير 2017، بعد أن عرض الفكرة على الوزارة، لوضع تراخيص وقواعد ملزمة، لأن هناك أماكن لا خبرة لها و«تحت السلم» من مراكز الإخصاب، مضيفا «أنه وضع قواعد للجنة التى تم تشكيلها بحسب القواعد العالمية وشارك فيها أطباء خبرة فى المجال، وما زالت هذه القواعد فى انتظار المناقشة الأخيرة مع الأطباء لبدء تنفيذها حيث يوجد 130 مركزا مرخص فى مصر».
وأضاف الشرقاوى، أن اشتراطات مراكز الإخصاب الجديدة، تشمل قواعد أبرزها ترخيص وزارى يجدد كل عامين وتوافر مواصفات طبية قانونية مع مراعاة الضوابط الدينية والأخلاقية للإخصاب المساعد، وخاصة أن التبرع بالبويضات أو الحيوانات المنوية بمثابة اختلاط أرحام، فيجب تنظيم من خلال آلية التجميد وغيره. قال الشيخ سيد سليمان، عضو لجنة الفتوى فى الأزهر الشريف والممثل عنه فى فعاليات مبادرة حق مريضة السرطان فى الإنجاب، إن التلقيح بكل تفاصيله من بويضة الزوجة والحيوان المنوى الخاص بالزوج أمر حلال شرعا طالما العلاقة الزوجية قائمة، فإذا ما انتهى الزواج إما بالوفاة أو الطلاق قبل أن تجرى هذه العملية سواء كانت تلقيحا صناعيا أو حقنا مجهريا فى رحم الأنثى فلا يجوز، مؤكدا أن وسائل التجميد المختلفة للبويضات أو الحيوانات المنوية التى تتم فى سبيل الصحة الإنجابية دون اختلاط أنساب وبشكل سليم لا مشكلة فيها.
الدين المسيحى: لا تعارض ولكن لماذا الحكم على أمور فى علم الغيب؟
فى هذا الشأن قال القمص عبدالمسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، إن الكتاب المقدس لم يذكر أى شىء من ذلك ولكن لم يمنعنا من التعامل مع البيئة المحيطة بحسب إمكانياتها، واستخدام ما يكتشفه الطب حسب كل عصر، طالما أنه لفائدة الإنسان ومصلحته بشرط أ لا يكون هناك خلط فى الأنساب.
وعقّب القمص على استخدام تجميد البويضات من جانب السيدات اللاتى تأخرن فى الزواج «مفيش مشكلة ولكن لماذا يحكمن على أمور فى علم الغيب».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة