أحب ساندرا نشأت وبتبسط بمشاهدة أفلامها
وإيناس الدغيدى فتحت الباب لجيل من المخرجات
استفدت من كل مخرج ساعدته.. وعاطف الطيب أفضل من يوجه ممثليه.. ورضوان الكاشف علمنى حب الحياة
عمل وراء الآخر تثبت المخرجة كاملة أبو ذكرى أنها مخرجة موهوبة لديها قدرة كبيرة على صناعة أعمال ممتعة تحمل وجهة نظر، وقدمت بالفعل قائمة كبيرة من الأعمال الناجحة سواء فى السينما كأفلام «واحد صفر « و «ملك وكتابة» و«يوم للستات» وفى الدراما التليفزيونية «ذات» و«واحة الغروب» و«سجن النساء» مما جعلها معروفة بالاسم لدى رجل الشارع المهتم.. كما أنها مخرجة تجيد إدارة الممثل وتغير وتطور شكل ومضمون وأداء النجوم الذين يعملون معها وتدخلهم فى تحدٍّ كبير وهذا وجدناه مع نيللى كريم ومنة شلبى وخالد النبوى وأحمد داود وخلال حوارها مع «اليوم السابع» تكشف المخرجة الكبيرة عن مشروعها الجديد الذى تتعاون فيه مع النجمة شريهان وخوضها تجربة الإخراج المسرحى لأول مرة.
لماذا لن تقدم كاملة أبو ذكرى عملا تليفزيونيا لرمضان المقبل؟
لدى وجهة نظر فى تقديم أى عمل فنى، سواء سينمائى أو تليفزيونى وهو أننى لا بد أن أفكر، وأن أحصل على قسط من الراحة بعد عمل وآخر لأنها مهمة لى كمخرجة لأننى حينما أدخل فى تصوير عمل لا يوجد لدى وقت للنوم، ولذلك لابد من تسخير وقت بعد كل عمل لاكتشاف الحياة والمذاكرة والقراءة والسفر ومشاهدة الأفلام، لأن هذه الأشياء مفيدة لأى مخرج، بالإضافة إلى أننى لدى بنتى وزوجى وبيتى وهذه حياة مهمة لأننى أثناء تصوير واحة الغروب تركت أسرتى لمدة 6 شهور ولذلك فهذه الفترة أقضيها مع عائلتى.
كيف أصبح اسم كاملة أبو ذكرى معروفا لدى الجمهور مثله مثل نجوم أعمالك؟
أعتقد أننى لم أصل لهذه المرحلة لكنى أتمناها، وأعتقد أن المسلسلات هى التى جعلت اسمى معروفا، وما زال لدى الكثير من الوقت والأعمال وتراكماتها ليكون اسمى محفوظا لدى الناس، مثل يوسف شاهين وبركات ومحمد خان وحسن الإمام وغيرهم فهذه كلها أسماء أتمنى أن أكون «ربعهم».
المخرجة كاملة ابو ذكري في حوارها مع الزميل جمال عبد الناصر
هل تجربتك الأولى فى الفيلم الروائى القصير «قطار الساعة الخامسة» كانت البداية لانطلاق مخرجة واعدة؟
الفيلم القصير أو التسجيلى لا بد أن يكون البداية لأى مخرج وأيضا العمل كمساعد مخرج فى أكثر من عمل سينمائى، وأنا فعلت ذلك، فقد ساعدت الكثير من المخرجين، ومنهم رضوان الكاشف ونادر جلال وعاطف الطيب وعلى إدريس ووائل إحسان والدكتور محمد كامل القليوبى.
ومن هو أكثر مخرج استفادت منه كاملة أبوذكرى فى عملها كمساعدة له؟
كل مخرج أفادنى فى شىء، فالأستاذ عاطف الطيب عملت معه وأنا لدى 16 سنة فى أول سنة بالمعهد العالى للسينما ودخلت لأتدرب معه قبل المعهد فى فيلم «دماء على الأسفلت» كما عملت معه فيلم «كشف المستور» وهو مخرج مهم جدا، وقد استفدت منه حب العمل، ولكنه أفنى عمره فى عمله ومات صغيرا، واستفدت منه كيف يوجه الممثل فهو يوجهه بمنتهى الهدوء ويذهب للممثل ويقول له «كلمة» فى أذنه، وبعدها تجد الممثل يتحول وقال لى: عندما يصدق المخرج الشخصيات التى يقدمها سوف يكتشف الممثل الذى يعمل معه ويكذب، فهذا إحساس وأنا أحاول أن أفعل مثله أما المخرج رضوان الكاشف فتعلمت منه حب الحياة والحرية والجرأة وعدم الخوف وكسر كل القواعد فقد فتح لى بابا لم أكن أعرفه، وتعلمت من المخرج نادر جلال «التكنيك» ويعنى إيه إخراج وكيف أصبح مؤدبة جدا فى العمل الإخراجى والناس جميعا تحترمنى وتحبنى، أما المخرج الكبير محمد خان فلم أعمل معه، لكنى تعلمت من أفلامه ومن صداقتنا فهو مخرج محب للحرية، وهو كان مثل الطفل ويعمل كل عمل وكأنه شاب فى بداياته فهو لم «يعجز» حتى آخر حياته فهو يمنح الطاقة لمن حوله ولديه طاقة كبيرة جدا افتقدناها جدا.
المخرجة كاملة ابو ذكري في حوارها لليوم السابع
بدأت فى السينما كمخرجة وحققت نجاحات فلماذا اتجهت مؤخرا للدراما التليفزيونية؟
كان لدى خوف كبير لكن أغلب السينمائيين اتجهوا للتليفزيون، ومن لم يدخل سوق الدراما التليفزيونية من السينمائيين لديه مورد رزق آخر هو الإعلانات، ولكن كل السينمائيين أو أغلبهم حينما توقفت السينما وعرض على المنتج جابى خورى إخراج عمل تليفزيونى وهو مسلسل «ذات» وافقت على أمل أن تنهض السينما وأعود لها مرة أخرى، ولكن استمرت الأزمة وتوقفت السينما، فكل السينمائيين اتجهوا للدراما وهذا أفاد الدراما التليفزيونية كثيرا، لأنها كانت مصابة بانحدار وأحدثوا نقلة نوعية فى الدراما التليفزيونية وخاصة فى الصورة وأداء الممثلين وعناصر كثيرة، بالإضافة إلى أننى لدى طاقة، ولا بد من العمل، لذلك اتجهت للدراما التليفزيونية، ولكنى خلال الفترة التى عملت فيها بالتليفزيون قدمت «يوم للستات» بأجور رمزية لحبنا فى السينما و90% من أجور العاملين فى الفيلم لم تتجاوز الربع، وأيضا إضافة إلى ذلك ستجد أننى لن أستطيع تقديم عمل مثل «واحة الغروب» فى السينما، لكننى قدمته فى التليفزيون فلن أجد منتجا يقدم فيلما عن واحة الغروب فنحن نفتقد الفيلم التاريخى ولذلك واحة الغروب كانت حلما لى قدمته فى التليفزيون.
كيف تدير كاملة أبو ذكرى ممثليها ولماذا نجدهم مختلفين فى أعمالك.. نيللى كريم مثلا؟
أولا أنا أكون «مصدقة» جدا لما أقدمه، وهذا يجعلنى أعرف الكاذب من الصادق فى أدائه، وهذا تعلمته من أستاذى المخرج الكبير الراحل عاطف الطيب وثانيا أننى أعتبر أن الممثل هو أهم حاجة ورقم واحد فلو المخرج قدم صورة جيدة وأحلى موسيقى وأحلى إضاءة وأحلى سيناريو ولكن الممثل ضعيف فسوف يفشل العمل ككل، فالممثل هو أول متلقى للمشاهد وبقية العناصر تكميلية ولذلك أشغل بالى جدا بالممثل وأدائه ومدى صدقه وأنا أحب دائما المجازفة ولذلك قدمت أحمد داود الذى كان يظهر دائما الطيب «الكيوت» فى دور «صابر» فى سجن النساء الحقير البلطجى ومع روبى أيضا قدمتها «شغالة» ومن قبل نيللى فى فيلم «واحد صفر» فأنا أحب المجازفة فى تقديم الممثلين ولا أحب القوالب التى يضعها المخرجون للممثلين وهذا ما فعلته كتحدٍّ مع منة شلبى، فقدمتها أنها خواجاية من أيرلندا، فلابد أن تستفز الممثل وتدخله معك فى التحدى لكى يبذل مجهودًا.
هل لابد للمخرج أن يحب الممثل؟
بكل تأكيد لا بد للمخرج أن يحب الممثل وأنا كذلك، فهناك مخرجون يغيرون من الممثل وتقول: «اشمعنى هو مشهور وأنا لا» لكنى مقتنعة أن هذا طبيعى فنجومية المخرج لن تصل، مهما كان، لنجومية الممثل والمخرج ارتضى بذلك، فمثلا نجومية أى مخرج لن تكون مثل أحمد زكى مثلا أو سعاد حسنى أو أحمد السقا، وأنا أغضب جدا من ممثل يكون سلوكه فى العمل سيئا لأننى لا أحب أن أكره الممثل فلابد أن أحبهم حتى لا يؤثر ذلك علىّ كمخرجة، وهذا حدث لى مع ممثلة كانت سيئة جدا وتتأخر، فأصبحت طول الوقت أنادى عليها باسم الشخصية، لأنها كانت قليلة الأدب فى التأخير والتعامل مع الناس، وكنا ننتظرها بالسبع ساعات وكان ذلك فى مسلسل «ذات» والمنتج طلب منى أن استبعدها ونغير فى السيناريو، ونقول إنها ماتت فى المسلسل وما أسهل ذلك لكنى رفضت واضطررت لاستكمال العمل.
كيف تختار كاملة أبو ذكرى أعمالها؟
أوقات تعرض علىّ أعمال جيدة، وأحيانا أخرى أنا أعجب بسيناريو أو رواية، وأذهب للمنتج وأقول له: «عايزه أعمل ده» فالعملية الإخراجية بالنسبة لى إحساس ويختلف الاختيار من وقت لآخر والمقاييس والاختيارات.
قالت لليوم السابع انها تكره مصطلح سينما المرأة ومحمد خان خير من عبر عنها
هل تعاملك كمخرجة مع عمل أدبى يُحوَّل لعمل فنى أفضل من سيناريو مؤلَف بدون اقتباس من أدب؟
قدمت كمخرجة الأدب فى «ذات» و«واحة الغروب» و«سجن النساء» برغم أننا غيرنا الكثير فى الأخيرة لأنها فى الأصل مسرحية وأنا أعتبر الأدب يسهل أشياء ويصعب أيضا أشياء أخرى، فبناء الشخصيات والتسلسل الدرامى والتخيل يكون من الأمور التى تسهل على المخرج حينما يتعامل مع الأدب، ولكن الصعوبة فى المقارنة لأنه دائما تكون الرواية أفضل من الفيلم، ومن المسلسل لأن الرواية تفتح معك الخيال أكثر.
وماذا كانت ردود أفعال الأدباء الذين أخذتِ من أعمالهم ؟
الكاتب والروائى الكبير صنع الله إبراهيم مثلا لم أساله سؤالا مباشرا ولكنى قرأت له حوارا قال فيه: «نسيت أننى الذى كتبت رواية ذات وبدأت أتابع مسلسل عاجبنى» وهذه شهادة مهمة.
أما الأستاذ بهاء طاهر فى واحة الغروب فقد عرفت من بناته أنه «مبسوط» وهذا أسعدنى لأن لدى وجهة نظر مهمة، وهى أن الكاتب لابد أن يكون سعيدا بعمله على الشاشة ولا يشعر أنه تم تشويهه أو تغيير وجهة نظره، وأنا دائما كنت أقول إذا لم نقدم العمل الأدبى بشكل جيد وبالبلدى كده «مش قده» فلا نقدمه ونتركه فى المكتبة ككتاب أفضل، فهذا احترام له، ولكنى الحمد لله الأديبان رضيا عن أعمالى.
لماذا غيرت فريق الممثلين شبه الثابتين فى أعمالك مثل نيللى كريم مثلا؟
نيللى كريم كان عن قصد لأننى شعرت أننى قدمت معها عدة أعمال ناجحة ولكنى لا أحب فكرة أن أكون مخرجة ممثل رغم أننى أحب نيللى جدا وأرتاح معها جدا لكنى لا أحب هذه الفكرة، وهذا ليس فى مصلحتى ولا مصلحتها لأنها من الممكن أن تتعامل مع مخرجين آخرين وتستفيد منهم ويخرجون منها طاقة مختلفة ويشاهدون فيها أشياء أخرى لم أرها وأنا كذلك لابد أن أتعامل مع ممثلين آخرين وأرى أشياء جديدة فيهم ومع نيللى قدمت معها نجاحا كبيرا وكل التحديات قدمتها، ولذلك تخوفت ألا أقدم معها جديدا فقررت أن ننفصل عملين أو ثلاثة ثم نرجع مرة أخرى حتى لا أتحول لمخرجة الممثل.
قالت انها رفضت الاستمرار مع نيللي كريم حتي لا تكون مخرجة الممثل الواحد
أما مريم نعوم فأنا أرتاح معها كسيناريست لكنى تعاملت مع آخرين لكن مريم أفهمها وتفهمنى جيدا وأنا عموما أتعامل مع من أرتاح معهم مثل نانسى عبد الفتاح مديرة التصوير، فهى صديقة عمرى ولدينا أمور كثيرة مشتركة وذوقنا واحد وإحساسنا واحد وهناك «كيميا» بيننا وهى مديرة تصوير فنانة جدا ودرست «فن تشكيلى» وهذا يظهر فى أعمالها.
لماذا نجد الغلبة العددية فى مهنة الإخراج للرجال وليس للنساء؟
لأنها مهنة صعبة جدا وهذا فى العالم كله وليس فى مصر فقط، فالمخرج أثناء التصوير يترك منزله ولا ينام، ولذلك يؤثر الإخراج على المرأة كأم وزوجة ولابد أن تبذل مجهودا كبيرا جدا حتى تحافظ على بيتها، وأنا بنتى لو قالت لى إننى أريد أن اعمل مخرجة فسوف أمنعها.
ومَن مِن المخرجات اللاتى تحبينهن وتأثرت بهن؟
أحب ساندرا نشأت جدا لأنها أثبتت نفسها وتجعلك عند مشاهدة أى فيلم لها «مبسوط» تعرف كيف تختار الألوان ولديها صورة حلوة وأثبتت نفسها، ولكن زواجها جعلها تبتعد قليلا، وأنا ساعدنى أننى أنجبت مبكرا فهذا أفادنى كثيرا فى عملى كمخرجة وأحب أيضا هالة خليل وشغلها.
لماذا لم تذكرى المخرجة إيناس الدغيدى؟
بعيدا عن حبى لأفلامها أو لا أو كونى اتفق معها أو أختلف، فهى رائدة لأنها فتحت الباب لكل المخرجات فقبلها لم تظهر لنا مخرجة، هى مخرجة ناجحة وتنافس الرجال والنجوم كانوا يحبون العمل معها حيث وضعت اسمها كمخرجة وأفلامها حققت إيرادات وفتحت الباب لأجيال كثيرة من المخرجات وأحب جرأتها جدا وأنها تقول ما يعجبها ولا يهمها رأى الناس، فهى شجاعة ولا يهمها رأى المجتمع فيها، ورأيها الذى تقوله علنا رأى ناس كثيرة لكنها تخشى التصريح به لكنها هى الأجرأ وأنا أحترم فيها ذلك.
ما رأيك فيما يسمى بسينما المرأة؟ ومهرجانات سينما المرأة؟
لا أحب هذه التسمية، وهذا المصطلح، فالتخصص هنا مثله مثلما نقول «سينما الشواذ»، فالمرأة هى المجتمع وليست غريبة لنخصص لها سينما وأنا رأيى أن السينما تشمل الرجل والمرأة برغم أننى سافرت لمهرجانات مثل مهرجان «سلا» بالمغرب وهو مخصص لسينما المرأة، لكنى اكتشفت أن المرأة مقهورة فى العالم كله وليس فقط فى المنطقة العربية ولكن بأشكال مختلفة لكنى لا أحب هذا المصطلح «سينما المرأة» وهناك مخرجون يقدمون سينما للمرأة أفضل من المخرجات، وهناك مخرجات تقدم سينما المرأة بشكل يغضبنى، فالمخرج محمد خان أفضل من تحدث عن المرأة فى أفلامه فى «أحلام هند وكاميليا» و«وفتاة المصنع» و«فى شقة مصر الجديدة» فهو مخرج يحب المرأة ويحترمها.
كاملة ابو ذكري تتمني اخراج اعمال هؤلاء الفنانين
ماذا كان وقع عدم وجود فيلم مصرى فى مهرجان القاهرة عليكِ كمخرجة؟
كنت غاضبة جدا وهذا «عيب» ولكن ماذا نفعل فالواقع يؤكد أنه لم يكن هناك فيلم وهنا لا بد أن تتدخل الدولة، والفيلمان اللذين قدمانى كمخرجة و«عملونى» كانا من إنتاج الدولة وهما «واحد صفر» و«ملك وكتابة» كانا إنتاج جهاز السينما وشاركا فى مهرجانات كثيرة.
ما هو مشروع كاملة أبوذكرى الذى تحلم بتحقيقه؟
نفسى أعمل فيلما سينمائيا عن قصة حب بشكل جديد، وأعمل فيلما آخر استعراضيا غنائيا على غرار فيلم «ماما ميا» وحاليا أريد البعد عن السياسة قليلا فى عملى القادم، لأننى قدمت أعمالا كثيرة كلها «سياسة» وأريد أن أمنح المشاهد طاقة إيجابية من خلال قصة حب، ولكن مشروعى القادم عمل مسرحي مع النجمة شريهان عن قصة «كارمن» وسيكون استعراضيا غنائيا من تأليف تامر حبيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة