كتبت مقالا، أمس الأول، يحمل عنوان «شفيق مختفٍ قسريا على الهواء مباشرة.. وانتهى زمن بدران»، وأكدت فيه، من خلال مواقف واضحة ومحددة، أن شفيق رجل مدعى وتاجر شعارات، بداية من عهد مبارك، الذى كان فيه بمثابة عروسة ماريونيت لم نسمع له صوتا معارضا، وكان مطيعا يلبى الأوامر وزيادة، أو عندما اندلعت ثورة 25 يناير، وتم تعيينه رئيسا للوزراء، حيث خرج على الجميع خاطبا ود الثوار، وجماعة الإخوان، وتغزل فى محاسن وجمال وشياكة وأفكار وقدرات الجماعة الإرهابية، ولولا الملامة، لكان قد اعترف صراحة بأنه إخوانى متعاطف، وقال نصا فى حوار تليفزيونى مع الأستاذ مصطفى بكرى:
«إنه أقرب إلى فكر الإخوان ومتدين ووالده رجل صوفى»، ثم قال فى حوار تليفزيونى آخر له مع الأستاذين خيرى رمضان ومجدى الجلاد: إنه أفرج عن خيرت الشاطر وحسن مالك، واتهم أستاذه «مبارك» صراحة بأنه قد لفق للإخوان الاتهامات، وأن أفكار الجماعة جيدة.
وربطت مواقف شفيق، بما أدلى به صديقه «الأنتيم» ورفيق دربه وأقرب إنسان له، المستشار يحيى قدرى، خلال الساعات الفائتة من تصريحات خطيرة نشرتها الصحف، عندما قال نصا: «إن فكر الإخوان ليس جريمة، ولا بد من المصالحة مع الجماعة وضرورة دمجهم فى الحياة السياسية بقوة!!»، وتساءلت، هل تصريحات رفيق درب أحمد شفيق صدفة أيضا أم جاءت لتؤكد موقف سيادة الفريق واتصالاته السرية بقيادات الجماعة الإرهابية؟ وأكدت أن فى الحياة السياسية لا شىء يحدث اعتباطا، ولا يمكن أن يكون خطب ود شفيق لقيادات جماعة الإخوان بقوة ودفاع كل منابرهم عنه ثم تصريحات صديقه «الأنتيم» يحيى قدرى بالمطالبة بوجوب المصالحة مع الجماعة صدفة، وإنما فى إطار خطة واضحة المعالم، تؤكد الاتصالات وتنسيق المواقف بين شفيق وقيادات الإخوان.
وعقب نشر المقال، فوجئت بالمستشار يحيى قدرى «أنتيم» شفيق وأقرب إنسان له فى هذه الحياة، يرسل لى ردا، يتنصل فيه من تصريحاته- المسجلة بصوته- وأيضا يتبرأ فيه من صديقه الأنتيم أحمد شفيق، وسأنشر رده نصا، ثم سأعلق معقبا على الرد، وإلى نص الرد:
الأستاذ دندراوى
بعد التحية، لقد ألمنى استجابتكم لهذا البهتان الذى نشرته إحدى الصحف حتى إنكم تماشيتم مع ما ورد بها، باعتباره تأكيدا لما يذاع هذه الأيام عن وجود ثمة اتصالات بينه وبين الجماعة الإرهابية المحظورة ودون التعرض لما هو منسوب لشفيق، وتوضيحا لبهتان ما نشر بشأنى أودّ أن أوضح الثوابت التالية:
أولا: لقد انقطعت علاقتى السياسية والمهنية بالفريق شفيق منذ استقالتى من حزب الحركة الوطنية منذ أكثر من عامين، وكان ذلك على مرأى ومسمع من الجميع، وعلى رأسهم سيادتكم، وصاحب ذلك توقف علاقتى المهنية به وقيامه بتوكيل محامية اسمها دينا عدلى، ابنة السيد عدلى حسين فى جميع قضاياه ومر على هذا الأمر عامين!
ثانيا: الحديث المنشور بإحدى الصحف خلال الساعات القليلة الماضية، تم منذ ما يزيد على أربعة أشهر مضت، وكان يدور عن كل الأمور السياسية فى مصر، بل إنه شمل رأيى فى ترشح شفيق وصوتى الانتخابى، وكان ردى واضحا بأنه ليس لدى شفيق أو غيره ثمة فرصة للمنافسة، وأن إنجاز القيادة الحالية فى طرد الإخوان المسلمين، الذين استولوا على مقاليد البلاد، إنما يمثل قمة الإنجاز، ثم تناول الحديث ما هو يتعين على مجلس النواب إتمامه، حيث أوضحت ضرورة تشريع قانون العدالة الانتقالية على أن تكون أحد مواده حل هذه الجماعة السياسية، ومنع وحظر كل من تسبب فى إراقة الدم المصرى من الاستفادة بهذا القانون، أما الذين اقتصر نشاطهم على أفكارها دون محاولة نشرها أو تنفيذ أغراضها السياسية أو الشروع فى تنفيذها، فعليه قبل إدماجه مجتمعيا إقراره بترك هذه الأفكار، وإنى أرى أن قانون العدالة الانتقالية تحتاج إلى عشر سنوات مقبلة حتى يمكن تحقيقها.
الأستاذ دندراوى.. إن موقفى من هذه الجماعة واضحا ومعلوما، وصراعى معها وما صدر من تهديدات لى من كل قادتها حتى من مرسى لم يغير من موققى تجاهها، وهو الأمر الذى يمكن لكم تبيانه، أما استجابتكم لهذا التصرف من إحدى الصحف من اجتزاء فقرات من حديث تم منذ شهر، والربط بينى وبين الفريق شفيق، رغم انقطاع العلاقة كلية، فيما بيننا، ليست جزئية تتعلق بكيفية تطبيق نص دستورى، فهو أمر أتصور أنه خطأ- وأنت تعلم تقديرى لك- لأنك لم تستفسر من قائله، لقد أوضحت لك الأمر وتركته أمامك حتى يكون حكمك عادلا فيه.
يحيى قدرى
التعقيب:
رغم تقديرى لشخص المستشار يحيى قدرى، فقد تأكدت من حقيقة تصريحاته المنشورة، وإنها مسجلة بصوته، والتصريحات خطيرة، وإذا كان الحوار قد أجرى منذ 4 أشهر ولم ينشر إلا الآن، فلا ينفى أو يغير من خطورة المطالبة بدمج الإخوان وإعادتهم للمشهد من جديد، وتتسق تماما مع موقف الجماعة الداعم والمؤيد لأحمد شفيق.
أما وأن قد تبرأ المستشار يحيى قدرى من علاقته بصديقه الأنتيم أحمد شفيق، وإنها تقطعت أواصرها إربا إربا، فهذا أمر يخصهما، ولا نعلم عنه شيئا، ونحن كإعلاميين ومراقبين للشأن العام، لنا الظاهر من القول والفعل، وعندما وصلنى هذا الرد، نشرته نصا، من الباب الواسع لمصداقيتنا، وبحثنا عن الحقائق فقط!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة