بين الفلسفى والعلمى، بين الواقع البعيد والخيال القريب، يبحث مفرح سرحان فى نصوص ديوانه "امرأة ليست للقراءة" عن عوالم موازية ترسم مسارات متقاطعة للذات الإنسانية التى تستحوذ على البطولة المطلقة فى نصوص الديوان البالغة 34 نصًا.
غلاف ديوان امرأة ليست للقراءة
يطرح مفرح سرحان فى ديوانه- الصادر عن دار "روافد" للنشر والتوزيع، رؤيته لـ "العوالم الموازية" – كما يقول- من منظور فلسفي يقوم على محورين: الأول غواية التساؤل، وهى التى تبدو واضحة فى عدد غير قليل من نصوص الديوان وتسير فى منحنيات ودروب تسلم بعضها بعضا لتصل إلى "الحقيقة" التى تسعى النصوص للاجتهاد فى صياغة تعريف لها، وإن كان "سرحان" اختزلها فى "الفناء هو الحقيقة" معبرا عنها في نص "كرة مقلوبة":
أعطني أذنك الاصطناعية
سأشدها دقيقة
سأكتب فيها بقلم الكحل
على هذه الأرض
لا توجد حقائق
الفناء هو الحقيقة
أما أداته الأخرى للإبحار في العالم الموازي، فهي المفارقة والتضاد، وهي "أداة" استطاعت أن تخرج "الحقيقة" إلى فضاء آخر "حقيقي" ضمنًا يعطيك قراءة جديدة لهذا العالم:
نصف القطر
جاوز الدائرة
المنطق صامت
الجبر مكسور
الكسر صحيح
السالب إضافة
الجمع مطروح
القواعد طائرة
.. .. ..
الرصاص علاج
السهم للإشارة
الكلمة للرماية
القلم للكحل
الورق للتعري
التكاثر فناء
العملة وجه واحد
العميل مزدوج
النرد كروي
الحظ مكعب
والمصير مدبب
مفرح سرحان
في "امرأة ليست للقراءة" البقاء للأنثى التى تلعب دور الراهبة والملهمة والقاتلة والحاضرة بقوة، تمضى على طول النصوص "قوية" رمزًا وصورة وغواية حتى تسقط في نص "صيد جائز" بفتوى من "شيخ الصيادين"، تلك الصورة التى تحمل دلالة قوة الأنثى وضعفها فى آن واحد:
سحبت الخيط
سمكة سمراء
تهوى غزل الشباك
وصيد الأفئدة صباحًا
وفي الليل تمسي حجرا كريما
أفتاني شيخ الصيادين
أن صيدي جائز
وسمكتي حلال
ديوان "امرأة ليست للقراءة" هو أول إنتاج شعرى للصحفى مفرح سرحان، رئيس قسم الأخبار بالأهرام المسائى الذى سبق له إصدار المجموعة القصصية "ثورة الأوراق"، وله رواية "شيخ الحانة" تحت الطبع.
مفرح سرحان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة