شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، الأحد، افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر ومعرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بحضور المهندس مصطفى مدبولى، القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، والمهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلاً عن مشاركة عدد من مسئولى المنظمات الدولية وشركات الاتصالات العالمية، من بينهم أمينة محمد، نائبة سكرتير عام الأمم المتحدة، وهولين زاو سكرتير عام الاتحاد الدولى للاتصالات.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس تفقد عددا من أجنحة المعرض، منها جناح الحكومة المصرية وأجنحة شركات تصنيع تكنولوجيا الحماية والتأمين وفى مقدمتها الهيئة العربية للتصنيع، وهيئة المجتمعات العمرانية، وكذا صالات عرض الشركات العالمية المشاركة فى المعرض.
واستمع الرئيس إلى كلمة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التى تضمنت عرضاً لجهود تطوير قطاع الاتصالات، التى تشمل افتتاح منطقتين تكنولوجيتين جديدتين، وتدشين مبادرة مجمعات الإبداع التكنولوجى فى جميع محافظات الجمهورية لنشر الإبداع وتعزيز دمج تكنولوجيا المعلومات فى شتى المجالات، فضلاً عن بدء إنتاج أول هاتف محمول مصرى يتم تصنيعه محليا.
وألقى عدد من المسئولين الدوليين كلمات تضمنت عرض جهود التعاون مع مصر فى مجال تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، منهم سكرتير عام الاتحاد الدولى للاتصالات، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر، والمديرة التنفيذية لإحدى شركات تكنولوجيا المعلومات.
كما افتتح الرئيس عدة مشروعات فى مجال تكنولوجيا المعلومات عبر الفيديو كونفرانس، منها المرحلة الأولى من المناطق التكنولوجية فى مدينتى بنى سويف والسادات، وافتتاح مصنع للإلكترونيات فى المنطقة التكنولوجية بأسيوط، والتى تقوم بإنتاج أول هاتف محمول مصرى.
وشهد الرئيس إطلاق برنامج التأشيرات الإلكترونية السياحية لدخول مصر.
وألقى الرئيس كلمة فى افتتاح المعرض، فيما يلى نصها:
"السيدات والسادة،
نلتقى اليوم لنشهد سوياً افتتاح الدورة الجديدة لهذا الملتقى المتميز، واستعراض ما حققه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال عام، ذلك القطاع الحيوى الذى يعد ركيزة أساسية فى خطط الدولة للتحول نحو المجتمع الرقمى المتكامل، كما نشهد اليوم افتتاح أرض المعارض الدولية الجديدة التى تستضيف فعاليات وأنشطة هذا الملتقى المهم.
الإخوة والأخوات، نجنى اليوم ثمار عدة مبادرات تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تحقيق نقلة نوعية فى المجتمع المصرى عبر توطين التكنولوجيا فى محافظات مصر المختلفة، وتوفير البيئة التى تشجع على بناء قدرات الشباب، والنهوض بمجال صناعة وتصميم الإلكترونيات.
نشهد اليوم افتتاح مناطق تكنولوجية أخرى جديدة، فى كل من بنى سويف والسادات لتنضم إلى المناطق التكنولوجية فى أسيوط وبرج العرب، وذلك للإسهام فى تحقيق أحد أهداف الدولة فى تنمية محافظات مصر المختلفة، خاصة فى الصعيد، من خلال فتح آفاق عمل للشباب فى محافظاتهم، وتوفير برامج تدريبية راقية لرفع كفاءة الخريجين وتأهيلهم للعمل فى الشركات العالمية، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية المتطورة والحديثة، التى تشجع هذه الشركات على العمل فى تلك المحافظات.
كما أود التنويه إلى أن الافتتاح الذى تم خلال زيارتى الأخيرة لقبرص، لمركز الإبداع المشترك بين مصر وقبرص واليونان فى المنطقة التكنولوجية ببرج العرب، بهدف تنفيذ مشروعات تكنولوجية مشتركة ونقل الخبرات بين شباب الدول الثلاث، يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه المناطق التكنولوجية تعد بمثابة منارات حضارية وثقافية وليست تكنولوجية فقط، حيث تقوم بتعزيز التواصل بين مختلف دول العالم فى مجالات الابداع وريادة الأعمال المحفزة للشباب، ولذلك فإننى أطالبكم بالمضى قُدُماً فى استكمال مشروع نشر المناطق التكنولوجية فى مختلف ربوع مصر فى أسرع وقت ممكن، بما يساهم فى تحقيق التنمية الشاملة بكافة مستوياتها.
ومع افتتاح مصنع للإلكترونيات فى المنطقة التكنولوجية بأسيوط، نخطو أولى الخطوات على طريق تطوير الإنتاج المحلى للأجهزة الإلكترونية والتوجه نحو تصدير منتج ذى علامة تجارية مصرية، وهو ما سيساعد فى تمكين مصر من التواجد فى أسواق إنتاج وتصدير المنتجات الإلكترونية المختلفة وتبوء المكانة التى تستحقها فى هذه الصناعة.
السيدات والسادة،
إنّ تداخل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى جميع مناحى الحياة، يجعلنا نتمسك بدعم مبادرات التحول نحو المجتمع الرقمى المتكامل، من خلال تطوير نظم وتحقيق تكامل قواعد البيانات القومية، وإنشاء مراكز ومستودعات البيانات الضخمة، بالإضافة إلى تحسين الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطنين، وذلك بالاعتماد على نظم متكاملة للمدفوعات الرقمية.
وفى هذا الإطار، نطلق اليوم مشروع بوابة التأشيرة الإلكترونية السياحية المصرية، كمرحلة أولى من المشروع القومى المتكامل لتطوير آليات العمل التكنولوجية بمراكز معلومات مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، وبناء قواعد بيانات معلوماتية ونظم تحكم ومراقبة توفر السيطرة الدقيقة والقدرة على تحليل البيانات لكل منافذ الجمهورية، كما يوفر المشروع الأدوات والآليات للسفارات والقنصليات المصرية بالخارج لتقديم خدمات منح التأشيرات بالكفاءة والجودة والسرعة المطلوبة، التى تشجع على تنشيط حركة السياحة وزيادة أعداد السائحين.
إن هذه الأفكار الخلاقة التى أرى ثمرة إنتاجها اليوم، تثبت أن الاستثمار فى البشر وعقول هذه الأمة الشابة هو الاستثمار الأمثل، وأن الوصول إلى هؤلاء الشباب بكل الطرق هو الهدف الذى لا يجب أن نحيد عنه، كما أن تهيئة البيئة المواتية لهم لكى يبدعوا هى من أهم أهداف الدولة.
واتساقاً مع ما أعلنته خلال لقائى مع الشباب المبدعين من القطاع فى حفل تخريج الدفعة الأولى لمبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل فى أكتوبر الماضى، عن تقديم المزيد من الدعم لهذه المبادرة؛ والتى نُطلق فى إطارها اليوم برنامج "مبرمجى المستقبل"، والذى يركز على تدريب طلبة المدارس على أحدث التكنولوجيات وأساسيات البرمجة، وذلك بما يتواكب مع الاتجاه العالمى المتصاعد لإدماج البرمجة فى جميع المراحل التعليمية بهدف تنمية الإبداع واكتساب مهارات حل المشكلات لدى الطلاب.
وفى إطار الدور التحفيزى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مواجهة التحديات العالمية ودفع النمو الاقتصادى، وتحقيق أهداف استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، تعقد الحكومة المصرية اتفاقاً مع الأمم المتحدة لإطلاق مركز اقليمى لرعاية الإبداع التكنولوجى فى مصر، وهو الأول من نوعه فى أفريقيا والشرق الأوسط؛ على أن تركز مرحلته الأولى على توفير حلول إبداعية للتحديات فى قطاعات التعليم، والصحة، والصناعة، والزراعة.
السيدات والسادة، إن مصر بينما تواجه تحدياتٍ وصعاب كبيرة ومتنوعة، فإنها تمضى فى مسارات تنموية متعددة بأقصى ما يمكن من سرعة، وأكبر ما يمكن من إنجاز، إيماناً بأن أبناء هذا الوطن المخلصين قادرون على بناء مستقبل مشرق لمصر، يضاهى عظمة تراثها الحضارى العريق.
ختاماً، أتوجه لكم بالشكر على ما تم إنجازه خلال العام الماضى، وأؤكد لكم على دعم الدولة الكامل لهذا القطاع الواعد، متمنياً لكم كل التوفيق والنجاح.
أشكركم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة