كان 2017 عاما سيئا بالنسبة لفنزويلا ، من جميع النواحى الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية ، ولكن هل ستكون الانتخابات الرئاسية المقررة مارس 2018 ، نهاية للديكتاتور نيكولاس مادورو، الذى انتشر فى عهده الاستبداد، وارتفاع عدد القتلى، وهل من الممكن أن تعود فنزويلا مثلما كانت أكبر دولة لديها احتياطى نفط فى العالم.
وعلى الرغم من أن البعض لديه الأمل فى ان تنتهى الأزمة الاقتصادية والسياسية التى تمر بها فنزويلا فى عام 2018 ، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن الوضع فى البلد الأمريكى اللاتينى سيزداد سوءا فى العام المقبل، حيث وصل نسبة الانكماش الاقتصادى 12% فى عام 2017 ، بمعدل تضخم 700% ، ونقص عام فى الغذاء والأدوية، ولكن هناك بيانات جديدة تبين أن الوضع سيزداد سوءا فى عام 2018.
ويرى الخبراء أن فنزويلا دخلت مرحلة جديدة من التدهور الاقتصادى و التضخم المفرط ، وسترتفع الأسعار أكثر من 50% شهريا فى العام الجديد.
ووفقا لأليخاندرو ويرنر رئيس قسم امريكا اللاتينية لصندوق النقد الدولى، فإنه حذر أن الاقتصاد الفنزويلى سيدخل فى منطقة تضخم شديدة فى بداية عام 2018، وهناك توقعات من الصندوق الدولى أن يصل معدلات التضخم المتراكم إلى حوالى 2.400% فى عام 2018، مع انخفاض الناتج المحلى الإجمالى فى البلاد بأكثر من 10%.
مادورو فى رسم كاريكاتيرى ينتقد نظام حكمه
وإذا تحققت هذه التوقعات ، فإن اقتصاد فنزويلا فى نهاية عام 2018 سيكون أقل من نصف ما كان عليه قبل أربع سنوات، مما يعنى أن الانكماش الاقتصادى سيصل فى 2018 سيصل إلى 50%.
ويؤدى تعميق المشاكل الاقتصادية بطبيعة الحال إلى المزيد من الانخفاض فى مستويات المعيشة ومشاكل صحية أكبر والمزيد من الاوبئة والمزيد من الهجرة إلى الدول المجاورة، حيث توجه أكثر من مليونى فنزويلى بالفعل إلى كولومبيا والبرازيل وبنما والولايات المتحدة منذ عام 1999، ويمكن لملايين آخرين أن يسيروا على خطاهم.
وقال لويس البرتو مورينو ، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية (بى أى دى) وأحد الزعماء الاقتصاديين الرئيسيين فى المنطقة، إن "التضخم سيستمر فى النمو مثل كرة الثلج"، ومن الصعب أن نعرف إلى متى سيصبح ديكتاتور فنزويلا نيكولاس مادورو، قادرا على السيطرة على بلد مع التضخم المفرط.
كما هناك العديد من التوقعات أن تزداد الاحتجاجات المناهضة لمادورو فى عام 2018 ، رغم أن فنزويلا تعرضت لاحتجاجات لمدة اربعة أشهر أسفرت عن مقتل 150 شخصا وأكثر من 5000 معتقل فى 2017، وفى المقابل سيزداد الاستبداد من قبل الحكومة.
وإذا لم يكثف زعماء أمريكا اللاتينية ضغوطهم على مادورو للسماح بإجراء انتخابات حرة مع سلطات انتخابية مستقلة ومراقبين أجانب يتمتعون بالمصادقية، وهذا صعب أن يحدث فى ظل استبداد مادورو وسيطرته على البلاد خاصة بعد سيطرته على الجمعية التأسيسية وتهديد المعارضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة