فى تحد جديد وتجاهل للتحذيرات العربية والدولية، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، مقرراً نقل السفارة الأمريكية لدى دولة الاحتلال من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
وأثار الإعلان الأمريكى الأحادى والمنفرد، ردود فعل واسعة، حيث أعلنت وزارة الخارجية المصرية فى بيان لها ، رفض القرار وما سيترتب عليه من آثار، مشيرة فى بيان لها إلى استنكارها التحرك الأمريكى فى هذا الشأن.
ترامب
وقالت الخارجية فى بيانها: "تؤكد مصر على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة"، مشيرة إلى العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس، ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي نص على الانسحاب من الأراضي التي احتلت في عام 1967 ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار الحكومة الإسرائيلية بضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأي تغييرات تجريها إسرائيل على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات، فضلا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والتي تطالب جميعها بضرورة احترام الوضع القائم تاريخيا في القدس باعتبارها تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولى.
سامح شكرى
وأعرب بيان وزارة الخارجية، عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس فى الوجدانين العربي والإسلامى، فضلا عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.
كما نوه البيان إلى مخاطر تأثير هذا القرار على مستقبل عملية السلام، لاسيما الجهود المبذولة لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بدورها، أكدت الحكومة الأردنية أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل سفارتها اليها، يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، التى تؤكد ان وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التى تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة.
العاهل الأردنى
بدوره، اعتبر زياد النخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل، هو إعلان حرب.
وقال النخالة فى تصريحات تليفزيونية، إن هذا اليوم الذى يعلن فيه ترامب هذا القرار، فهو يوم للوحدة فى مواجهة العدوان الواضح والذى لا لبس فيه على فلسطين ومقدسات الأمة.
وأضاف نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، أن هذا اليوم هو يوم حداد للأمة ويجب النهوض لمواجهة الاستكبار الأمريكى.
فيما اعتبرت حركة حماس الفلسطينية، التى تسيطر على قطاع غزة اليوم الأربعاء، أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، "سيفتح أبواب جهنم" على المصالح الأمريكية.
وقال اسماعيل رضوان، القيادى فى الحركة للصحفيين بعد خطاب الرئيس الأمريكى، إن القرار من شأنه أن "يفتح أبواب جهنم على المصالح الأمريكية فى المنطقة" داعيا الحكومات العربية والإسلامية إلى "قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الأمريكية وطرد السفراء الأمريكيين لإفشاله.
فيما أكد ت منظمة التحرير الفلسطينية، أن قرار ترامب حول القدس يدمر أى فرصة لحل الدولتين.
كان ترامب قد أعلن منذ قليل الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، مع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، فى خطوة جديدة تعرقل مسار عملية السلام بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية.
وقال الرئيس الأمريكى فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض، إن إعلانه اليوم بنقل السفارة إلى القدس هو توجه جديد لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، مشددا على أن اليوم هو اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف أنه يقوم بما هو مختلف فيما يخص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كون هذه الخطوة تصب فى صالح تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل. وتابع:"هذه الخطوة تأخرت كثيراً وهى تدفع قدماً فى عملية السلام.. إسرائيل دولة سيدة مثل أى دولة سيدة أخرى لديها حقوق فى تحديد عاصمتها والاعتراف بأن هذا أمر واقع هو شرط ضرورى لتحقيق السلام".
وزعم "ترامب"، خلال مؤتمر صحفى بواشنطن، أنه لطالما كانت القدس عاصمة لإسرائيل، وتابع:" العاصمة التى بناها الشعب اليهودى فى الماضى وفى التاريخ اليوم هى عاصمة الحكومة الإسرائيلية الحديثة".
وأشار خلال مؤتمر صحفى، إلى أنه اتفاقاً مع قرار السفارة الموجودة فى القدس، فإنه يعلن البدء فى التجهيزات والإعدادات لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهذا سوف يبدأ شكل مباشر مع عملية تعيين المهندسين والمهندسين المعماريين بحيث يتمكنوا من البدء فى العمل، وأنه عند الانتهاء من البناء سيكون هذا رمز للسلام.
وذكر أنه عندما قدم هذه التصريحات، فإنه يوضح بأن هذا القرار لا يهدف بأى طريقة إلى أن يعكس ابتعادنا عن التزامنا بتيسير التوصل لاتفاق سلام دائم، فهو يريد اتفاق سلام يعد إنجازا للإسرائيليين وللفلسطينيين، ولا يتخذ أى موقف بشأن أى وضع نهائى بما فى ذلك الحدود المحددة للسيادة الإسرائيلية فى القدس أو قرار الحدود المختلف عليها، وهذه الأمور ما زالت متروكة للأطراف المعنية.