أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

ما الذى حمى مصر من مصير اليمن؟

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ساعات من الفزع، عاشها العالم منذ انتشار خبر وفاة الرئيس اليمنى السابق وحتى انتشار صوره الدامية، وانتشار الفيديوهات، التى تجسد مقتله، رعب ينبع من وحشية المشهد، وتدنيس الجسد الإنسانى حتى لو كان هذا الجسد لمستبد سياسى من الطراز الأول، وفى الذهن بالطبع صورة لما يمكن أن تنجرف إليه الأوضاع فى البلاد العربية، التى تشهد نفس المشهد، وفى القلب شكر وحمد وتسبيح عرفانا بفضل الله الذى حمى مصر من هذا المصير البشع، لكن قبل حمد الله وبعده كانت هناك أسباب تمنع مصر من الانزلاق إلى هذه الهاوية، ولابد لما فى هذا المقام أن نتذكرها ونؤكد على قيمها، لنتمسك بها حماية لتلك الجميلة «مصر» التى نأتنس بنورها فى كل يوم.
 
نعم جيش مصر العظيم هو أول أسباب حماية مصر من هذا المصير المفزع، لكنى فى الحقيقة أرى أن هناك أسبابا أخرى ربما هى التى وضعت جيشنا العظيم فى هذا الموضع، وأهم هذه الأسباب هى التركيبة المدنية للشعب المصرى، الذى لم يعرف طوال تاريخه العريض تقسيما عنصريا أو عرقيا أو مذهبيا، كل المصريين عند كل المصريين سواء، لا فرق بين أبيض وأسود، لا فرق بين مسلم ومسيحى أو يهودى، لا فرق بين ساكنى السواحل وساكنى الوديان، لا فرق بين البدو ساكنى الصحراء والصعايدة ساكنى الجنوب، كلنا مصر وكلنا مصريون، هذا انتماؤنا الأول، وهذه أرضنا التى ندافع عنها ضد أى ضد.
 
 نعم تلك التركيبة المدنية الوطنية اختلت فى السنوات الأخيرة، لكن بحمد الله وتوفيقه لم يتسع هذا الاختلال ليدخل إلى العمق إلا عند بعض الجماعات المتطرفة، وفى أول اختبار لفظ المجتمع المصرى هذه الجماعات بأقوى ما يكون، وتوحد مرة أخرى خلف جيشه العظيم، الذى لم يعتمد على قبيلة بعينها أو مذهب بعينه فى تكوينه، لأنه ببساطة جيش مصر الجميلة، التى أورثت أبناءها فضيلة الانتماء إليها وحدها، كما أورثتهم ثأرا لكل من يستهين بها أو يستخف بشعبها، وستبقى مصر محصنة على طول الزمان وسيبقى جيشها على هذه الحالة الفريدة من الوطنية المخلصة طالما حافظنا على هذه التركيبة المدنية الوطنية، التى لا تؤسس لتفضيل عنصر على عنصر أو أهل ديانة على أخرى، أو فئة على ما عاداها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة