عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اجتماعا اليوم الثلاثاء، لبحث اعتزام نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه تقرر عقد هذا الاجتماع لتوجيه رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن إقدامها على اتخاذ مثل هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعات تتناسب ومدى خطورته.
وتابع: "لقد سبق لهذا المجلس، ولى شخصيا، تشجيع جهود الإدارة الأمريكية الحالية لإحياء مسار التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل إننا رأينا فى الاهتمام الأمريكى بهذه القضية المحورية بادرة إيجابية تستدعى المؤازرة وتستلزم التأييد والدعم .
وقد عبر عدد من الدول العربية عن ذلك الدعم لجهود إدارة الرئيس ترامب، كما تجاوبت السلطة الفلسطينية مع هذه الجهود بكل انفتاح وبروح إيجابية، غير أن هذا الانفتاح وتلك الإيجابية لم تقابل سوى بسياسة إسرائيلية تمعن فى البناء الاستيطانى، وتسعى إلى توتر الأجواء واختلاق المشكلات كما حدث فى أزمة البلدة القديمة بالقدس فى يوليو الماضى، وغيرها".
وأضاف أبو الغيط، "ومع ذلك فقد ظل الطرف الفلسطينى، ومن ورائه الدول العربية، حريصا على تجنب التصعيد بل وعمل جاهدا على تهيئة البيت الداخلى عبر المضى قدما فى مسار المصالحة وإنهاء الانقسام، الذى طالما اتخذته إسرائيل ذريعة من أجل التنصل من الالتزامات والتحلل من المسئوليات".
وأوضح أبو الغيط، إن السياسة الفلسطينية والعربية العاقلة قابلها الطرف الإسرائيلى بالتعنت خلف مواقفه المتطرفة، ولن يكون هناك دافع أو مبرر كاف لاستمرار هذه السياسة لو أن الإدارة الأمريكية أقدمت على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. والقرار سيكون من شأنه القضاء على الدور الأمريكى كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال. ومن ثم القضاء على أية فرصة حقيقية لإحياء عملية سياسية ذات معنى بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ولفت أبو الغيط إلى ضرورة أن يكون واضحا للجميع أن نقل أى سفارة إلى القدس، وبالذات السفارة الأمريكية، سيسهم فى تغيير الوضعية القانونية والسياسية للمدينة، ويضرب الأساس الذى تقوم عليه التسوية المنتظرة وفى حالة السفارة الأمريكية سوف يضع علامة استفهام كبرى حول التزام واشنطن بحل الدولتين كصيغة لهذه التسوية.
وأكد أن اجتماع اليوم لا لإثارة مشاعر وإنما للتحذير من العواقب الخطيرة للإقدام على خطوة طالما عرف الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منذ 1980مغزاها ومدى تهديدها للاستقرار في المنطقة، فتجنبوا اتخاذها.
ودعى المجلس الإدارة الأمريكية أن تتمسك بهذا النهج الثابت، وأن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضى إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأى من قضايا الحل النهائى .. ويخطئ من يظن أن القضية الفلسطينية، وفى القلب منها مسألة القدس، يمكن أن تكون مسرحا للتلاعب أو مجالا للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وإن العبث بمصير القدس – بما لها من مكانة فى قلب كل العرب- من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربى والإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة