بدأت ميليشيا الحوثى تفقد سيطرتها الفعلية على العاصمة صنعاء عقب التحرك العسكرى الذى قاده حزب المؤتمر بتوجيه من الرئيس السابق على عبد الله صالح، فيما حشدت الميليشيات الحوثية قواتها وعتادها فى العاصمة صنعاء وصعدة عقب الخسائر الكبيرة التى لحقت بهم.
الهزيمة التى لحقت بميليشيا الحوثى دفعت قياداته للمطالبة بفتح حوار مباشر مع السعودية لحل الأزمة سياسيًا ورفع الراية البيضاء عقب النجاحات العسكرية التى حققها التحالف العربى والانتفاضة الشعبية الأخيرة فى العاصمة صنعاء، حيث أعلن محمد البخيتى، عضو المكتب السياسى لجماعة الحوثى، استعداد جماعته للحوار من أجل التوصل لحل سياسى ينهى الأزمة اليمنية، فى حين نفى قياديون فى حزب المؤتمر الشعبى العام بزعامة الرئيس السابق على عبد الله صالح، صدور أى بيان يدعو للحوار مع الميليشيات، على وقع استمرار المعارك بين الطرفين فى صنعاء.
وقال البخيتى، فى تصريح لـ"الرأى" الكويتية: "نعم نحن مستعدون للحوار وطالبنا الحكومة السعودية بالحوار المباشر من أجل إتاحة المجال للعودة لطاولة المفاوضات، لإيجاد حل لسد الفراغ فى السلطة التنفيذية فى اليمن، واختيار رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية تستوعب كل المكونات السياسية".
وأضاف عضو المكتب السياسى لجماعة الحوثى، أن ما يحدث فى اليمن هو نتيجة غياب الحل السياسى، مؤكدًا أنه لا يمكن التوصل لوقف إطلاق النار إلا فى حالة الاتفاق على حكومة واحدة وليس حكومتين إحداهما فى صنعاء والأخرى فى عدن، مشددًا على أنه لا بد أن تكون هناك عملية سياسية توافقية تستوعب الجميع.
وفى إطار التحركات التى تقودها الشرعية ممثلة فى الجيش اليمنى، أجرى الرئيس اليمنى القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية المشير عبد ربه منصور هادى، اليوم الإثنين، اتصالًا هاتفيًا بنائبه الفريق الركن على محسن صالح.
ووجه رئيس الجمهورية اليمنية – بحسب وكالة الأنباء الرسمية - نائبه خلال الاتصال، بفتح عدد من الجبهات لدخول العاصمة صنعاء أبرزها جبهة خولان، وسرعة تقدم الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطنى والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء من عدة اتجاهات وجبهات وأهمها جبهة خولان للالتحاق بأبناء المقاومة الشعبية بالعاصمة صنعاء لوضع حدا لميليشيا الانقلاب والكهنوت الحوثية ومن يواليها ويمولها.
فيما كشفت صحيفة عكاظ السعودية، نقلا عن مصدر فى حزب المؤتمر الشعبى العام، أن أجهزة الاستخبارات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح أفشلت مخططًا لاغتياله وأفراد من عائلته، أثناء حضورهم اجتماعا للجنة الدائمة للحزب الأسبوع الماضى.
ووفق المصدر، فإن الخطة أشرف عليها ضباط فى الحرس الثورى الإيرانى أقاموا فى القصر الجمهورى بصنعاء، وكان من المقرر أن ينفذه مسلحون حوثيون، وأضاف أن على صالح وابنه صلاح ونجلى شقيقه طارق ومحمد كانوا على رأس قائمة المستهدفين.
وأوضح المصدر، أن المخطط كان يقضى باعتراض موكب صالح أثناء توجهه لحضور اجتماع للجنة الدائمة للحزب الأربعاء الماضى، لكن أحد الضباط أطلع صالح على تحركات الحوثيين وساعده على إحباط المخطط، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق كان وجه بتقديم التسهيلات للحوثيين لإقامة احتفالاتهم، لكنه عقب ورود معلومات استخباراتية تحذره من مخطط حوثى إيرانى للتخلص منه وعائلته عمد إلى تغيير موقفه وألغى الاجتماع فى آخر لحظة.
وذكر المصدر أن مخطط التصفية أعد بالتنسيق بين قطر وإيران والحوثيين، بعد اتصالات أجريت بين الحوثيين والاستخبارات القطرية التى شددت على سرعة التخلص من صالح، بزعم أن هناك اتصالات بين التحالف العربى وصالح للتخلص من الحوثيين.
وتفيد معلومات استخباراتية جمعتها أجهزة أمن موالية لصالح، أن قطر تعهدت بالتنسيق مع الحوثيين وناشطين وناشطات يمنيات موالين لها فى الدوحة وتركيا، لتوفير الدعم والغطاء الشعبى والإعلامى لمخطط التصفية.
وأشار المصدر إلى أن الحوثيين لا يزالون يتخذون من السفارة القطرية فى مديرية سعوان غرفة استخبارات وتجسس، نظرًا لموقعها الذى يشرف على العاصمة.
وبدوره، بحث الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ آخر المستجدات والتطورات الجارية على الساحة الوطنية والجهود الأممية المبذولة فى هذا الصدد لتحقيق السلام وتطبيق القرارات الأممية المتصلة باليمن وفى مقدمتها القرار رقم 2216.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية، إن اللقاء تناول تطورات الأحداث الراهنة فى العاصمة صنعاء والإحداث المتسارعة التى تشهدها فى ظل الانتفاضة المجتمعية فى وجه التمرد والانقلاب التابعة للمليشيا الحوثية، وبذل المساعى والجهود المشتركة لإجلاء الرعايا وموظفى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من العاصمة صنعاء حفاظًا على سلامتهم فى ظل الظروف الراهنة.
ومن جانبه، عبر المبعوث الأممى إسماعيل ولد الشيخ عن سروره بهذا اللقاء، مطلعًا على مستجدات الأوضاع باليمن وما تشهده العاصمة صنعاء ممن تداعيات ومواجهات ميدانية، داعيًا فى هذا الصدد إلى تغليب لغة السلام ومصلحة اليمن وأمنه واستقراره وفقا لمرجعيات السلام والقرارات الاممية ذات الصلة وفِى مقدمتها القرار 2216.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة