إذا حاولنا اختيار لقب للمخرج خالد جلال فسنجد الكثير من الألقاب نمنحها له فهو (الأستاذ) و(صانع النجوم) و(مكتشف المواهب)، وغيرها من الألقاب لأنه بالفعل يقوم بهذا الدور فنيا على أكمل وجه، وتتلخص أستاذيته فى كونه يخرج أجيالا من الفنانين من خلال مشروعه الناجح فى مركز الإبداع الفنى الذى بدأه عام 2003 بتأهيل فنانين يمتلكون الشمولية فى الفن وخرجت من تحت يده أفواجا من الفنانين يتصدرون المشهد الفنى، سواء كأبطال رئيسيين لبعض الأعمال أو كأبطال مشاركين بقوة فى البعض الآخر.
خالد جلال هو الأفضل عام 2017 كمخرج مسرحى بما قدمه من مسرح يحترم عقلية المشاهد فى مسرحيته "سلم نفسك"، التى يجمع خلالها أكثر من 25 فنانا مدربين على التمثيل والغناء والرقص وكل فنون الأداء، فخالد جلال له طريقته فى صناعة النجم التى كنت أحد تلامذته فيها، فهو لديه الحاسة التى تجعله يوظف الموهبة التى أمامه فى مكانها، ولديه عشق فى التعامل مع المواهب الجديدة، وهى ملكة لا تجدها فى الكثير من أساتذة الأكاديميات الفنية، وفنانون كثيرون دخلوا ورشته وهم خريجين معاهد فنية ودارسين للفن، ولكنهم لم يلمعوا ولم يخرجوا من عنق الزجاجة إلا من تحت يديه ومن مدرسته التى أخرجت لنا نجوما حاليًا، منهم على سبيل المثال وليس الحصر الفنانون نضال الشافعى ومحمد شاهين وبيومى فؤاد ياسر الطوبجى وسامح حسين وإيمان السيد ومحمد فراج ومحمد سلام وعلى ربيع وأوس أوس وهشام اسماعيل وأحمد السلكاوى ومحمد الصغير، وكل نجوم تياترو مصر ومسرح مصر مروا على مدرسته وأخذهم الفنان أشرف عبد الباقى من مركزه الفنى بالأوبرا.
يقدم خالد جلال أيضا مشروعا يحمل عنوان "نجوم المسرح الجامعى" فهو لم يكتف بتقديم المواهب من الجامعات الفنية وإتاحة الفرصة لهم لتقديم مواهبهم، ولكنه يكرم أيضًا رموز المسرح الجامعى من نجومنا الكبار ليقول للمواهب الجديدة فى مهرجانه أن هؤلاء كانوا فى يوما من الأيام مثلكم، وهذه رسالة مهمة تعطى للأجيال الجديدة دفعة قوية وأمل فى المستقبل، بالإضافة لكونها مهمة وطنية فتكريم النجوم الكبار بجوار الشباب يعيد لدينا قيمة استعادة القدوة التى ما أحوجنا إليها اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة