مرت اليوم ذكرى رحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم فى 3 ديسمبر 2013، ومنذ نحو عام صدر كتاب عن المركز القومى للترجمة الطبعة العربية من كتاب "أشعار أحمد فؤاد نجم .. بلاغة التراث البديل"، تأليف وترجمة كمال نجيب عبد الملك، ومن تحرير وتقديم مسعود شومان.
جدير بالذكر أن أحمد فؤاد نجم علامة فى تاريخ النضال بالشعر، اختلف بعض النقاد والشعراء حول حجم شاعريته، لكنهم أجمعوا على تميز شخصيته وخصوصيتها، وعلى الرغم من الجدل الذى دار حول تجربته، فقد أجمع العامة على محبة ما يقول وما يكتب، لا يدعى علما عميقا بالشعر وسراديبه، لكنه يعرف هدفه كرصاصة تذهب لهدفها مباشرة.
وبالرغم من عدم حصول نجم على أى تعليم نظامى، فهو من أهم شعراء العامية فى عصرنا، فهو يبدو لنا فنانا بوهيميا تارة، ورجلا فاجوميا سليط اللسان تارة أخرى، وهو شاعر ينظم بعامية مواطنيه مستخدما الأشكال الفلكلورية فى أشعاره، وعلى عكس شعر الفصحى نجد شعر نجم العامى يقترب إلى قلب وعقل الغالبية العظمى من مواطنيه المصريين، حيث يشعر أنه مستمد من لغة الشارع المعبرة عن حكمة وسخرية الأمة المصرية، إلا أنه لا يستخدم التراث الشعبى بطريقة آلية ولا لكى يسترضى الجماهير، فهو يمزج التراث الشعبى بصوته الثورى ويشحن بطارية الموروث بتيار الحداثة والثورية والالتزام بقضايا الفقراء والمحرومين، وإذا كان الموروث الثقافى يحض العامة على التصالح مع مواقعهم وقدرهم فى الحياة، ولو كانت مأساوية، فإن أشعار نجم تحتفل بقدوم بلاغة جديدة، بلاغة بديلة تنفض عن جسدها قدرية التراث وتقاليده البالية.
مؤلف ومترجم الكتاب، الدكتور كمال عبد الملك أستاذ الأدب العربى فى الجامعة الأمريكية فى دبى، حاصل على جائزة التفوق من جامعة براون، ومن الجامعة الأمريكية فى دبى لعامين متتاليين لتميزه فى التدريس والأبحاث الأدبية، له عدد كبير من المؤلفات بالإنجليزية والعربية، ومن مؤلفاته بالإنجليزية "بلاغة العنف: العرب واليهود فى الادب الفلسطينى والسينما الفلسطينية المعاصرة" و"التقليد والحداثة وما بعد الحداثة فى الادب العربى".
محرر الكتاب، مسعود شومان، شاعر وباحث، عضو اتحاد كتاب مصر، و له عدد كبير من الترجمات والمشاركات فى أعمال درامية، كما كتب أشعار عدد من المسرحيات منها "عزيزة ويونس، المحروسة، بالعربى الفصيح، درب عسكر، آخر الفرسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة