أكرم القصاص

أردوغان وداعش وسيناء.. اعتراف «صانع الإرهاب»

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مؤخرا عن عمليات إرسال للإرهابيين من سوريا إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية فى سيناء تصريحات لافتة، بالرغم من أنها لا تضيف كثيرا عن تقارير مختلفة تحدثت عن «العائدين من داعش»، إلا أنها تكتسب أهميتها لكونها صادرة من الرئيس التركى أحد أكثر الضالعين فى إنشاء ودعم داعش والنصرة، وتسهيل جلب الإرهابيين ودخولهم وعلاجهم خلال السنوات الأخيرة. 
 
قال أردوغان أمس خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية من أنقرة إن «الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك فى صحراء سيناء».. ولم يحدد أردوغان من هم الذين سيرسلون الإرهابيين لسيناء، وإن كانت كلمته تزامنت مع تلميحات يتهم فيها الولايات المتحدة بنية ضرب إيران أو تركيا.
 
 منذ بدأت هزيمة تنظيم داعش فى العراق وبعدها سوريا وخروجهم من الرقة، كانت هناك إشارات غامضة لمصائر مقاتلى التنظيم الإرهابى. حيث اختفى المقاتلون أو أغلبهم وبقى فقط الضعفاء والمقاتلون من غير ذوى الأهمية، بينما ابتلعت الأرض القيادات المعروفة والكوادر الإرهابية، وكانت هناك تقارير مختلفة عن عمليات تهريب واسعة النطاق لمقاتلى داعش، إلى دول مختلفة منها باكستان وأفغانستان أو إعادة بعض منهم لبلادهم وهو ما مثل مشكلة لأوروبا التى كانت هناك المئات من شبابها فى سوريا والعراق. 
 
اعتبر الصحفى الألمانى كريستوفر رويتر داعش أكبر تنظيم استخباراتى فى العصر الحديث، مشيرا فى كتابه «السلطة السوداء» إلى كيفية بناء داعش، معتمدا على وثائق نشرتها ديرشبيجل الألمانية عثر عليها فى منزل سمير عبد محمد الخليفاوى وشهرته «حجى بكر»، وهو ضابط عراقى سابق ينسب له التخطيط لإنشاء داعش، وقتل حجى بكر فى منزله عام 2014، وعثر بعد مقتله على كمية من الوثائق حول خطط التنظيم وتحركاته وكيفية التوسع والتجنيد. 
 
 قدمت الدول الأطلسية ومعها قطر وبعض دول الخليج السلاح والمال والسيارات ذات الدفع الرباعى، لمعارضة غير ظاهرة، اختفت لتظهر تنظيمات داعش والنصرة. وقدمت تركيا الدعم اللوجيستى وكانت ممرا للمقاتلين من أنحاء العالم إلى سوريا والعراق، ورصدت العديد من التقارير العلاقة المباشرة وغير المباشرة لتركيا بداعش، ظهرت أكثر بعد صدام تركيا وروسيا على خلفية إسقاط تركيا للطائرة الروسية فى الأراضى السورية، ونشرت موسكو فيديوهات وصور تكشف عن علاقة بلال ابن الرئيس التركى بداعش والنفط العراقى والسورى المسروق، وكانت نقطة تحول فى موقف اردوغان. 
 
وفى نوفمبر 2015 قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين فى أنطاليا بتركيا  إن تمويل داعش يأتى من 40 بلدا، بما فى ذلك بعض دول مجموعة العشرين، وكان يشير إلى تركيا والولايات المتحدة وبعض دول الخليج بشكل خاص.
 
ومع تراجع داعش وهزيمته فى الموصل بالعراق وحلب والرقة ودير الزور بسوريا، كانت هناك تقارير عن الجهات التى يتوجه لها فلول داعش، من سوريا والعراق، وليبيا تحت ضغط الهزائم واحتمالات توجيههم إلى جبهات منها مصر بشكل عام، أو سيناء، وهو أمر أكدته مصر مرات.
 
وتأتى تصريحات أردوغان فى وقت تم الكشف عن ضلوع مخابرات تركيا فى الخلية الإرهابية التى ضبطتها المخابرات المصرية مؤخرا ولديها أنشطة تمزج بين تمرير المكالمات وغسيل الأموال، فضلا عن استضافة ودعم منصات ومواقع الدعاية للتنظيمات الإرهابية، وهو يلقى غموضا على تصريحاته التى يشير فيها لإرسال إرهابيين لسيناء.وهو أحد الضالعين فى صناعة الإرهاب وتصديره ودعمه مع قطر ودول أخرى، وهى المرة الأولى التى يعترف فيها أحد رعاة الإرهاب بعلاقة مباشرة لداعش بالإرهاب فى مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة