أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن استعادة الاستقرار الأمنى والقضاء على الإرهاب يُمثلان الشرط الضرورى والرافعة الأهم لدفع قطاع السياحة وتعزيز دوره وتعظيم اسهامه فى الاقتصادات العربية التى تحتاج بشدة إلى تنويع مجالاتها والخروج من أُفق الاعتماد على مجال بعينه أو الاقتصار على نشاط محورى مع إهمال القطاعات الأخرى.
جاء ذلك فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العشرين للمجلس الوزارى العربى للسياحة والتى انطلقت أعماله اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة فلسطين.
وشدد أبو الغيط على أن قطاع السياحة يُعدُ من أكثر القطاعات الاقتصادية التى تنطوى على إمكانيات واعدة، بدرجاتٍ مختلفة، فى الأغلبية العُظمى من الدول العربية، داعيا إلى تعزيز الاستفادة من هذه الإمكانية الهائلة التى لازالت غير مستغلة، أو أنها لا تحقق العائد الأقصى من ورائها.
وقال أبو الغيط أن الظروف التى مرت بالعالم العربى فى السنوات الأخيرة أدت إلى تراجع خطير فى قطاع السياحة الذى يتسم بحساسية للأوضاع الأمنية والاستقرار المجتمعى.
ودعا أبو الغيط إلى إطلاق حملات كبيرة ومؤثرة ومبادرات ذات صدى عالمى من أجل استعادة وترميم وإصلاح الآثار التى خربتها الجماعات الإرهابية فى المنطقة وألحقت بها الضرر.
وتابع أبو الغيط : أن المرءَ ليتألم ويحزن عندما يرى مناطق أثرية ومزارات تاريخية ودينية وقد صارت أثراً بعد عين، بعد أن نالها ما نالها من الخراب والتدمير على يد عصابات الخراب التى تعيث فساداً فى بعض بلداننا".
وأكد أبو الغيط أن العالم العربى هو الخزان الأكبر للذاكرة الإنسانية حيث تحتضن أرضه الآثار الشاهدة على فجر الحضارة الإنسانية، معتبرا أن ما يجرى من تدمير لبعض هذه الآثار التى لا تُقدر بثمن هو تخريبٌ للذاكرة ومحو لواحدٍ من أهم الفصول فى قصة الحضارة البشرية .
وقال أبو الغيط "إننا نشهد اليوم بشائر القضاء على بعضٍ من الفئات الضالة والجماعات الإرهابية المجرمة التى أشاعت التخريب فى بعض البلدان العربية".
ولفت إلى أن قطاع السياحة الثقافية والدينية فى العالم العربى يتمتع بإمكانياتٍ لا نظير لها، ويمتلك مخزوناً من المواضع التاريخية والآثار الباقية لا مثيل له من حيث الفرادة والتميز، مشيرا إلى أنه تقع على عاتق الحكومات العربية مسئولية حماية هذا الإرث الإنسانى والحفاظ عليه صوناً للذاكرة واحتراماً للتاريخ، وتنمية لواحدٍ من أهم قطاعات السياحة الذى لا زال يُعانى من التدهور وضعف الكفاءة فى إدارته.
ونوه أبو الغيط إلى أن فى العالم العربى قصص نجاح مبهرة، ومبادرات لبناء قطاع سياحى تستحق الإشادة والتقدير، كما أن هناك عملٌا دؤوبا يجرى فى بعض الدول من أجل تنمية مجالات جديدة ومبتكرة للسياحة، منبها إلى أن التكامل العربى فى هذا القطاع ما زال يُعانى من التباطؤ والضعف.
ودعا إلى تعاون وتنسيق جاد ومخلصً فى مجال التنمية السياحية على الصعيد العربى للحيلولة دون التنافس غير المبرر وتفادى التكرار غير المفيد واستغلال كل دولة لمواردها السياحية على الوجه الأمثل بالتركيز على المزايا النسبية التى لديها.
وشدد على أهمية العمل على تعزيز السياحة البينية العربية، ورفع العوائق التى تحول دون انطلاقها، وبحيث تستطيع الدول العربية المستقبلة للسياحة أن تتفوق على المقاصد السياحية المُنافِسة التى نجحت فى الأعوام الأخيرة فى جذب السائح العربى.
وأوضح أن السياحة ليست مصدراً للعملة الصعبة، أو سبباً فى خلق الوظائف فحسب، بل هى قطاع رائد بإمكانه أن يُسهم فى تنمية وتعزيز عدد من القطاعات الأخرى فى الاقتصاد، كالبنية الأساسية والنقل والمواصلات والخدمات المالية وغيرها .
وقال أن الاستثمار فى قطاع السياحة هو استثمارٌ فى هذه المجالات جميعاً ويؤدى إلى تنشيطها وانعاشها والارتقاء بها والنهوض بالسياحة يستدعى منهجاً شمولياً فى رفع جودة الخدمة فى كافة هذه القطاعات، وبحيث يرتقى المنتج السياحى العربى ويصير منافساً بحق.
ودعا أبو الغيط إلى اتخاذ خطوات جادة من أجل النهوض بالسياحة العربية، وذلك من خلال تطوير الاستراتيجية العربية للسياحة وتعزيز آلية تنفيذها، وخاصة فيما يتعلق بتسهيلات الحركة السياحية بين الدول العربية، ودراسة كيفية تحسين الخدمات فى المطارات والمقاصد السياحية العربية فى الدول المستضيفة للسائحين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة