بمراوغات مفتوحة، ورعونة فى التفكير، سيعمل الرئيس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إشعال منطقة الشرق الأوسط برمتها بسبب قراره المرتقب مساء اليوم الأربعاء، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة بدلاً من تل أبيب، ما يعنى اعترافاً بها عاصمة للاحتلال، مما سيؤدى لوصول الشارع العربى إلى نقطة الغليان، وفى وقت تطرق فيه الانتفاضة أبواب البلدة القديمة وكل شوارع وأزقة الضفة وقطاع غزة فى ثورة وشيكة.
وقد أكد البيت الأبيض مساء امس، أن ترامب سيعلن اليوم الأربعاء، عن القدس عاصمة لإسرائيل وعن نيته نقل السفارة الامريكية اليها، ومع ذلك سيوقع ترامب على الأمر الرئاسى الذى يؤجل نقل السفارة لمدة نصف عام، بسبب معايير لوجستية، ومن المتوقع ان يلقى ترامب خطابه فى الساعة الثامنة مساء، حسب توقيت القاهرة وتل أبيب.
متظاهرون يحرقون صور دونالد ترامب احتجاجا على مشروع تهويد القدس
تحذير عربى شديد اللهجة
وكرد فعل شديد من جانب مصر والدول العربية، اجرى وزيرا الخارجية المصرى سامح شكرى، ونظيره الأردنى، أمس، اتصالات مع وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون وحذراه من ان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤدى الى انفجارات عنيفة فى الشرق الاوسط.
وفى السياق نفسه، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالا هاتفيا مساء أمس بترامب تناول القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حيث أكد الرئيس على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مؤكداً ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام فى الشرق الأوسط.
وجاء من العاصمة الأردنية عمان أن الملك عبد الله حذر ترامب من ابعاد اتخاذ القرار خارج اطار الحل الشامل الذى يضمن اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
متظاهرون يحرقون علم إسرائيل
وقال العاهل الأردنى إن القدس هى مفتاح تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم كله، محذرا من أن القرار سيؤثر على الأمن والاستقرار فى الشرق الاوسط، وقال أن هذا القرار سيحبط كل محاولة امريكية لاستئناف العملية السلمية وسيزيد من غضب المسلمين والمسيحيين.
وتحدث الملك عبد الله مع عباس، واتفقا على العمل معا وبتنسيق كامل فى ضوء التطورات.
وانضمت السعودية الى الدول العربية امس، حيث أبلغ الملك سلمان، ترامب ان نقل السفارة هو "خطوة خطيرة ستؤجج مشاعر الفلسطينيين"، وانه يدعم الموقف الفلسطينى فى هذا الموضوع.
وقال السفير السعودى فى واشنطن، الامير خالد بن سلمان، ان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيزيد التوترات فى الشرق الاوسط ويضر بشكل خطير بعملية السلام". وعلى الرغم من صدور اعلانى تحذير واضحين من قبل مصر والمملكة العربية السعودية ازاء هذه الخطوة.
فيما اصدرت منظمة التعاون الاسلامى التى تضم 57 دولة اسلامية فى جميع انحاء العالم بيانا شديد اللهجة حول هذا الموضوع محذرة من تداعيات هذا التحرك.
فلسطين تهدد بقطع العلاقات مع واشنطن
وقال مسئول فلسطينى كبير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن عمان ورام الله نقلا إلى الإدارة الأمريكية رسائل مفادها أن هذه التحركات، إذا ما نفذت، لا يتوقع أن تسبب عنفا استثنائيا، وأن الفلسطينيين يعتمدون بشكل رئيسى على الأردن بسبب علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة، ويأملون بأن يحذر الاردن من الآثار المترتبة على هذا التحرك على الأمن القومى فى المملكة.
وكان رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج قد عقد، امس الاول، سلسلة من اللقاءات فى واشنطن، ناقش خلالها النتائج المتوقعة لهذه التحركات.
متظاهر يقف بقدمية على علم إسرائيل
وقال نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني، ان ترامب اطلع عباس، يوم امس، على نيته نقل السفارة الى القدس. وقال ان "عباس حذر الرئيس الأمريكى من تأثير القرار على العملية السلمية، وامن واستقرار المنطقة والعالم". واضاف ان "الموقف الفلسطينى راسخ ومستقر – لن تقوم دولة فلسطينية بدون القدس الشرقية عاصمة لها، بناء على قرار المجتمع الدولي.
وخلال مؤتمر صحفى عقده المسؤول الفلسطينى نبيل شعث فى القدس، امس، قال انه اذا اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل فان السلطة الفلسطينية ستقطع علاقاتها مع الولايات المتحدة فى كل ما يتعلق بالعملية السلمية.
تحذيرات من دول العالم
وصدرت موجة من التحذيرات من قبل دبلوماسيين فى انحاء العالم، ردا على القرار الامريكى المحتمل.
وقال وزير الخارجية الالماني، زيجمار جبرئيل، ان برلينا ستضطر الى "التوضيح لأصدقائها، ايضا، ما هى حدود التضامن معها".
وقال جابرييل فى كلمة القاها امام منتدى برلين للعلاقات الخارجية، فى مؤسسة كوربر: "هناك دلائل على ان الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل فى الايام المقبلة دون التوصل الى اتفاق مع أوروبا حول هذه المسألة ... نحن نعلم جميعا ما هى العواقب. الموقف الألمانى بشأن هذه المسألة لم يتغير: لا يمكن إيجاد حل لمسألة القدس إلا من خلال الاتصالات المباشرة بين الجانبين. وأى شيء يمكن أن يؤدى إلى تفاقم الأزمة ليس مثمرا".
حرق صور ترامب
فيما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فدريكا موجرينى، "إن القدس يجب ان تكون عاصمة للدولتين"، مضيفة: "الاتحاد الأوروبى يدعم استئناف العملية السلمية التى ستقود الى حل الدولتين، نحن نؤمن بأنه يجب الامتناع عن أى عمل يخرب على الجهود التى ستقود الى عملية سلام تكون القدس فى نهايتها عاصمة للدولتين".
واجرى الرئيس الفرنسى عمانوئيل مكرون، امس، محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكى ترامب، وابلغه قلق فرنسا ازاء امكانية اعترافه من جانب واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل.
البيت الابيض يراوغ
وفى البيان الذى نشره البيت الأبيض، حول محادثات ترامب مع قادة المنطقة، لم تتم الاشارة بشكل واضح الى ان الرئيس سيقرر نقل السفارة او يعلن الاعتراف بالقدس، وانما كتب انه ناقش مع القادة "قرارات محتملة بشأن القدس". كما كتب فى البيان ان ترامب اكد امام القادة الاهمية التى يوليها للتوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي- فلسطيني.
وقال ثلاثة مسئولين كبار بالإدارة الأمريكية، إن ترامب قد يعلن فى الخطاب دعمه لحل الدولتين. مشيرين إلى قرار ترامب بشأن القدس، يستند إلى الاعتراف بالواقع، فضلا عن الصلة التاريخية للشعب اليهودى بالمدينة.
حرق العلم الأمريكى والإسرائيلى
واكد مسؤولو البيت الابيض ان ترامب لن يتخذ موقفا بشأن مصير القدس مستقبلا فى اطار اتفاق سلام اسرائيلي- فلسطيني، وان الادارة الامريكية ملتزمة بالوضع القائم فى الاماكن المقدسة فى القدس بما فيها الحرم القدسى.
وأضاف كبار المسؤولين أن عملية نقل السفارة إلى القدس قد تستغرق عدة سنوات، وأن ترامب قد يوقع على أمر يؤخر نقل السفارة مرة أخرى على الأقل، بعد التوقيع الذى سيجرى اليوم. وقالوا ان التوقيع على الامر ضرورى للسماح بتنفيذ الاستعدادات اللوجستية المتعلقة بنقل السفارة. ومن غير المتوقع ان يتضمن خطاب ترامب اى جدول زمنى لنقل السفارة.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يسرائيل هايوم"، إنه من المتوقع ان يقول ترامب انه، للمرة الاولى منذ اقامة دولة اسرائيل، تعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لها وانه يعتزم تنفيذ وعده الانتخابى ونقل السفارة اليها.
غضب بشوارع فلسطين
وقد توجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، مساء امس الثلاثاء، الى قادة العالم بطلب العمل على منع نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
وقال الناطق بلسان عباس ان ابو مازن توجه الى البابا وقادة روسيا وفرنسا والأردن كى يتدخلوا من اجل منع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاعلان، اليوم، عن نقل السفارة.
ويثير البيان الأمريكى المرتقب احتجاجا شديدا فى صفوف الفصائل الفلسطينية، التى اعلنت عن تنظيم مسيرات غضب اليوم فى الضفة والقطاع.
جانب من التظاهرات
وقرر الجيش الاسرائيلى والشرطة تعزيز القوات على نقاط الاحتكاك وفى منطقة السفارة الامريكية فى تل ابيب.
وبدأت حركة فتح فى الضفة الغربية بالاستعداد لإجراء مسيرات غضب، ردا على الاعلان المرتقب.
وقال مسئول رفيع فى حركة فتح لـ "هاآرتس" ان "السلطة الفلسطينية معنية بتنظيم مسيرات غضب، لكنها لا تنوى تحطيم الآليات او القيادة الى مواجهات مع اسرائيل كما حدث فى الانتفاضة الثانية".
وأعلنت الفصائل الفلسطينية ان خطوات الاحتجاج ستبدأ اليوم، الأربعاء وستتواصل حتى يوم الجمعة على الاقل.
وستجتمع قيادة الفصائل، صباح اليوم، لإجراء مشاورات حول تنظيم سلسلة المسيرات التى يتوقع ان تجرى فى مناطق السلطة الفلسطينية فى الضفة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، لصحيفة "هآرتس"، ان بيان ترامب هو "مادة مشتعلة ستؤدى الى خروج الشعب الفلسطينى بشكل عفوي. الشعب الفلسطينى يعرف كيف يدافع عن حقوقه، ونحن نجرى مشاورات طوال الوقت تمهيدا للأيام القادمة".
نساء مشاركات فى التظاهرات
وحذر مصدر امنى فلسطيني، فى حديث مع صحيفة "يديعوت احرونوت" من حدوث تصعيد اذا اعلن الرئيس الاميركى ترامب عن نقل السفارة الاميركية الى القدس، مضيفا أن "مثل هذا القرار سيفجر الاوضاع والشارع وسنعود إلى نقطة الصفر، أمر كهذا قد يشعل انتفاضة".
وأوضح المسئول الفلسطينى: "جميع الأزمات الأمنية التى اندلعت فى المنطقة خلال العشرين عاما الماضية تتعلق بالقدس - من اضطرابات نفق الجدار الغربى فى عام 1996 مرورا بدخول أريئيل شارون إلى الحرم القدسى فى عام 2000 وحتى التصعيد الأمنى فى عامى 2015 - عام 2016."
ولا تستبعد إسرائيل إمكانية اندلاع اضطرابات فى المناطق المحتلة. وقال مسئولون كبار فى تل أبيب أمس: "عندما يجرى العزف على الأوتار الدينية، من المؤكد ان هذا يمكن أن يقود إلى اضطرابات، ونحن نستعد لكل إمكانية، ولكن متى ستكون هناك فرصة أفضل؟ الدول العربية المعتدلة قلقة بشأن إيران، ويمكن الرؤية بأن القيادة العربية لا تقاتل ضد الخطوة، ولذلك فان ترامب يصر على القيام بها".
ودعت القنصلية الأمريكية فى القدس، امس، المواطنين الامريكيين الى الامتناع عن الوصول الى مناطق التجمعات فى القدس والضفة الغربية، وكذلك المناطق التى تم تعزيز تواجد الجيش والشرطة فيها.
تحذير من 25 سفيرا اسرائيليا سابقا
فى هذا الموضوع، ايضا، اعرب 25 سفيرا اسرائيليا سابقا، وشخصيات اكاديمية ونشطاء سلام، عن معارضتهم لاعتراف امريكى مفاجئ بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك فى اطار رسالة عاجلة بعث بها هؤلاء الى المبعوث الامريكية لعملية السلام جيسون جرينبلات.
وجاء فى الرسالة: "نحن قلقون جدا إزاء التقارير التى تفيد بأن الرئيس ترامب يفكر بجدية بإعلان الاعتراف من جانب واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل، إن وضع القدس المقدسة للديانات التوحيدية الرئيسية الثلاث، هو فى صميم الصراع الاسرائيلي- الفلسطينى ويجب حله فى اطار حل شامل".
القدس المسطرة التاريخية
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس / صلاح
لعنة الله على ترامب المستقوى على الضعفاء !
لن تحرر القدس إلا باتحاد العرب وقطع العلاقات مع أمريكا ومنع البترول عنهم ، إضافة إلى دماء الشهداء لتحرير القدس ، وتوقف الخونة فى قطر وتركيا عن مساندة الإرهاب والارتماء فى حضن امريكا ، لعنة الله على أمريكا ويبليهم الله بكوارث من حيث لا يحتسبوا !