فى الوقت الذى اعتزم فيه الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى فى حسم الصراع العسكرى فى اليمن وإعادة البلاد إلى الشرعية الدستورية، أقدمت الميليشيات الحوثية على اغتيال الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، وعدد من قادة حزب المؤتمر الشعبى اليمنى.
تفاصيل الاغتيال
قالت تقارير إخبارية أن عملية الاغتيال تمت بعد أن انتشر مسلحو الميليشيات الحوثية فى أرجاء العاصمة اليمنية صنعاء مزودين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة أخرجوها من مخابئ سرية كانوا قد احتفظوا بها عند سيطرتهم على صنعاء فى سبتمبر من العام 2014، بينما طوقوا محيط منزل صالح ومقراته وقياديى حزبه وأماكن تواجدهم، تخطيطا لاستهدافهم.
هذه المعلومات يؤكدها السيناريو الذى حدث بالفعل بعد أن دمر الحوثيون منزل صالح المحصن، بالصواريخ ما اضطره إلى الهرب إلى مسقط رأسه فى مأرب ولذلك اجتمع صالح مع مقربين منه وأعضاء فى حزبه فى شارع الستين بالعاصمة لبحث الخروج من الحصار.
صالح يهرب على مأرب
على إثر ذلك قرر صالح التوجه مع قياديى حزبه إلى بلدة سنحان، مسقط رأسه، التى تبعد 40 كلم جنوب شرق صنعاء، عن طريق مخرج سرى من القصر، غير أن الحوثيون علموا بالأمر، ما يشير إلى خيانة تعرض لها صالح وأن هناك عنصرا استخباراتيا تابعا لإيران فى الدوائر المقربة منه.
صالح
ولذلك ولأسباب أخرى نجحت الميليشيات الحوثية فى تطويق موكبه، واندلع اشتباكات لفك الحصار قُتل فيها عدد من حراسه وأيضاً قياديون من حزب المؤتمر، وفى أثناء محاولة صالح وعدد من مساعديه، من ضمنهم نجل شقيقه طارق الذى يقود القوات المكلفة بحراسته، طاردته قافلة عسكرية من الميليشيات ضمت ما لا يقل عن عشرين مركبةن ونجحت فى استيقاف سيارته ذات الدفع الرباعى وأنزلته من السيارة وأعدمته برصاصة واحدة فى رأسه فارق على إثرها الحياة فورا.
بعدها قتل الحوثيون عارف الزوكا، أمين عام حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى كان يقوده الرئيس اليمنى الراحل على عبد الله صالح، بعد أن استوقفوه أيضا وأنزلوه من المدرعة التى كان يستقلها وأطلقوا عليه النار حتى فارق الحياة.
حول عملية صنعاء العروبة
ففى صباح اليوم وجه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ببدء عملية عسكرية تحت اسم "صنعاء العروبة"، تتجه للعاصمة لتحريرها من الميليشيات الحوثية، بينما أعلن رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، أن الرئيس هادى سيصدر عفواً عاماً عن كل من يقطع تعاونه مع الحوثيين.
هادى
ووفقا للتقارير الرسمية اليمنية التى صدرت صباح اليوم قبل حادث الاغتيال، فقد كان الهدف من عملية صنعاء العروبة هو إنهاء سيطرة الانقلابيين الحوثيين على العاصمة اليمنية، فيما تشتد المعارك بصنعاء بين ميليشيات الحوثى وقوات المؤتمر الشعبى العام الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، قبل مقتله.
وأصدر الرئيس هادى توجيهات إلى نائب الفريق على محسن الأحمر المتواجد فى مأرب بسرعة تقدم الوحدات العسكرية للجيش الوطنى والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء التى يسيطر عليها الحوثيون.
مستقبل الحزب بعد صالح
ما يزال مستقبل حزب المؤتمر الشعبى العام الذى كان يقوده صالح غامضا فى ظل مقتل أغلب قادته وغياب معظم كوادره خارج اليمن إما فى القاهرة أو عمّان، بالرغم من أن العقيد الركن الدكتور يحيى أبو حاتم الخبير العسكرى اليمنى والقائد الميدانى السابق فى الجيش اليمنى يرى أن الشخص الوحيد المرشح الآن لقيادة الحزب هو أحمد على عبد الله صالح خلفا لأبيه.
أحمد على عبد الله صالح
وأضاف أبو حاتم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الشعب اليمنى الآن فى حالة ثورة عارمة ضد الحوثيين بعد حادث الاغتيال لأن ما حدث ليس من عادات وأخلاق الشعب اليمنى الذى لن يقبل السلوك الحوثى وتحويل البلاد إلى ساحة للاقتتال الأهلى.
وما يزيد من صعوبة المشهد أن قيادة حزب المؤتمر الشعبى العام أعلنت أن كل مواقع الحزب الإعلامية والإخبارية بالكامل تم الاستيلاء عليها بالإضافة الى احتلال مبنى قناة اليمن اليوم وسرقة المواد الإعلامية التى بها، مع إرغام الإعلاميين على نطق بيانات وإصدار تصريحات مخالفة لاتزاماتهم الحزبية، وفق ما قالته صفحة الحزب على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة