أعرب الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع، عن استيائه مما وصل إليه حال العرب تجاه القضية الفلسطينية، وما تردد حول دراسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وقال رئيس مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع، خلال برنامجه "آخر النهار" المذاع عبر فضائية "النهار"، إن العالم العربى فى الماضى، وحتى التسعينيات، كان ينتفض من أجل عرقلة أى حراك يمس القدس الشريف والمسجد الاقصى، وكانت جامعة القاهرة تمتلئ بالفعاليات الداعمة للقدس والمعارضة للمستوطنات فضلاً عن الحراك فى العالم العربى والجاليات العربية فى عواصم صناعة القرار عالميًا لمنع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من شرعنه الاحتلال الإسرائيلى على القدس.
ترامب يخطط لنقل سفارة بلاده إلى القدس
وأشار إلى أن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس منذ 1995، لكنه كان متوقفًا نتيجة المواقف والفاعلية العربية وغضب الجماهير الذى كان يشكل حجرًا ضد ذلك، أما الآن فهناك تراجعًا للقضية الفلسطينية، وكأن العدو استطاع ونجح أن يجعل القضية العربية وتحرير الأراضى الفلسطينية فى المرتبة الرابعة، وتصدرت إيران والصراعات المذهبية واغتيال على عبد الله صالح المشهد، بينما تقوم الدبلوماسية العربية بدورها المعتاد.
وعرض الكاتب الصحفى مشاهد من الصحوة والحراك العربى من أجل فلسطين قبل ثورات الربيع العربى، ومشهد العلم الفلسطينى فى الملاعب، والمسيرات المناهضة للاستيطان فى عواصم العالم، معلقاً :" نحن الآن منشغلين فى الأوضاع اليمنية والسورية ومحاربة داعش والإرهاب فى ليبيا والأوضاع السياسية للشيعة فى العراق، وحزب الله الذى كانت أسلحته توجه إلى العدو ثم توجه الآن للصدور العربية على أساس مذهبى، ثم إيران التى أصبحت الخطر الأكبر، وكل هذا ونرى من يتشكك فى وجود مخططات وحروب الجيل الرابع!".
وأوضح أن القضية الفلسطينية احتلت أولويات متدنية ولم تعد القضية العربية المركزية، بعد ثورات الربيع العربى، فضلًا عن الجهد العربى المقدر والمعتاد والمتوقع، لكن قضية الأقصى والقدس والأراضى المحتلة لم تعد موجودة بسبب انشغال العرب بآثار ثورات الربيع التى ذاقت بسببها مصر المرارة.
وذكر أن حروب الجيل الرابع جعلت من القضية الفلسطينية "قضية ثانوية" لا يشعر بها العالم العربى، ونجح العدو فى تفتيت هذه الأمة والتأثير على الدول المركزية بشعارات مختلفة، وتحولت المنطقة لحروب مذهبة وصراعات فى وجود إيران وقطر، والمنتصر الوحيد الآن إقليميا هما إسرائيل وإيران، مستطردًا : "العدو جعل من القدس وتحرير الأراضى العربية وفكرة إقامة الدولة الفلسطينية قضية ثانوية"، مستنكرًا الخلافات التى كانت قائمة بين حركتى حماس وفتح قبل تدخل المخابرات المصرية لإتمام المصالحة وغلق الأنفاق.
عباس ونتنياهو
وقال إن مدينة القدس كانت وتدًا، لكنه ضاع حتى فى قلوبنا بسبب انشغالنا فى الصراعات الداخلية والمذهبية وثورات الربيع العربى، وظن البعض أن الأنظمة المحلية والدول المركزية ومؤسسات الدولة هى العدو وتناسوا العدو الحقيقى، وأصبحت القضية الفلسطينية فى المرتبة الرابعة والخامسة من ناحية الأولويات فى ظل سقوط البلدان العربية المركزية بعد ثورات الربيع العربى، بينما أصبحت إسرائيل هى الرابح الأول فى المنطقة، تليها ايران، وأصبحت بعض العواصم العربية تنافق تل أبيب، مستنكرًا: "حدثونى عن آخر خطبة جمعة وبرنامج ومحطة إخبارية تناولت القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى!!.. أين خطب تحرير فلسطين!.. كل هذه أصبحت وراء ظهرنا بسبب ثورات الربيع العربى".
وأكد خالد صلاح على أهمية الدور المصرى، ومحاولات استعادة القضية الفلسطينية لتكون فى الصدارة، مضيفًا : "هذا ما ندفعه من فواتير لثورات الربيع وهذا هو الدليل الأكبر على هزيمتنا أمام الجيل الرابع من الحروب.. فهل من عقل وضمير يستطيع جمع هذه الصورة ومقاومة هذه الحروب من البيت والمدرسة والإعلامى والصحفى ليوحدوا الرأى العام على القضية المركزية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة