التقرير الطبى للأشقاء المعاقين: مصابون بالتخلف العقلى وتيبس كامل بالمفاصل وضمور بالعضلات
الابن الأكبر: رفضت الزواج لأساعد والدى وأشقائى
محافظ سوهاج يكلف برعاية الحالتين وصرف معاش اجتماعى
رئيس مدينة طما: توصيل الكهرباء وسقف للغرفة فورًا
وكشف التقرير الصحى للفتاة وشقيقها عن أن حالتيهما الصحية متدهورة جدًا، فالمنزل بلا إنارة ولا مياه وما زالوا حتى الآن يستخدمون اللمبة "العويل" واللمبة الجاز التى كانت تستخدم فى أيام السبعينيات، والمياه يحصلون عليها إما من طلمبة حبشية أو من "قناية" تمر من أمام المنزل يستخدمها الأهالى فى عملية رى الأراضى.
الصدفة وحدها هى من كشفت عن تلك المأساة التى يعيشها الفتاة والشاب عندما قرر شقيقهما محمد حسنى الذى يعمل مدرسًا للعلوم أن يستخرج لهما بطاقة رقم قومى لكى يحصل لهما على معاش لمساعدته فى المصاريف بعد أن ثقل الحمل عليه ولم يستطع الإنفاق عليهما من راتبه.
فى البداية يقول محمد حسنى شقيق الشاب والفتاة لـ"اليوم السابع" إننى أعمل مدرسًا لمادة العلوم بالتربية والتعليم وحصلت على المؤهل من جامعة أسيوط من ذلك المنزل المتواضع، وأقيم فيه وعمرى الآن 48 عامًا وفضلت عدم الزواج والاستمرار فى رعاية شقيقى فأنا أقوم بكل الرعاية لهما بعد وفاة والدتهما منذ 10 أعوام تقريبًا، أطعمهما وأقوم بتغسيلهما كلما لزم الأمر وأرعى والدى أيضًا البالغ من العمر 75 عامًا.
وأضاف لـ"اليوم السابع": "أخواتى منذ ولادتهما وهما معاقان لا يستطيعان الحركة وشقيقتى آمال رفضت أن تعيش داخل الغرفة وهى تعيش أمام المنزل وعندما تدخل إلى المنزل تصرخ وهى على هذا الحال منذ 15 عامًا تقريبًا تعانى العديد من الأمراض وأنا أتعامل معها طبقًا للظروف المعيشية الخاصة بها وشقيقى دائم التواجد داخل الغرفة المظلمة وكلاهما لا يتعاملان مع أحد غيرى ووالدهما".
وتابع محمد حسنى: عندما كثرت المصاريف علىَّ قررت أن أستخرج لهما بطاقات رقم القومى كى يحصلا على معاش وعندها علم المجلس القومى للمرأة وحضر لاستخراج بطاقات لهما وشاهد الحالة الخاصة بهما وتم إبلاغ المسئولين عن حالتهما وتم التحرك ونقلهما للمستشفى المركزى للعلاج وتلقى الرعاية الطبية.
وأكد أن المنزل لا توجد به إنارة ولا مياه ونعيش بعيدًا عن أعين الناس ولا يعلم عنا أحد شيء وأنا تعلمت حتى تخرجت على لمبة جاز وبالرغم من أن المادة التى أقوم بتدريسها مادة حيوية إلا أننى أرفض الدروس الخصوصية وكرست كل ما أملك من وقت ومال للإنفاق على أسرتى.
وعلى الفور، انتقل أحمد شاكر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طما، إلى مكان إقامتهما بقرية الحما بمركز طما وتم نقل الشقيقين المعاقين بسيارة الإسعاف إلى مستشفى طما المركزى لإجراء الفحوصات الطبية لهما حيث إنهما مصابان بالتخلف العقلى وتيبس كامل بالمفاصل وضمور بالعضلات ويعانيان من عدم النظافة والإهمال وتم إيداعهما إحدى الغرف بالمستشفى للإقامة مع توفير الملابس والوجبات الغذائية والرعاية الطبية الكاملة.
وقال أحمد شاكر، رئيس مركز ومدينة طما لـ"اليوم السابع"، إنه تجرى الآن أعمال توصيل الكهرباء والمياه للمنزل بالإضافة إلى عمل سقف لإحدى الغرف مؤقتًا لنقل إليها الشاب والفتاة بعد تلقيهما العلاج بالمستشفى وتم صرف أسرة ومراتب وبطاطين من التضامن الاجتماعى للحالة وسوف يتم التواصل مع المجتمع المدنى من لاستكمال باقى الأعمال للمنزل.
وشدد محافظ سوهاج على مديرية التضامن الاجتماعى بصرف معاش اجتماعى لهم والتنسيق مع المجتمع المدنى لتوفير مسكن صحى لهما ومستلزمات المعيشة من ملبس ومواد غذائية ويتم علاجهما على نفقة الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة