"كان يا ما كان، فى مملكة بُصرى من أرض الشام، كانت عرافة قد أخبرت الملك بأن ابنته الوحيدة، التى رهن حياته من أجلها، ستموت فى عيد ميلادها العشرين بلدغة عقرب، فما كان من الملك إلا أن أمر بأن يُبنى لها سرير معلق فى الهواء، فى أقصى ارتفاع يمكن أن تصل إليه قدرة أمهر البنائين".. هذا جزء من المجموعة القصصية "سرير بنت الملك" للكاتبة شهلا العجيلى والتى فازت بجائزة ملتقى القصة القصيرة فى دورتها الثانية فى الكويت "أمس"، والمجموعة صدرت عن منشورات ضفاف، ومنشورات الاختلاف، كما أن لها طبعة أخرى صادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
شهلا العجيلى كاتبة وأستاذة الأدب العربى الحديث فى الجامعة الأميركية فى الأردن، وفى جامعة حلب. صدر لها فى الرواية "عين الهر"، والتى حصلت على جائزة الدولة الأردنية فى الآداب، ولها "سجاد عجمى"، و"سماء قريبة من بيتنا"، والتى وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2015.
المجموعة القصصية تحتوى على ثلاث وعشرين قصّة قصيرة، كتبت على مدى ثمانى أو تسع سنوات، وكان الإهداء كما ورد، "إلى جناحىّ: رزان ومُزنة".
وقال عن المجموعة الكاتب إبراهيم خليل فى القدس العربى فى مقالته التى جاءت تحت عنوان (سرير بنت الملك لشهلا العجيلى قصص تعرى الواقع): "أما ما يستدعى الانتباه فى القصص، فهو اعتماد الكاتبة العجيلى على التواتر، فعلاوة على وجوده فى قصة (مذكرات حذاء سندريلا)، وقصة (بلدى حبيبى)، نجده بوضوح فى قصة أخرى بعنوان الأخطبوط، فالمدعو محمد إسماعيل، بنظر الجيش الإسرائيلى إرهابى مطلوبٌ بطريقة هستيرية، لأنه فجر حافلة عسكرية فى أحد شوارع القدس. وهو بعد البحث والتحرى تبين أنه متهم بالانتساب لفرقاء متناقضين، فهو فى فتح تارة، وفى حماس تارة أخرى، ويقيم فى أمكنة متعددة، ومتباعدة. ومطلوب فى الوقت ذاته لـ C.I.A لتفجيرة سيارة تقل عسكريين أمريكيين فى شارع السعدون فى بغداد. ومطلوب لأكثر من جهة فى مصر لتفجيره حافلة سياح إسرائيليين فى منتجع سياحى فى طابا. ومطلوب فى الوقت نفسه لقوات حفظ السلام فى كابل، لأن مدبرى عمليات التفخيخ كانوا يجتمعون فى بيته، وهم يخططون للقيام بعملياتهم التى تستهدف جنودا أمريكيين. ووفقا لتقارير مؤكدة هو المسؤول عن تفخيخ سيارة تركت متوقفة قريبا من الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وفى أثناء البحث عثر على بطاقة تعريف باسم محمد إسماعيل، فى حقيبة مشبوهة لا صاحب لها، فى مطار شيكاغو، وتبعا لذلك فإن هذا النص القصصى لا يملُّ، بحكم اعتماده على التواتر، من تعداد الحالات التى يمكن أن تنسحب على المدعو محمد إسماعيل، لذا لا مفر لمن يريد التخلص منه من تفجير العالم، لأنه مثلما ثبت فى التحقيقات، موجود فى كل مكان، وفى كل زاوية، فى الوقت نفسه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة