فى الحرب ضد الإرهاب يجب أن تتحلى وسائل الإعلام بدور «البطل النبيل»، الذى يقف فى ظهر الدولة المصرية، فى حربها المصيرية ضد قوى الشر، فلا يكون داعماً ولا مسانداً ولا لاعباً لأدوار تحوم حولها الشبهات، وكانت الهيئة الوطنية للصحافة التى أتشرف برئاستها, حريصة على وضع المعايير التى تحدد هذا الدور، وتناولنا الجانب الأول منه فى مقال أمس.
وسائل الإعلام يجب أن تلعب دورها فى حث المواطنين على المساهمة بما لديهم من معلومات تساعد أجهزة الأمن فى الوصول إلى الجناة وضرب أوكارهم سواء قبل وقوع العمليات الإرهابية أو أثناءها أو بعدها، ليبنى المواطن قناعاته ويتخذ موافقة ورفع درجات الوعى الشعبى، وضرورة وجود علاقات وثيقة بين أجهزة الأمن والمواطنين ووسائل الإعلام لتكامل الجهود وترسيخ التعاون.
من الأهمية الإسراع بتنفيذ دعوة السيد الرئيس بإنتاج أعمال سينمائية ودرامية تهتم بالقضايا الوطنية وإيقاظ القوة الناعمة المصرية التى شكلت على مر العصور سياجاً قوياً يحمى أبناء الوطن من التيارات التى تتنافى مع قيمه ومبادئه ومثله العليا، وفى صدارتها إذكاء روح التسامح والحوار والحفاظ على النسيج القوى للشعب المصرى، وأن تكون الصحافة هى الجسر لوصول هذه الأعمال المهمة إلى الرأى العام عوضاً عن الثقافات الدخيلة التى تهب على مجتمعنا من الشرق والغرب.
إن دعوتنا تنطلق من المعايير الدولية، التى تحظر نشر أى مواد يتضمن محتواها تحريض على ارتكاب أعمال عنف أو إثارة كراهية أو نعرات عرقية أو دينية أو اضطرابات، أو التعاطف مع الإرهاب أو الأعمال التخريبية، وتنطلق من الحرص على التوازن بين التعددية والمصالح العليا للوطن، وبين تأكيد أهمية دعم الصحافة الحرة التى تتضمن جميع وجهات النظر، وبين ضرورة الالتفاف حول راية الوطن فى قضية لا تقبل المزايدة أو التحريض.. مع الحرص التام على احترام أخلاقيات المهنة وتقاليدها المتوارثة عبر أجيال طويلة.
إعادة تفعيل دور الصحف القومية فى صياغة سلم القيم وأولوياته، والعمل على صيانة مقومات الشخصية المصرية، وتشجيع ودعم القيم الأصيلة مثل الولاء والانتماء والتسامح مع الآخرين، وتنمية الذوق العام، وإعادة الحياة لمنظومة الأخلاق وتربية الفرد.. إلخ، باختصار هناك 5 قيم على الإعلام دعمها لإعادة بناء الشخصية المصرية وهى القيم السلوكية والقيم الاجتماعية والقيم المعرفية والقيم الاقتصادية والقيم السياسية.
ولدينا 5 أنواع من الخطاب يمكن أن نستخدمها لبناء الإنسان المصرى الجديد وهى: الخطاب السياسى، الخطاب الدينى، الخطاب الإعلامى، الخطاب الثقافى والفنى، الخطاب التعليمى، واستخدام هذه الأدوات لن يكلف الدولة أكثر مما هى تدفعه فعلياً، وإنما هى مسألة إعادة توجيه الموارد لخدمة قضية أكبر من المصالح الضيقة لكل فرد من الأفراد أو مجموعة من أصحاب المصالح، إضافة إلى التركيز على النماذج الإيجابية فى المجتمع وتبنِّيها، كل هذه القيم على الإعلام أن يدعمها، وذلك من خلال استراتيجية إعلامية تحكم الأداء.