انطلق العمال بطريق الكباش بالمنطقة الخلفية المحيطة بديوان محافظة الأقصر وسنترال المدينة، وذلك لإنشاء أسوار خارجية للطريق الذى بدأ العمل فى تجهيزه للسياحة خلال الأسابيع الماضية، وذلك لتغيير الأسوار القديمة المتهالكة وإقامة أسوار جديدة تساعد فى ضمان أكبر درجات التأمين للسياح خلال زيارتهم لطريق الكباش بعد الانتهاء من العمل فيه وافتتاحه رسمياً خلال الشهور المقبلة.
وتشمل خطة إنشاء الأسوار على جانبى طريق الكباش، حسبما يقول عبد الناصر عبد العظيم مدير ترميم آثار الكرنك والكباش، أن يتم العمل فى الوصلة من أمام السنترال بوسط المدينة مروراً بكوبرى ميدان التجارة الجديد حتى كوبرى مكتبة الأقصر العامة بالكرنك حتى منطقة نجع أبو عصبة، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منها خلال الشهر الجارى، وذلك عبر إنشاء الأسوار بالطوب الكبير بجانب العمل فى الممشى الداخلى بين الكباش الذى يجرى تجهيزه أيضاً بتلك المنطقة.
ويضيف عبد الناصر عبد العظيم لـ"اليوم السابع" أن أعمال الترميم للكباش فى الطريق تمت بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية ويتبقى حالياً أجزاء بسيطة ينتظر العمل فيها بوضع اللمسات النهائية عليها فقط بعد انتهاء أعمال الأسوار الداخلية والخارجية للطريق وإقامة الممشى بين الكباش، موضحاً أن رجال الترميم أنهوا ترميم حوالى 625 مترا من الطريق خلف مكتبة الأقصر، ويجرى عمل سور حولها لحمايتها وكذلك تركيب الإضاءة فيها، كما تم العمل فى جزء كبير من المنطقة الخاصة بالطريق من نجع أبو عصبة حتى معبد الكرنك وكذلك يحتاج استكمال اللمسات الأخيرة فيه بأجزاء بسيطة من الترميم ويحتاج تركيب الإضاءة، وكذلك تم الانتهاء تماماً من ترميم 150 مترا من الطريق قابعة داخل معبد الأقصر وتم تركيب الإضاءة بالكامل.
وكانت قد كشفت مصادر لـ"اليوم السابع"، أنه لاستكمال الطريق تم الاتفاق على إزالة أجزاء بسيطة من مبنى الكنيسة التى تقع على طريق الكباش، وذلك لاستكمال مشروع الحلم التاريخى للمحافظة، والذى تعطل العمل فيه أكثر من مرة فى السنوات المقبلة، حيث بدأت بالفعل الأعمال خلف الكنيسة بتجهيز السور على الجانبين بمنطقة الكنيسة وكذلك عمل الممشى الداخلى بين الكباش، لإنهاء أعمال إحياء وإعادة فتح طريق الكباش وتحويل الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح، والتى بدأت منذ أكثر من 8 سنوات سابقة ومرت على عهود أكثر من محافظ ورئيس للحكومة ولم ينتهى حتى الآن، وتم خلال تلك السنوات الماضية نقل أكثر من 424 منزلا و6 مساجد ومقابر دول الكومنولث وكذلك استراحة محافظ الأقصر وقسم شرطة الأقصر.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من العمل بالمشروع خلال الأشهر المقبلة حيث تصطف على جانبى "طريق الكباش" (طوله 2700 متر وعرضه 70 متراً) مئات التماثيل الأثرية الشهيرة، فقبل أكثر من خمسة آلاف عام، شقّ ملوك مصر الفرعونية فى طيبة (الأقصر حالياً) طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب، تتبعه عليّة القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شقّ هذا الطريق الملك امنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاقة تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية (آخر أسر عصر الفراعنة).
ويتيح طريق الكباش للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك التمتع برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً أن الأسد يرمز، فى التاريخ الفرعونى، إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، أما الكبش فيعود إلى "خنوم" - أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة وهو، بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة (120X 230 سنتيمتراً) من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق، ومع مرور آلاف السنوات اختفت تماماً معظم معالم هذا الطريق المقدس، ليظهر بدلاً منها بيوت ومنازل عشوائية وأراض زراعية حجبت عن السائحين الملامح التاريخية لواحد من أهم الطرق الأثرية فى العالم وأجملها، ودفنت التماثيل الفرعونية ودمرتها مياه الرى والصرف الصحى التى كانت تغمر تلك الأعمال الفنية التاريخية.
أما محمد بدر محافظ الأقصر، فقد كشف بأنه يتم العمل على قدم وساق للعمال والمقاولين داخل طريق الكباش حالياً لإنهاء كافة الأسوار والممشى الداخلى، وذلك لإنهاؤها فى أقرب وقت ممكن، مشدداً على أن"طريق الكباش" يعتبر مشروع عالمى يربط بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر، حيث أنه لدى انتهائه لا يستطيع أحد فى العالم أن يقول أن مصر ليس لديها أكبر متحف مفتوح فى العالم، وستتم إقامة أكبر افتتاح تاريخى غير مسبوق فى العالم.
العمال يواصلون مهمتهم فى إنشاء أسوار خارجية بمحيط "طريق الكباش"
الأسوار الخاصة بطريق الكباش مهمتها تأمين جولات السائحين داخله
مدير ترميم الكرنك والكباش: أنهينها ترميم أكثر من 775 متراً بالطريق
ترميم الكباش تنتظر إنهاء الأسوار والممشى بين الكباش لوضع اللمسات النهائية
العمال خلال إزالة الأسوار القديمة المتهالكة لتركيب الجديدة
جانب من أعمال انشاء اسوار جديدة لطريق الكباش
الإنارة تدخل طريق الكباش مؤخراً بعد الترميمات بمحيط معبد الأقصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة