يوسف أيوب

إيران والحل فى لبنان والمنطقة «1»

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القادم لنا من بيروت يشير إلى أن اللبنانيين بدأوا فى تجاوز أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريرى، لكنهم فى نفس الوقت تعلموا الدرس جيداً، وأمامهم الآن فرصة لعودة الوئام مرة أخرى بين كل اللبنانيين، كما حدث قبل عدة أشهر، حينما توفق اللبنانيون فى اختيار ميشيال عون للرئاسة، والحريرى لرئاسة الحكومة، «اللبنانيون تعلموا من تجربة الحرب وهم لا يريدون العودة إليها، والمسائل الأخرى إقليمية وليست محلية، والتسوية منذ سنة بين الرئيسين عون- الحريرى حققت الكثير من الأمور»، هكذا سمعت من أصدقاء لبنانيين قبل أيام، بما يشير إلى التفاؤل السائد حاليا حول أجواء بيروت.
 
بالعودة للوراء قليلاً بحثاً عن أسباب الأزمة الأخيرة، سنجد أنه حينما اتفق عون والحريرى على تجاوز أزمة كرسى الرئاسة الفارغ، الذى امتد لأكثر من عامين، كان هناك شبه توافق على أن يتنازل كلاهما عن أجندته، ويتعامل فقط مع الأجندة التى تخدم لبنان، والمقصود الأول من هذا الاتفاق بطبيعة الحال كان هو ميشيال عون، الذى انضم إلى تحالف حزب الله، أو ما أطلق عليه وقتها «تحالف 8 آزار»، فى مواجهة قوى 14 آذار المؤلف من تحالف سعد الحريرى، الذى يلقى الدعم من السنة والدروز المسلمين ومعه حزب القوات اللبنانية والكتائب المسيحية والحزب التقدمى الاشتراكى بزعامة النائب وليد جنبلاط.
 
التفاهم بين الحريرى وعون كان يقوم على أساس واحد، وهو أن عون سيكون زعيماً لكل اللبنانيين، وليس مجرد حليف لإيران وحزب الله، وهو ما تعهد به فعلياً عون، الذى بدأ عهده بتحركات دبلوماسية منحت الحريرى طمأنينة، ومنها على سبيل المثال، اختياره المملكة العربية السعودية لتكون محطته الخارجية الأولى، لكن مع مرور الوقت ظهر للحريرى أن عون عاد إلى تحالفاته القديمة، ومنفذاً لأجندة حزب الله، ومن خلفه إيران، وهو ما جعل الحريرى يتوصل لنتيجة مفادها أن عون استغله كغطاء، باعتباره شخصية محترمة من المجتمع الدولى والعربى، وشخصية معتدلة تم استخدامها كواجهة لتنفيذ أجندة إيران وحزب الله، سواء داخل لبنان أو فى الإقليم، وأمام هذا الوضع لم يجد الحريرى حلاً سوى الاستقالة.
 
بالتأكيد إعلان الحريرى لقرار الاستقالة من السعودية، كان تصرفا خاطئا، سبب ضرراً له وللسعودية، واستفاد منه عون وحزب الله، وتحول النقاش من البحث عن أسباب الاستقالة، إلى وضعية الحريرى، هل هو حر فى المملكة أم تحت الإقامة الجبرية، رغم تأكد الجميع داخل لبنان وخارجها أن الحريرى كان موجودا فى الرياض، بوصفه حاملاً للجنسية السعودية، ولم يكن فى أى وقت فى وضعية المحتجز، كما ردد الطرف الآخر، وحقيقة الأمر أن الحريرى كان يخشى على حياته، فمصير والده أمامه.
 
الآن عاد الحريرى لبيروت، وأعلن تجميد استقالته بناء على طلب من عون، وهو الآن أيضاً يتحدث عن إمكانية سحب الاستقالة، التى كانت «بقصد خلق صدمة إيجابية فى لبنان، وأن يفهم العالم أن بلدنا لم يعد قادرا على تحمل تدخلات حزب الله فى شؤون دول الخليج، حيث يقيم ما يقارب الـ300 ألف لبنانى ووجودهم مهم جدا بالنسبة إلى اقتصادنا»، كما قال الحريرى قبل أيام: لكن سحب الاستقالة مشروط بتغيير فى مواقف حزب الله تجاه لبنان وأيضاً دول الخليج، وتحديداً السعودية.
 
هذا الشرط فى مجمله قد يراه البعض سهلاً، لكن عملياً هو صعب، خاصة إذا ربطنا تصرفات وأفعال حزب الله بإيران، التى دخلت فى صدام واضح وعلنى مع السعودية، وتتخذ من اليمن أرضية لتصفية حساباتها مع المملكة، وهناك تقارير وأحاديث سعودية رسمية عن تورط حزب الله فى دعم ميليشيا الحوثى، وهو ما يعقد الأزمة اللبنانية، خاصة أن الحزب يربط مستقبله بإيران التى تصاعدت خلال الفترة الماضية وتيرة الحديث عن احتمالية تعرضها لحرب، لكن هذه الوتيرة هدأت، وهو ما يطرح سؤالاً حول إمكانية أن تحدث فعلياً حرب، وما هى نسبة ذلك على أرض الواقع؟
 
أولاً بالنظر إلى التصريحات، خاصة الصادرة عن السعودية، كانت كلها تشير إلى إمكانية المواجهة العسكرية، خاصة بعد سقوط صاروخ باليستى الذى أطلقه الحوثيون تجاه الرياض، وثبت للسعودية أنه وصل للحوثيين عن طريق طهران، ورغم كل مؤشرات التوتر، فإن الواقع يقول غير ذلك، فالحرب موجودة بالفعل، لكنها ليست عسكرية، وإنما تأخذ أبعاداً أخرى، منها على سبيل المثال الحصار الاقتصادى والإرهاب والهجمات الإلكترونية.
 
لكى أكون واضحاً أعود إلى ما سمعته من دبلوماسى خليجى، قال إن الحرب مع إيران صارت موجودة، فإيران ليس بيدها جيش، كما أن سلاح الطيران الإيرانى ضعيف جداً، لأنه يعتمد على الموجود لدى الدولة الفارسية منذ السبعينيات، حيث لم يجر أى تجديد لها، وهى الآن تحارب عن طريق الإرهاب والصواريخ، وأيضا عن طريق الإعلام والفضاء الإلكترونى، فعدد من وزارات الخارجية بدول الخليج تتصدى بشكل يومى لهجمات إلكترونية تأتيها من إيران.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة