كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن تواجد حوالى ألفى جندى أمريكى ينتشرون فى سوريا، وهو عدد يزيد أربعة أضعاف عن الرقم الرسمى الذى أعلن عنه المسئولون الأمريكيون فى وقت سابق، غير أنه لا يزال فى الوقت ذاته أقل من عدد القوات الأمريكية التى انتشرت خلال ذروة العمليات فى سوريا.
وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية- فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- أن الكولونيل روب مانينج المتحدث باسم البنتاجون كشف عن عدد القوات الأمريكية فى سوريا حاليا خلال لقاء مع الصحفيين، وقال: "إنه يكشف عن عدد القوات فى إطار جهود وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس الجديدة الرامية للالتزام بالشفافية فى عدد القوات المنتشرة والمعرضة للخطر".. وأضاف مانينج "هذا هو ما نحن عليه الآن.. وإذا طرأت تحولات كبيرة، سوف نعود برقم رسمى جديد".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى انخفاض عدد القوات الأمريكية الفعلى فى سوريا منذ شهور، ففى الأسبوع الماضى، عاد إلى الولايات المتحدة حوالى 400 من مشاة البحرية فى وحدة المدفعية - الكتيبة الأولى، مشاة البحرية العاشرة - والتى كانت تشن ضربات ضد تنظيم "داعش" الإرهابى فى مدينة الرقة السورية، التى كان يتخذها التنظيم الإرهابى عاصمة لخلافته المزعومة، ولكنها باتت خاضعة لسيطرة التحالف العسكرى الذى تقوده واشنطن وحلفاؤها المحليون فى أكتوبر الماضي.. ولا يزال حوالى 3% من سوريا تحت سيطرة "داعش".
وأضاف مانينج أن الأمر استغرق عدة أسابيع كى تكشف وزارة الدفاع الأمريكية عن العدد الرسمى الجديد؛ لأن المسئولين العسكريين أرادوا أولا التأكد من صحتها. وردا على سؤال حول أكبر عدد كانت عليه القوات الأمريكية فى سوريا، قال إنه يريد التحقق من الأمر أولا.
وألمحت الصحيفة إلى أن هذا الكشف يأتى بعد خمسة أسابيع من تصريح الجنرال جيمس جارارد، فى مؤتمر صحفى، بأن هناك حوالى 4 آلاف جندى أمريكى فى سوريا.
وبعد لحظات، وفى المؤتمر الصحفى نفسه قال متحدث باسم البنتاجون إريك باهون إن عدد القوات الأمريكية فى الواقع قوامه حوالى 500 جندى، وهو الرقم الذى أعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية منذ فترة طويلة لسوريا.
واستدركت (واشنطن بوست) قائلة إن الرقم المعروف باسم "مستوى إدارة القوة" لا يتضمن القوات الأمريكية المتنوعة التى تنتشر فى مناطق الحرب فى مهام تستغرق 90 يوما أو أقل، كما أنه لا يشمل بعض أعضاء الخدمة الذين ينتشرون فى مهمات حساسة للغاية.
وذكرت أنه تم نشر مئات من جنود القوات الأمريكية الصيف الماضى - بما فى ذلك قوات العمليات الخاصة والمدفعية - فى سوريا فى إطار الاستعداد لشن هجوم لاستعادة الرقة. وفى سياق منفصل، نشر البنتاجون أيضا بشكل مؤقت قوات الصاعقة فى شمال سوريا خلال فصل الصيف؛ فى محاولة للحفاظ على السلام، فى ظل تحرير المقاتلين الأكراد السوريين لمدن فى مناطق كانت تخضع لسيطرة جماعات مسلحة أخرى موالية لتركيا المجاورة.
وقال ماتيس الأسبوع الماضى إن الجهود الأمريكية فى سوريا تنتقل من كونها عملية يقودها الجيش إلى مسعى تقوده الدبلوماسية، وبناءً عليه، ستغير القوات الأمريكية موقفها.
وتتوقع الصحيفة الأمريكية استمرار العمليات العسكرية الأمريكية فى سوريا، مستشهدة بتصريح وزير الدفاع الأمريكى شهر نوفمبر الماضى بأن الولايات المتحدة "لن تتوقف فحسب" عند الجهود التى بذلتها فى البلاد، وستركز على إقامة مناطق آمنة للمدنيين مع استمرار الجهود الأخرى لتحقيق الاستقرار فى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة