يقول الله سبحانه وتعالى «وجعلنا من الماء كل شىء حى» إلا فى قريتنا فى نجوع المعادى بمحافظة أسيوط، فالماء هناك يؤذى ويقتل رغم وجود محطة مياه جديدة، لكن المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط لم يهتم ولم يقم بافتتاحها رغم انتهائها ورغم أننا ناشدناه أن يفعل ذلك.
لذا هذه المرة نتوجه بالخطاب إلى المهندس هشام الشريف، وزير التنمية المحلية لنقول له «المعاناة فى قرى مصر أشكال وألوان لا يعرفها سوى من يعيش فيها ويشقى بشقائها، ومن خبرة شخصية ومعايشة مباشرة والناس هناك لا يتوقعون الكثير من الحكومات، لكنهم فى الوقت نفسه يتمنون أن يجدوا أبسط الأشياء التى لا غنى عنها وليس هناك أبسط من حق «الماء النظيف».
على بعد أكثر من 10 كيلو مترات جنوب مركز البدارى فى محافظة أسيوط، تقع قرية يسكنها أكثر من 20 ألف نسمة، هذه القرية تسمى نجوع المعادى، ورغم وجودها على ضفاف النيل، ومعظم سكانها يعملون فى الزراعة وقليل منهم فى الصيد، إلا أنها تعانى فى البحث عن جرعة ماء نظيفة، فالأهالى هناك منسيون تماما ويعيشون حالة من الإهمال الشديد، حيث انتشرت حالات الفشل الكلوى بينهم بشكل كبير وخطير.
فى القرية توجد محطة مياه يتم العمل بها منذ 6 سنوات، وقد تم الانتهاء منها لكن لا جديد فى مسألة افتتاحها، والمواطنون هناك صرخوا بأعلى أصواتهم وقدموا الشكاوى وتكلموا فى كل قناة تصلح أن توصل صوتهم للمسؤولين وأعلنوا احتجاجاتهم المستمرة على لون وملوحة المياه التى تتسبب فى الكثير من الأمراض، كما أن العينات التى تم تحليلها بمعامل وزارة الصحة عن طريق شركة مياه الشرب بأسيوط أثبتت ارتفاع نسبة الحديد والماغنسيوم فى المياه، بما يعنى عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى، ومع ذلك لا نسمع سوى الصمت وكأن هؤلاء الناس لا قيمة لهم.
لا أعرف لماذا ينسى المسؤولون الناس ومشكلاتهم ولا يهتمون بحالهم وصحتهم، ولماذا لا تضع المحافظة أولوياتها فى الأمور التى تهم القطاع الأكبر من الناس، هل هناك ما هو أخطر من شربة الماء؟
وكنا قلت من قبل لمحافظ أسيوط أقول للمهندس هشام الشريف، أقسم لك أنك فى قرية نجوع المعادى لن تستطيع أن تتحمل طعم الماء ولا أن ترى لونه الغريب، وسيصيبك الفزع عندما تدرك أن أجيالا كاملة تعانى من ذلك، فالأطفال والنساء والرجال الذين يكبلهم الفقر والعوز، لا يعرفون كيف يتصرفون فى تلك المصيبة، ويدفعون ثمن الإهمال العظيم للمؤسسات المسؤولة عنهم.
وكما ناشدنا محافظ أسيوط ولم يهتم نناشد هذه المرة وزير التنمية المحلية ونقول له إنه يعرف أن الشعور بالعجز وعدم القدرة على تغيير السلبيات شىء صعب يولد الضعف وعدم الرغبة فى العمل، ويثير السخط والغضب، وجميعنا يعرف أن الدولة حاليا فى مرحلة بناء جديدة، هذه المرحلة تحتاج أناسا أصحاء، وتتطلب أبناء يملكون القدرة على العمل، وذلك يتطلب توفير الأساسيات من الأشياء ومنها الماء، وقرية نجوع المعادى فى مجملها قرية نموذج فى حرص أبنائها على صناعة المستقبل، فهم يهتمون بالتعليم ويراهنون عليه، ويكدون ويكدحون فى الحياة، وكل ما يطلبوه «بعض الماء النظيف» الصالح للشرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة