لقطة جديدة من شوارع القاهرة التى لم تكشف عن كل أسرارها بعد، ففى إحدى المناطق الخاصة ببيع "الخردة"، تراصت القطع الحديدية على جانب الشارع، والعمال منهمكين فى فرز ما جمعه الصبية على مدار اليوم، بينما ذلك الشاب كان فى عالم آخر، فبتلك الطاولة حلق بعيدًا عن تفاصيل عمله.
عدسة الكاميرا تجولت والتقطت تلك الصورة والتى عبرت عن جانب آخر فى حياة تجار الخردة، فبطاولة البلياردو تلك وقف ذلك الشاب ينهى مباراته التى وقف يلعبها فى وسط الطريق وكأنها وقت الراحة من العمل.
صورة اليوم
لا شك أنه من الممكن أن تكون تلك طاولة باب رزق لأحدهم فى تلك المنطقة، ولكن لقطة اليوم ظهرت وكأن ذلك الشاب يناجى الزمان ويقتطع منه بعض لحظات الروقان وراحة البال، فبينما عمله أمامه وفى انتظاره ويحيط به من كل جانب، وقف هو منهمك وصب كل تركيزه بابتسامه زينت وجهه فى ضرب الكرات وإيداعهن فى أحد أركان الطاولة.
فإذا كان يناجى الزمان فى تلك الصورة بأن يهديه بعض الوقت للراحة والتفكير فى عالم آخر، فإن الزمان أجابه وأهداه تلك اللحظات التى سجلتها عدسة الكاميرا أثناء لعبه للبلياردو، تشابهت الألوان فى ملابسه مع لون طاولة البلياردو، وكأنهما اصطحبها بعضهما البعض بعيدًا عما يجرى خلفهما من أحداث، ومن أعمال ومن صيحات فى الشارع فى كل مكان.